توافد جمهور غفير من الأطفال، مساء أوّل أمس، لمشاهدة العرض الشرفي لمسرحية "صديق البيئة" للمخرج حسين كناني ونص لسيد علي بوشافع، التي عرضت بالمسرح الوطني "محي الدين بشطارزي" في الجزائر العاصمة، وسط عدد كبير للصغار وربما غير مسبوق في تاريخ المسرح الوطني منذ تأسيسه. هذه المسرحية التي تم اختيارها لافتتاح الموسم المسرحي، تيمنا في كسب جمهور جديد يغرس فيه شغف أبي الفنون ليجعل منه جمهور الغد المتغذي بأبجديات المسرح ومعارفه، وعن هذا التدفق المذهل للصغار يقول مخرج المسرحية حسين كناني "إنه لم أتوقع هذا الحضور غير المسبوق للجمهور وتملكتني حالة من الذهول والدهشة وهو ما يؤكد على أن الجمهور موجود ويتشوق للمسرح". وأضاف المتحدث ل«المساء" عقب العرض، أنه ضمن سياسة المسرح الوطني الجزائري لإنشاء قسم متخصّص للطفل والعائلة، وبعد التجارب العديدة التي خاضتها المسارح الجهوية المتسمة باستسهال وجعله فقط مصدرا للتجارة والربح المادي، لذلك أراد المسرح الوطني أن يشرف على هذه التجربة وتقديم مسرحا محترما، يحترم الطفل قبل أن يحبه، وهذا هو المبدأ الذي يسير عليه قسم مسرح الأطفال. وعن عرض "صديق البيئة" قال كناني إنه عمل مسرحي تربوي بسيط جدا، لكن بالاعتماد على الحالة الترفيهية والجمالية حاول أن يقدم صورة بصرية جديدة بسينوغرافيا غير مألوفة والموسيقى الصاخبة والفوضوية التي لم يتعود الأطفال عليها، والذي أعدها الفنان فؤاد ومان. حسب محمود بن شعبان ممثل عن خلية الأعلام والاتصال فإن البرمجة التي سطرها المسرح الوطني تمت بالتعاون مع مديريات التربية، وأنه في عرض "صديق البيئة" تم إحضار أطفال من أربعة مدارس، بحضور عائلاتهم، وأنه في كل مرة يكون عرض للأطفال، سيكون التلاميذ الذين شاهدوا المسرحية على موعد مع الأستاذ لدراسة هذا العرض من كل الجوانب. لمن فاته العرض، سيعيد المسرح الوطني المسرحية غدا الخميس وبعد غد الجمعة، ويوم الثلاثاء القادم، وكذا صبيحة الجمعة. ومثل في "صديق البيئة" كل من لويزة حباني، ثيزيري بن يوسف، عمارة صابر حسام برواني وعبد الكريم تمزي، وتكفل بإعداد السينوغرافيا إيمان داوي وعادت الكوريغرافيا لمختار بوسوف، أما الألحان والموسيقى فهمي من نظم فؤاد ومان.