دخلت دولة مالي مرحلة الترقب في انتظار الإعلان عن النتائج الرسمية للدور الثاني للانتخابات الرئاسية، والتي يُنتظر الكشف عنها مساء اليوم الأربعاء مباشرة بعد الانتهاء من عمليات الفرز النهائية. ولم تنتظر المعارضة المالية الإعلان عن نتائج هذه الانتخابات، وراحت تشكك في شرعيتها بعد أن وجهت اتهامات باتجاه الحكومة بتزويرها لصالح الرئيس المنتهية عهدته إبراهيم أبو بكر كايتا، الذي أكدت كل التوقعات أنه سيخلف نفسه في كرسي الرئاسة لعهدة خماسية ثانية. وغذّت اتهامات المعارضة بتزوير الانتخابات ورفضها المسبق لنتائجها حالة الاحتقان العام في البلاد، زادت معها المخاوف من احتمال اندلاع أعمال تخريب ومظاهرات، قد تتحول إلى مواجهات بين قوات الأمن وأنصار مرشحي المعارضة، الرافضين لنتائج هذه الانتخابات. وهو ما دفع بالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى استباق الموقف، اللذين دعوا كل الماليين إلى التزام الهدوء قبل معرفة نتائج عملية التصويت؛ ضمن محاولة لمنع انزلاق الوضع العام. وقال سماعيلا سيسي الذي دخل الدور الثاني من هذه الانتخابات أمام الرئيس المرشح إبراهيم أبوبكر كايتا أمام أنصاره في مقر حملته الانتخابية بالعاصمة باماكو، "إننا نرفض النتائج" حتى قبل الإعلان عنها، وهو تصريح حمل في طياته مخاوف من احتمال انفلات الوضع العام في بلد لم يعرف الاستقرار منذ سنة 2012، بسبب أزماته الأمنية المتلاحقة واستحالة تسويتها رغم الجهود التي سمحت بالتوقيع على اتفاق الجزائر للسلام سنة 2015، ولكنه لم ير النور إلى حد الآن بسبب خلافات بين الأطراف الموقعة عليه. واتهم سيسي فريق منافسه الرئيس أبوبكر كايتا باستغلال حالة اللاأمن التي تعيشها مناطق واسعة في البلاد؛ من أجل تزوير الانتخابات، وهو ما جعله يدعو الماليين إلى التحرك للدفاع عن حقوقهم ورفضا لما أسماها ب "ديكتاتورية التزوير". وبرر سماعيلا سيسي وزير المالية الأسبق، دعوته بإقدام الحكومة المالية على تنفيذ هجوم إلكتروني، لتعطيل نظام فرز أصوات المعارضة، التي قال إنها كانت في المقدمة في انتخابات الدور الثاني، نافيا عن نفسه كل مسؤولية في كل ما يمكن أن يقع من أحداث، وقال إن كل مسؤولية حول ما يمكن أن يحصل، تقع على معسكر رئيس الجمهورية. وهو ما جعل الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، يوجه نداء إلى كل أطراف المعادلة السياسية المالية، إلى المحافظة على هدوئها إلى غاية الانتهاء من المسار الانتخابي، وتفادي الإدلاء بتصريحات قد تزيد من توتر الوضع. وهو نفس النداء الذي وجهته بعثة الملاحظين الأوروبيين الذين حثوا كل المرشحين على التحلي بالهدوء، وتفادي أي تصعيد في التصريحات إلى غاية معرفة النتائج النهائية الرسمية. وتمسكت المعارضة باتهاماتها رغم أن فريق الملاحظين الأوروبيين ونظراءهم من الاتحاد الإفريقي، أكدوا أنهم لم يلاحظوا أي عمليات تزوير شكك فيها فريق الرئيس المالي، الذي وصف تلك الاتهامات بمجرد مسرحية.