أدت الأمطار الغزيرة التي تساقطت في الاسبوع الفارط، الى الكشف عن عيوب كثيرة على مستوى شوارع وطرقات العاصمة، خاصة الكبيرة منها، على غرار شارع جيش التحرير الوطني الذي يعتبر المدخل الرئيسي للعاصمة من الناحية الشرقية، والذي يعرف اكتظاظا كبيرا على مدار السنة وفي كل الاوقات. وقد عرت تلك االأمطار عيوب هذا الشارع، الذي كثيرا ما أدخلت عليه ترقيعات تجميلية حيث تجلى من خلال تراكم وتجمع المياه التي تسببت فيها تلك السيول، خاصة على مستوى نقطة الحامة بالقرب من الميناء، أن هذا الطريق بحاجة ماسة الى اعادة النظر في تزفيته في اكثر من مكان، كما هو في حاجة الى صيانة ومراقبة يومية للبالوعات التي تعد بالعشرت لكنها لا تؤدي الغرض الذي وضعت من أجله، طالما أنها تنسد بمجرد ارتفاع نسبة كمية الامطار، الى درجة ان ذلك يتسبب في تعطيل حركة المرور بشكل يجعل من الصعب التحكم فيه، على غرار ما حدث يوم الاربعاء الفارط بالرغم من محاولات مصالح التطهير التحكم في الوضع لكن بوسائل بسيطة مقارنة بحجم ما اعتبره البعض كارثة. ويبدو أن توقف الامطار في الايام الاخيرة، كان يجب أن يشكل فرصة جد مواتية لقيام مصالح التطهير والصيانة بتدارك الموقف، من أجل تطهير العشرات من البالوعات المسدودة مع تسجيل ملاحظات لإعادة النظر في العديد منها، من خلال توسيعها واعادة بنائها وفق مقاييس تسمح لها بمواجهة أي طارئ، أما أن تترك لحالها ثم نلجأ الى البريكولاج أو الترقيع عند سقوط أولى قطرات المطر، فيبدو أن التجربة قد اثبتت حتى الآن عدم جدية تلك المحاولات. والجدير بالاشارة أن حركة المرور على مستوى شارع جيش التحرير الوطني تعرف يوميا تدفق آلاف المركبات من كل الاحجام، حيث يتسبب ذلك في اكتظاظ كبير، الامر الذي يستدعي تدخل مصالح أمن الطرقات التي تواجه صعوبات جمة في فك الاختناق في اكثر من نقطة، كما تزيد كميات الامطار وانسداد البالوعات في تعقيد مأموريتها التي تتحول الى شبه مستحيلة، ومن هنا تبرز بعض الظواهر السلبية التي كثيرا ما تساهم هي الاخرى في اضطراب حركة السير طوال اليوم، وخاصة في الفترات الصباحية من كل يوم.