كشف مسؤول مشروع وممثل لمديرية الموارد المائية لولاية الجزائر عبد الحكيم عليوة، أمس، عن استلام الشطر الأول من مشروع تهيئة وادي اوشايح نهاية ديسمبر المقبل، والذي سيقضي على مشكل الفيضانات التي تشهدها العاصمة كلما تساقطت الأمطار التي تغرق أحياء بكاملها في ظرف قصير، كما يقضي عن الأمراض المتنقلة عن طريق المياه والرمي العشوائي للنفايات. وأوضح المتحدث على هامش الخرجة الميدانية التي نظمتها لجنة العمران والسكن، بالمجلس الشعبي الولائي أمس، أن العاصمة ستودع قريبا هاجس الفيضانات التي تعرفها بمجرد تهاطل الأمطار بعد استلام الشطر الأول من مشروع تهيئة وادي اوشايح، الذي يمتد على طول 2.5 كلم، حيث بلغت نسبة أشغال هذا الشطر 96 بالمئة. وحسب المتحدث فإن الشطر الأول الذي يستلم قريبا سينهي المشكل من خلال القضاء على أهم النقاط السوداء التي كانت تتجمع فيها المياه وتسبب كوارث، والمتواجدة بشوارع طرابلس بحسين داي و«لابروفال" بالقبة ونقطتين أخريين بباش جراح، واحدة منها على مستوى "التنس"، حيث يشمل هذا الجزء من المشروع مجمع مائي بعمق 4 أمتار وبطاقة استيعاب تصل إلى 100 متر مكعب في الثانية من المياه التي يتم جمعها من وادي العبقي والرمانة، وتصب في وادي اوشايح، إذ كلف هذا الشطر مبلغ مالي قدر ب415 مليار سنتيم. من جهة أخرى أشار المتحدث إلى أن الشطر الثاني من مشروع تهيئة وادي اوشايح بلغت نسبة إنجازه 40 بالمئة، حيث ينتظر أن يستلم في 2020، ويمتد على مسافة 5.5 كلم، التي ستغطى بتكلفة قدرت ب360 مليار سنتيم، وتسمح بفتح طرق ومساحات خضراء بالمساحة المسترجعة ما يقضي على مشكل الوادي نهائيا ويخفف حدة الاختناق المروري بالمنطقة، وإنهاء مشكل رمي مختلف النفايات الصلبة التي كانت ترمى به بصفة فوضوية. وذكر المتحدث أن الأشغال التي تجري لتهيئة وادي اوشايح والقضاء على مختلف النقاط السوداء ستعطي نتائج ايجابية في الميدان والتي تتضح أكثر عند تساقط الأمطار، موضحا أن ما حدث خلال تساقط الأمطار مؤخرا، خاصة على مستوى حسين داي، راجع إلى انسداد بعض قنوات تصريف المياه بالقرب من محطة تحلية المياه بالحامة نتيجة تراكم الردوم والأتربة، حيث تجري بعض الأشغال، مؤكدا أن العاصمة سوف لن تغرقها الفيضانات مستقبلا بنفس الحدة التي عرفتها في السنوات الماضية، آخرها كانت عن تهاطل أولى أمطار الخريف نهاية سبتمبر الماضي، والتي أدت إلى غرق عدة أحياء وشوارع. وفي هذا السياق ذكر رئيس مشروع تهيئة وادي اوشايح، أن كل وديان العاصمة خضعت للتنقية خلال أوت الماضي، مع الإبقاء على الأشغال مفتوحة لتفادي الفيضانات، مشيرا إلى أن العاصمة تضم حوالي 50 واديا متواجدا بمختلف مناطق ولاية الجزائر، التي تضم أودية كبيرة معروفة وهي وادي الحراش، وادي بني مسوس ووادي اوشايح إلى جانب أودية أخرى، مؤكدا أن العاصمة مزودة بدراسة خاصة حول الكوارث الطبيعية على غرار الفيضانات والزلازل.