كشفت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، أمس، أن حملة التنظيف التي أطلقتها دائرتها الوزارية وتبنّتها عدة بلديات وولايات أسفرت منذ 30 أوت الماضي، عن القضاء على 1043 نقطة سوداء ورفع أكثر من 75 ألف طن من النفايات عبر مختلف أنحاء الوطن. واعترفت وزيرة البيئة خلال إشرافها أمس، على افتتاح فعاليات الطبعة الثالثة لصالون استرجاع وتثمين النفايات "ريفاد" بقصر المعارض، بأن عملية جمع النفايات تعرف نقائص بما جعل الوزارة تطلق مؤخرا حملات التنظيف. ولمتابعة العملية وإنجاحها أعلنت الوزيرة، عن تشكيل لجنة مختصة لمتابعة حملة التنظيف ليس فقط على المستوى المركزي بل أيضا على مستويات البلديات، حيث أكدت أن الحملة لا تزال مستمر عبر أرجاء الوطن، في نفس الوقت الذي أعلنت فيه على أن الهدف المرجو هو بلوغ صفر نفايات مرمية في آفاق 2035. وأوضحت السيدة زرواطي، بأن "عملية الفرز هي عملية تشاركية بين المواطن والسلطات المحلية والشركات المختصة والقطاع الوزاري من خلال المؤسسات التابعة تحت الوصاية"، وأضافت أن "الهدف الذي نسعى إليه حاليا هو إيجاد الحلول في استرجاع هذه النفايات من خلال خلق سلسلة حقيقية لفرزها وجمعها ورسكلتها تمثل عملية التحسيس والتوعية على المستوى المحلي أولى حلقات تلك السلسلة". وأوضحت أن مسألة معالجة النفايات لها شقين الأول يخص التكفّل بتسييرها والثاني يتعلق بتثمينها وإعادة رسكلتها في إطار تصنيعي لا يمكن بلوغه إذا لم نصل إلى درجة من النضج لدى المواطن بضرورة المشاركة في مسار التكفّل بمعالجة النفايات. واعتبرت أن الخطوة الأولى في هذا المسار يجب أن تتم على مستوى المساحات الكبرى كالمؤسسات والمصانع والمدارس والفنادق والمستشفيات... المطالبة بفرز نفاياتها لتأتي بعدها حلقة المواطن التي اعتبرتها الوزيرة، أنها تبقى بحاجة إلى التحسيس والمتابعة. وقالت إنه ضمن هذه الإستراتيجية يأتي تنظيم الطبعة الثالثة من صالون استرجاع وتثمين النفايات تحت شعار "المقاولاتية الدائرية في خدمة تسيير النفايات" والذي يهدف أساسا إلى البحث عن الأفكار، وطرح الحلول لتسيير النفايات التي تندرج في إطار التوجه نحو الاقتصاد الأخضر والدائم. واعتبرت في هذا السياق أن مشاركة 66 عارضا فقط في الصالون، ورغم قلة هذا العدد إلا أنه يبقى مميزا جدا بالنسبة لمجال المقاولاتية الدائرية خاصة مع مشاركة مؤسسات أجنبية من فرنسا وألمانيا والصين وكوريا الجنوبية ذات خبرة وتجربة مشهود لها دوليا. من جهة أخرى أعلنت الوزيرة، على أن الجزائر تنتج أكثر من 12 مليون طن من النفايات سنويا 50 بالمائة منها نفايات عضوية يمكن استخدامها في صناعة الأسمدة الطبيعية و30 بالمائة منها نفايات تخص مواد التغليف والتي أكدت زرواطي، أنها تعد أحد الفروع التي تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للجزائر باعتبارها ركيزة اقتصادية يمكن لها خلق عدة مناصب شغل وأيضا مورد مالي خارج إطار المحروقات، وكشفت في هذا السياق عن مرسوم سوف يمر على الحكومة خلال الأيام القادمة، لتنظيم هذا الفرع والذي يعرف بنظام الجمع الإيكولوجي. أما فيما يتعلق بالنفايات البلاستيكية فهي تمثل وفق الوزيرة نسبة 13 بالمائة وقالت أن "استرجاع البلاستيك يعرف إقبالا كبيرا من قبل الشباب والشركات، وهناك الكثير من الشركات كانت تصدّر هذه المواد تحولت إلى مؤسسات تستغل هذه النفايات في عدة صناعات". للإشارة فإن الصالون الذي يستمر إلى غاية الثلاثاء القادم، يهدف إلى التعرّف على المعدات والتقنيات المستخدمة في مجال استرجاع ومعالجة النفايات وتعزيز مجال الاسترجاع والرسكلة مع تشجيع الاستثمار، وإنشاء مؤسسات جديدة وأخيرا تعزيز وتثمين النفايات الصناعية. وتشمل مجالات العرض كل من جمع ونقل النفايات الصناعية ومعالجة وإعادة تدويرها والمعدات المستعملة في هذه العمليات والمراكز التقنية لدفن النفايات ومراكز الترميد وإدارتها، إضافة إلى أنه يشكل فرصة للمهتمين والمهنيين للتعرّف على الأبحاث والاستشارات الخاصة بإدارة النفايات الصناعية ومعالجة مياه الصرف وفرص التكوين المتوفرة في هذه المجالات.