يشتكي أغلبية المصابين بداء السرطان من نقص الخدمات على مستوى مصلحة بيار و ماري كوري بمستشفى "مصطفى باشا"، حيث أكد بعضهم ل"المساء" أنهم يعانون في صمت، في الوقت الذي تطلق فيه الجمعيات حملة توعوية بهذا الداء، تزامنا مع "أكتوبر الوردي"، لكن في المقابل، لا يجد المريض ما يحتاجه للعلاج قبل فوات الأوان، وهو الانشغال الذي أرادت "المساء"رفعه للمدير، لكن لم يرد على اتصالاتها. أول ما أثار استغراب المساء عند زيارتها لمستشفى "مصطفى باشا"، وبالتحديد « سي بي أم سي» مرضى السرطان، سوء التعامل والاستقبال الذي يحظى به المرضى، حتى لا نتحدث عن الجانب النفسي ومراعاته في حق مريض يرى الموت قريبا منه، نتكلم عن سوء الخدمات وغياب أدنى شروط العلاج، خصوصا المرضى محدودي الدخل الذين يحتاجون إلى تكفل تام. اقتربت "المساء" من بعض المرضى لنقل انشغالاتهم، ولمسنا نبرة حزن وألم وهم يسردون معاناتهم، حيث أكدت إحدى السيدات مصابة بسرطان الثدي أنها لم تلق الخدمة اللازمة، وأنها تجري التحاليل كل أسبوع خارج المستشفى بمبالغ باهضة، علما أن زوجها لا يعمل و تتلقى مساعدة من أهلها. انتظار موعد العلاج الإشعاعي موت محتوم سيدة قادمة من ولاية عنابة، قالت إن المرضى يموتون بسبب تأخر مواعيد العلاج بالأشعة، وهو المصير الذي تخشى محدثتنا أن تصل إليه أختها التي تعاني من سرطان الثدي، إذ لم تتمكن من الحصول على موعد قريب لتحظى بأول جلسة علاج إشعاعي، رغم أنها أنهت جلسات العلاج الكيميائي في شهر جويلية المنصرم. وأشارت محدثتنا إلى أن حصة الأشعة خارج المستشفى عند الخواص، يفوق المليون سنتيم للحصة الواحدة، مما يمنع أصحاب الدخل المحدود من المعالجة. في المقابل تتسبب المواعيد المحددة بالمستشفى في تدهور حالة المريض و يموت البعض قبل الموعد. الجمعيات الخيرية ملجأ المرضى سيدة أخرى مصابة بنفس الورم، أكدت لنا أن المرضى أصبحوا يستنجدون بالجمعيات الخيرية لمساعدتهم ووجدوا دعما منها، خصوصا تلك المتكفلة بمرضى السرطان، حيث يدعمونهم ماديا ومعنويا ويسعون إلى تقريب مواعيد العلاج بالمستشفيات. لكن في المقابل، لا تستطيع الجمعية التكفل بعدد المرضى الهائل الذين يقصدون العاصمة من مختلف الولايات، وعلى السلطات المعنية التكفل بهم وتوفير الخدمات بالمستشفيات، على غرار التحاليل والفحص الطبي ب"السكانير" وجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي"أ ي أر.م"، إلى جانب العلاجين الكيميائي والإشعاعي، تقول مسؤولة إحدى الجمعيات ل"المساء". الجهات المعنية مطالبة بالتفاتة حقيقية أمام هذه الوضعية الصعبة، يطالب المرضى جميع الجهات المعنية بملف داء السرطان، سواء كانت جهات حكومية، كوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، أو الجمعيات الوطنية التي تعنى بمساعدة مرضى السرطان وتقدم مُختلف أنواع الدعم، سواء المالي أو توفير بعض الأدوية، وكذا المساعدة النفسية للمرضى، بالتعاون مع الهلال الأحمر الجزائري والجمعيات المدنية والخيرية، لأن بعض الحالات المستعصية والمستعجلة تستدعي نقل المصابين إلى الخارج، إذ هناك الكثير من العائلات المعوزة التي يعاني أحد أفرادها من السرطان وتعجز عن دفع تكاليف العلاج. زيادة على العلاج الكيميائي الذي يخضع له المريض، هناك العلاج الإشعاعي الذي يسبب مضاعفات عديدة، منها تساقط الشعر، فقدان الشهية وإحساس المريض بالعجز والوحدة وسط آلام رهيبة لا توصف، . فالمصاب بداء السرطان يعاني كثيرا على كافة الأصعدة والمستويات، ويحاول أن يشفى منه رغم علمه بأن حياته على المحك.