ارتفعت أسعار الأدوات المدرسية في أسواق الجملة بنسبة كبيرة مقارنة بالسنة الماضية، حيث بلغت نسبة الزيادة حدود 30 بالمائة، وهو الأمر الذي سيثقل حتما كاهل الأولياء، خاصة أصحاب الدخل المتوسط موازاة مع نهاية العطلة الصيفية وعيد الأضحى والدخول الاجتماعي القادم. سيكون الدخول الاجتماعي للسنة المقبلة مكلفا بسبب الارتفاع المحسوس لأسعار الأدوات المدرسية التي قفزت إلى مستويات قياسية، حيث وقفت "المساء" خلال زيارتها الاستطلاعية على أسعار البيع بالجملة والأسباب الحقيقية وراء هذه الزيادة. زيارتنا الأولى كانت بمصنع "الريان" لإنتاج الورق بالحراش، حيث أكد لنا مدير المصنع السيد عبد الغني، أن هناك ارتفاعا في أسعار الأدوات المدرسية هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية، حيث تصل النسبة إلى 30 بالمائة، مرجعا الأسباب إلى ضعف المنتوج الوطني، خاصة أن أزيد من 80 بالمائة من الأدوات المدرسية المتواجدة في السوق الوطنية مستوردة، كما قال. وأضاف أن انخفاض قيمة الدينار وفقدانه أكثر من 38 بالمائة من قيمته، حسب آخر تقرير للبنك المركزي، أثر سلبا على أسعار هذه المواد، مشيرا إلى أن نسبة الزيادة في هذه الأسعار تقدَّر ب 30 بالمائة مقارنة بالعام الماضي. تنافس كبير بين منتجي الورق بالجزائر من جهة أخرى، أكد السيد عبد الغني أن هناك تنافسا كبيرا في صناعة الورق المحلي؛ أي هناك وفرة وتنوع في الكراريس هذه السنة، حيث اقتحمت شركة "الريان" هذه السنة، السوق بإنتاج كراس بلاستيكي لا يحتاج إلى غلاف. لاحظنا أن الصفحة الأولى متكونة من مادة البلاستيك بمختلف الألوان، حيث يستغني التلميذ عن الغلاف البلاستيكي مثلما جرت العادة. هذا المنتوج الجديد يمكّن الطلبة من المحافظة أكثر على الكراريس، لاسيما أن مادة البلاستيك حسب مدير المصنع خاضعة لتحاليل وقائية، ولا تشكل أي خطر على التلاميذ المبتدئين. كما يوجد تنافس كبير بين شركتي "الهلال" و"أليف" التي تُعد من أكبر المؤسسات المعروفة بالجزائر في صناعة الورق، حسبما لاحظناه خلال معاينتنا الميدانية. ارتفاع سعر الورق في السوق العالمية هو السبب ارتفع سعر الكراريس في السوق الوطنية بما يعادل 30 بالمائة مقارنة بالدخول المدرسي الماضي، بعد أن قفز سعر الورق في السوق العالمية إلى حدود قياسية. وستضطر العائلات لدفع مصاريف إضافية مع الدخول المدرسي المحدد بتاريخ 04 سبتمبر لاقتناء الأدوات المدرسية، خاصة الكراريس التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث قفزت أسعارها بنسبة تقدَّر ب 30 بالمائة على مستوى محلات بيع الأدوات المدرسية بالجملة. وبالنظر إلى قائمة الأدوات المدرسية فيما يتعلق بمختلف الأطوار التعليمية، فإن اقتناء الكراريس المطلوبة خلال الموسم الدراسي ككل سنة، سيتراوح ما بين 1000 و2000 دينار بدون احتساب باقي الأدوات المدرسية، التي ارتفعت أسعارها هي الأخرى. الزيادة قابلة للارتفاع مع الدخول المدرسي وبسوق الجملة "الحميز" بالدار البيضاء وقفنا على الارتفاع الجنوني لأسعار مختلف الأدوات المدرسية المستوردة والمحلية على حد سواء، حيث قفزت أسعار الكراريس بنسبة 30 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، وهو نفس الأمر بالنسبة للأدوات الأخرى. وفي حديثنا مع أحد التجار، أكد لنا أن هذه الأسعار ستعرف زيادة أخرى عند اقتراب موعد الدخول المدرسي بالموازاة مع الإقبال الكبير المنتظر عليها. وأشار آخر بسوق بئر خادم إلى أن ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية مقارنة بالسنوات الماضية، غير مفاجئ، وهو صادم للعديد من العائلات الجزائرية في نفس الوقت، موضحا أن هذا الارتفاع مس جميع المواد المستوردة نتيجة انخفاض سعر الدينار الجزائري، داعيا الوزارة الوصية والقائمين على البيداغوجيا، إلى تقليص قائمة الأدوات المدرسية لتخفيف حجم المصاريف عن العائلات. حسب تقديرات الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين معطيات عن سوق الأدوات المدرسية بلغة الأرقام، كشف حاج طاهر بولنوار عن تقديرات سوق الأدوات المدرسية في الجزائر بالنسب والأرقام لسنتي 2016 - 2017: 1- قيمة سوق الأدوات المدرسية (بما فيها المآزر) حوالي 150 مليار دينار. 2- الإنتاج الوطني لا يزيد عن 30% من حجم السوق. 3- تضم سنويا أكثر من 200 مليون قلم وأكثر من 40 مليون مسطرة بأشكالها وحوالي 10 ملايين محفظة و250 مليون كراس بمختلف الأحجام. 4- زيادة في الأسعار بالمقارنة مع السنة الماضية بمعدّل يقارب 10%.. مثلا الكراريس من 5 دج إلى10 دج والمحافظ من 100 دج إلى 300 دج في الوحدة.. 5- أسباب ارتفاع الأسعار: انخفاض قيمة الدينار وعجز الإنتاج الوطني وزيادة الطلب. 6- حوالي 40% من السلع تستهلك مع الدخول المدرسي والباقي مع بداية الفصل الثاني والثالث .. و20% منها للمؤسسات والشركات وخدمات المكاتب. 7- تنفق العائلات الجزائرية على الأدوات المدرسية، بما فيها المآزر والمحافظ (دون الكتب والملابس) خلال الدخول المدرسي حوالي 70 مليار دينار.. وتنفق أكثر من 30 مليار دينار خلال الفصلين الأول والثاني.. وباقي السوق تستهلكه المؤسسات وخدمات المكاتب. 8- حوالي 80% من الأدوات المدرسية المستوردة مصدرها الصين.. و30% منها تمرّر عبر السوق الموازية. عرض الأدوات المدرسية بالأسواق الشعبية المآزر والمحافظ بأسعار معقولة مع اقتراب نهاية العطلة الصيفية شرع التجار في عرض مختلف السلع المتعلقة بالدخول المدرسي؛ من محافظ ومآزر على واجهات محلاتهم، فيما بادر الباعة بالأسواق الشعبية على غرار سوق ساحة الشهداء، بملء طاولاتهم بكل ما يخص لوازم المدرسة؛ من أقلام وألوان وكراريس بأسعار أقل ما يقال عنها إنها تنافسية. ككل سنة يبادر بعض الأولياء باقتناء اللوازم المدرسية مبكرا؛ هروبا من زحمة الأسواق والمحلات التي تبيع مثل هذه الأغراض، وخوفا من ارتفاع الأسعار بالنظر إلى الطلب الكبير. ولعل ما يحفّز الرغبة في الشراء المبكر للأدوات المدرسية هو إسراع التجار إلى عرضها بمحلاتهم مبكرا، وهو ما وقفت عليه "المساء" بالسوق الشعبي لساحة الشهداء الذي يشهد أكبر تدفق للعائلات عليه يوميا لاقتناء مختلف السلع بالنظر إلى أسعاره التي تُعتبر في متناول كل المواطنين، حيث وقفنا على إقدام الباعة من أصحاب الطاولات، على عرض كل ما يمكن للمتمدرس أن يحتاج إليه؛ من سيالات بأحجام وأشكال مختلفة، وأقلام ملوّنة وكراريس وعلب للتلوين وممحاة، ناهيك عن انفراد بعض الطاولات الأخرى ببيع المحفظات والمآزر التي هي الأخرى شدت انتباه الصغير قبل الكبير. وفي دردشتنا مع أحد الباعة حول الإقبال والأسعار، أكد لنا أن الطلب كبير على شراء كل ما يتعلق بالأدوات المدرسية التي عادة لا يحتاج الأولياء إلى قائمة لشرائها، على غرار الأغلفة والكراريس والألوان والسيالات والمساطر؛ أي كل ما يتعلق بالقرطاسية؛ بما في ذلك بعض الكراريس. أما فيما يخص الأثمان فأشار إلى أنها تعرف نوعا من الارتفاع في بعضها مقارنة بالسنة الماضية على غرار الكراريس. وغير بعيد عنه جاء على لسان بائع للمحافظ أن ما يجري عرضه من السلع هو ذخيرة تعود إلى السنة الماضية، من أجل هذا ظلت محافظة على أسعارها، مشيرا إلى أن المحفظة الصغيرة يتراوح سعرها بين 500دج و700دج، بينما قد يصل سعر المحفظة كبيرة الحجم إلى 1000دج، وهي أسعار في المتناول، وتتماشى والقدرة الشرائية للعائلات الفقيرة، كاشفا في معرض حديثه أن "النوعية حقيقة ليست بالجودة المطلوبة؛ بحكم أنها سلع صينية، غير أنها تستجيب للقدرة الشرائية للبعض".وفيما يتعلق بالمآزر التي هي الأخرى تزيّنت بها المحلات حيث غلب عليها اللون الأبيض والأزرق بالنسبة للذكور، واللونان الوردي الداكن والفاتح للبنات. وحسب الباعة فأسعارها لم تعرف ارتفاعا، حيث يتراوح سعر المآزر محلية الصنع بين 500دج و1000دج، بينما المستوردة فيتراوح سعرها بين 1300دج إلى 1500دج. ارتفاع محسوس في أسعار الأدوات انتقلنا في جولتنا الاستطلاعية لرصد الأسعار بالمحلات التي هي الأخرى استعدت لاستقبال فئة الأولياء الذين يبادرون مبكرا باقتناء الأدوات المدرسية، فكانت البداية بمحل للأدوات المدرسية بالأبيار، حيث قال محدثنا: "إن الحركة التجارية للأدوات المدرسية بدأت تنتعش بالنظر إلى الطلب المتزايد على مختلف الأدوات المدرسية، وتحديدا منها المحافظ والكراريس"، مشيرا إلى أن الأسعار هذه السنة تُعتبر مرتفعة مقارنة بالسنة الماضية؛ فالكراريس مثلا والتي استقبلنا منها كمية معتبرة تحضيرا للدخول الاجتماعي، تعرف زيادة ب10 دج في الكراس الواحد، ونفس الشيء بالنسبة لبعض الأدوات المدرسية الأخرى، على غرار أقلام التلوين وغيرها من السلع المستوردة. من جهته، أكد بائع بمحل للأدوات المدرسية ببوزريعة أن الدخول الاجتماعي هذه السنة سيكون مكلفا بالنسبة للأولياء؛ كون أغلب المستلزمات المدرسية مستها الزيادة وتحديدا الأجنبية منها، موضحا أن "الطلب على اقتناء اللوازم المدرسية ككل سنة يبدأ مبكرا"، مشيرا إلى أن المحافظ على الرغم من أنها تباع بأسعار معقولة تتراوح بين 700دج و1200دج بالأسواق الموازية، غير أنها لا تتمتع بالجودة المطلوبة مقارنة بما يتم بيعه بالمحلات، معلقا: "حقيقية الأسعار مرتفعة؛ إذ قد تصل إلى 5000دج للمحفظة الواحدة، غير أنها ذات جودة عالية". الأولياء يستنجدون بالأسواق الموازية احتكت" المساء" بعدد من الأولياء الذين شرعوا مبكرا في عملية اقتناء اللوازم المدرسية. وفي حديثنا إلى بعضهم أكدوا أن العطلة الصيفية بالنسبة لهم، تنتهي مبكرا بمجرد أن يبدأ الترويج لمختلف السلع المتعلقة بالدخول الاجتماعي. وحسب مواطنة كانت بصدد اقتناء بعض الأدوات من طاولة بساحة الشهداء، فإن الأدوات المدرسية المطلوبة معروفة بالنسبة لهم، وتسعى من وراء شرائها مبكرا لتفادي الزحام في الأيام التي تعقب الدخول المدرسي، موضحة: "الأسعار في بعض الأدوات تبدو مرتفعة خاصة بالنسبة لتلك المستوردة"، في حين أكدت سيدة أخرى كانت اشترت محفظة ومئزرا لابنتها التي تلتحق بالمدرسة لأول مرة، أنها تختار الأدوات المدرسية من الأسواق الموازية بالنظر إلى أسعارها التي تبدو في المتناول مقارنة بما يباع في المحلات، والذي يُعتبر مرتفعا بحكم أنه ذو جودة عالية، في حين علّق مواطن آخر يقول: "إن السلع التي تباع في المحلات هي نفسها التي تباع بالأسواق، غير أن الاختلاف الوحيد يتمثل في الثمن؛ حيث نلمس نوعا من الانخفاض بالنسبة لما يباع في الأسواق، وهو ما يتناسب والدخل الضعيف للعائلات الميسورة التي تملك أكثر من طفلين متمدرسين".