استضاف ركح المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، مساء أول أمس، العرض الشرفي الأول لمسرحية الأطفال "إنقاذ الفزاعة"، التي كتب نصها "يوسف بعلوج" وأخرجتها "ليندة سلام". حيث غصت مقاعد القاعة بجمهور غفير معظمه يتكون من العائلات وأطفال المدارس. تروي أحداث المسرحية قصة دمية افترقت عن صاحبتها "حورية" بسبب إهمال الأخيرة لدروسها وانهماكها باللعب. تقع الدمية بين يدي مزارع فيحولها إلى فزاعة يستعين بها لإخافة الطيور وإبعاد الأطفال عن حقله. فتحزن من تحولها من لعبة جميلة تستهوي الصغار إلى شيء بشع يخيفهم ويبعدهم، وتشكو معاناتها من المعاملة السيئة التي تتلقاها من صاحب الحقل، فيتعاون الأطفال والطيور لإنقاذها وإعادتها إلى صاحبتها التي لم تتحمل فراقها. اغتنمت العديد من المدارس فرصة العرض لتحجز مقاعد لتلاميذها، بينما فضل البعض الحضور رفقة عائلاتهم. حيث تفاعل الأطفال مع أحداث القصة وشخصيات العرض وتجلى ذلك خلال مشاركتهم لأبطال الحكاية لحظات السعادة والحزن، وحتى بعد انتهاء المسرحية حين قصدوا الركح طلبا للصور عبروا للفزاعة "حفيظة بن رازي" عن محبتهم لها بينما أبدوا امتعاضهم وكرههم للمزارع "عبد الحميد دعماش" الذي وصفوه بالشرير... نص المسرحية الذي فاز بجائزة الشارقة للإبداع سنة 2013 في دورتها السادسة عشر، كتبه الصحفي يوسف بعلوج، بلغة فصحى بسيطة وجميلة ترافقه مقاطع موسيقية طفولية مرحة، يحمل بين كلماته العديد من العبر للأطفال لعل أهمها عدم الحكم على المظاهر ووجوب التفريق بين وقت الدراسة واللعب. أثثه كل من "زوقار سفيان" و«جليل مهدي" بسينوغرافيا طفولية تمثل الحقل والطبيعة، وزينه "محمد نعمان" بكوريغرافيا مرحة تمايل معها أطفال القاعة. العرض المسرحي "إنقاذ الفزاعة" الذي أنتجه المسرح الوطني وأخرجته "ليندة سلام"، دام حوالي ساعة من الزمن، أبدع فيه كل من البطلين "حفيظة بن رازي" و«عبد الحميد دعماش" في تقمص دوري الفزاعة والمزارع، إضافة إلى "عبد القادر سليماني"، "آيت سعدي كمال"، و«حسام الدين برواني" في أدوار الطيور. وكل من "مسايلي مهدي"، "أمينة تيغات" و«حورية بهلول" في شخصيات الأطفال، بينما تفنن "ابراهيم جاب الله" و«هشام كيحال" في دوري "بائع اللعب" و«الحلواني" في التحكم بجمهورهما الصغير وإشراكه في العرض. قالوا ل"الجزائر نيوز" حول العرض الممثل المسرحي "عبد الحميد دعماش": أعتقد أن دور المزارع كان مهما في المسرحية فهو يمثل الجانب الشرير في القصة. في البداية كان شخصية عنيفة يضرب ويحطم ولكن بمساعدة المخرجة جعلنا منه شخصية متوازنة، ليس عنيفا جدا ولا بارد المشاعر. الممثلة المسرحي "حفيظة بن رازي": كان تجاوب الجمهور إيجابيا، حيث أحسسنا أنهم يتعاطفون مع الفزاعة ويريدون أن تتحرر، هذه تجربتي الأولى في مسرح الطفل وقد استمتعت بها كثيرا، لم أتصور أن يأتي الجمهور بهذا الكم الكبير، إحاطة الأطفال بي وتعبيرهم عن حبهم للدمية يدل على تأثرهم بالعرض مما جعلني أشعر بالبراءة... وهذه التجربة حفزتني لتقديم عروض أخرى للأطفال في المستقبل. المخرجة "ليندة سلام": كل تجربة لديها ما يميزها، حاولت أن أقدم للجمهور الشاب تجربة مسرحية جديدة وأرجو أن تنال إعجابهم، لم أعمل على مسرح الطفل منذ 10 سنوات ولست نادمة لإخراج هذه المسرحية فكل ما يهمني هو العالم الخيالي والبريء الذي يميز الطفولة... استمتعت بالعمل مع الكاتب الشاب "يوسف بعلوج" والطاقم الفني، والصعوبة الوحيدة التي واجهناها تكمن في التأقلم مع الإمكانيات المادية المحدودة للمسرح الوطني.