يشتكي معظم أولياء التلاميذ بسطيف، من الارتفاع الفاحش الذي تشهده معظم اللوازم والأدوات المدرسية عبر مختلف الأسواق والمكتبات الخاصة، والتي قفزت أسعارها إلى الضعف مقارنة بالمواسم المنقضية، ما أثقل كاهلهم سيما أصحاب الدخل الضعيف، خصوصا أنها تزامنت مع كسوة وأضحية عيد الأضحى المبارك. فحسب بعض الأولياء ممن التقت بهم "المساء"، فإن أغلب أسعار اللوازم المدرسية تعدّت المعقول، الأمر الذي سيكون له انعكاس سلبي على الولي والتلميذ على حدّ سواء، حيث إنّ نسبة كبيرة من الأولياء لا تسمح لهم ظروفهم المادية باقتناء جميع المستلزمات المدرسية لأبنائهم. للوقوف عن قرب على أسعار اللوازم والأدوات المدرسية قامت "المساء" بجولة بأكبر سوق للتجزئة بولاية سطيف يشهد إقبالا متزايدا للأولياء بغية اقتناء مختلف اللّوازم المدرسية لأطفالهم المتمدرسين في مختلف الأطوار؛ السوق المغطى 1014 مسكنا وسط مدينة سطيف، الذي يحج إليه جميع فئات المجتمع؛ لما يقدّمه من عروض وخدمات من قبل تجار المناسبات، حيث لا يقل سعر المحفظة العادية بالنسبة لتلاميذ الطور الابتدائي عن 1000 دج، في حين يفوق سعر المحافظ ذات الحجم الكبير 1500 دج. وبالنسبة للمآزر فقد قفز سعر المئزر المخصّص للبنات من النوعية الرديئة إلى 800 دج، وهي التي لم يتجاوز سعرها 500 دج مطلع الموسم الدراسي المنقضي. أما المآزر من اللون الأزرق الموجّهة للتلاميذ الذكور، فقد تجاوز سعرها 1800 دج للوحدة. ونفس الشيء عرفته أسعار الكراريس بمختلف أنواعها، حيث شهدت هي الأخرى ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار. وكعيّنة منها قفز سعر كراس 48 صفحة من 20 دج إلى 38 دج للوحدة، فيما قفز سعر كراس 120 صفحة من 120 دج إلى 150 دج، هذا الارتفاع غير المبرر أثار حفيظة واستنكار نسبة كبيرة من الأولياء، الذين أكّدوا أنهم لم يفهموا هذه الزيادات التي تصاحب كلّ دخول اجتماعي رغم التطمينات التي تطلقها وزارة التجارة لطمأنة المواطنين، إلا أنها تبقى مجرد حبر على ورق. هذا الانشغال رفعته "المساء" إلى بعض التجار، الذين أكدوا أن المنتوج متوفر هذه السنة بكثرة وبمختلف الأنواع، مرجعين غلاء الأسعار إلى الإجراءات المتبعة على مستوى الموانئ؛ كون السلع المستوردة هذه السنة وعلى خلاف السنوات الماضية، تم جلبها من الهند وماليزيا بالإضافة إلى الصين، ما يضطر تجار الجملة لدفع ضريبة كبيرة عليها مقابل دخولها السوق الجزائرية، وهذا يؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع الأسعار.