أكد مدير الموارد المائية والري بولاية الجزائر، كمال بوكرشة ل»المساء»، أن ولاية الجزائر قامت بعمل جبار في سبيل القضاء على النقاط السوداء التي كانت تتسبب في الفيضانات وغلق الطرق، كلما تساقطت الأمطار الموسمية الأولى لفصلي الخريف والشتاء. مشيرا إلى أن حوالي 60 نقطة سوداء كانت متواجدة على مستوى عدة مناطق بالعاصمة في السنوات الماضية، تؤدي إلى فوضى عارمة مع غلق الكثير من الطرق، خاصة منها الطريق الوطني رقم 11 وشارع طرابلس بحسين داي. أوضح المتحدث أن المجهودات المبذولة قلصت النقاط السوداء بشكل كبير، حيث لم تحدث في الفترة الأخيرة فيضانات، رغم كمية الأمطار الكبيرة التي تتهاطل، باستثناء تجمع المياه ببعض الأماكن، منها الطريق الوطني رقم 11 المعروف بالأودية التي لم تعد تخرج عن مجراها، نتيجة أشغال التهيئة التي مستها، سواء بالنسبة لشرق العاصمة أو غربها، خاصة منطقة زرالدة التي كانت معروفة بالفيضانات. إضافة إلى اسطاوالي التي تخلصت من هذا المشكل، خصوصا على مستوى ميموزا وبنك التنمية المحلية. اعتبر المتحدث أن ما يحدث حاليا، من انغلاق الطرق عند تهاطل الأمطار، والذي يسبب إزعاجا للمواطنين، لا يمكن مقارنته بهاجس الفيضانات الذي كان يؤرق المواطنين. مؤكدا أن مأساة باب الوادي أصبحت من الماضي، لأن المنطقة محمية بفضل المشاريع الكبرى التي أنجزت، وتهيئة وادي مكسل بشكل تام. في هذا الصدد، كشف بوكرشة عن أن مشكل فيضان وادي أوشايح، الذي لا زال يشكل هاجسا بالنسبة للمواطن والجهات الوصية على حد سواء، سيتم القضاء عليه نهائيا في مارس من السنة المقبلة، من خلال تهيئة الوادي للقضاء على الفيضانات التي يعرفها شارع طرابلس الممتد من «الهواء الجميل» (لاغلاسيار) إلى حسين داي، حيث تدعم الوادي بثاني مجرى قطره 2.5 متر، في انتظار إضافة قطر آخر بنفس الارتفاع، لحماية المنطقة مدى الحياة، حيث لم يتبق سوى هذا الوادي الذي يقع بمنطقة حضرية، والذي تتواصل الأشغال على مستواه لتحويل مجراه نحو وادي الحراش، وإبعاده عن المنطقة الآهلة بالسكان لحماية المدينة، ابتداء من مارس القادم. كما تقوم المديرية حسب المتحدث - بتنقية كافة الأودية المتواجدة على مستوى الولاية، خاصة أن الأخيرة تحولت إلى مفرغة لمختلف النفايات، بسبب التصرفات غير الحضارية التي يقوم بها المواطنون الذين يرمون كل شيء في الأودية، دون الأخذ بعين الاعتبار، مخاطر ذلك على مدينتهم وحياتهم، حيث يتم في كل مرة استخراج أجهزة كهرومنزلية غير صالحة وعجلات مطاطية وردوم، وغيرها من الأشياء التي يتم التخلص منها ورميها في الأودية، مما يتسبب في فيضانات وغلق الطرق. من جهة أخرى، أوضح المسؤول الأول على قطاع الري والموارد المائية، أن مصالحه رفقة مؤسسة صيانة شبكات الطرق والتطهير وشركة «سيال»، على علم بكل الأماكن المهددة بالفيضانات، وتتخذ كل الإجراءات الوقائية في حال تلقيها نشرية خاصة من الأرصاد الجوية، من خلال وضع الوسائل المادية والبشرية في عين المكان لمواجهة أي طارئ، على غرار نفق باب الزوار الذي أغلق عند تهاطل الأمطار الأخيرة، بسبب صعود المياه على ارتفاع 20 سم، وهو ما أدى إلى اتخاذ قرار يقضي بغلقه من طرف مصالح الأمن بمجرد تسرب المياه إليه. مشيرا إلى أن ما حدث في الأيام القليلة الماضية، كان نتيجة رمي كيس من القمامة تسبب في غلق البالوعة، مؤكدا أن مختلف المؤسسات المعنية تكون مجندة ومستعدة للتدخل . على صعيد آخر، نفى المتحدث ما يروج حول وجود أودية نائمة تهدد العاصمة بفيضانات، مشيرا إلى أن تهيئتها ضروري لجعلها تستوعب المياه ومواجهة خطرها، والأمطار الغزيرة التي تفيض بها تحدث مرة في مئة سنة، حيث أن هذا الأمر غير مطروح في ولاية الجزائر التي قامت بترحيل آلاف العائلات التي كانت تقطن على ضفاف الوديان التي تمت تنقيتها وتوسيعها. مشيرا إلى أن فيضانها لا يشكل خطرا بعد إعادة إسكان المحيطين بها، منها وادي الحميز، في انتظار تهيئة كل الأودية التي تخلصت من البيوت القصديرية القريبة منها. من جهة أخرى، ذكر مدير الموارد المائية والري أن تنقية الأودية تتم بصفة دورية على مستوى 12 مقاطعة، حيث يتم تجنيد الشركات لمدة ستة أشهر إلى غاية انتهاء فصل الشتاء ودخول الربيع، كاشفا عن أن العاصمة تضم حوالي 20 واديا كبيرا أغلبها مهيأة، وأخرى تمت تنقيتها في انتظار تهيئتها بعد تخصيص الميزانية اللازمة لذلك، حيث تم الشروع في وادي الحراش الذي يستلم كاملا خلال الثلاثي الثاني من العام المقبل، ووادي بني مسوس الذي هيئ جزء منه، وادي مكسل، بوكيكة، زقوروشي، خاصة أودية الطريق الوطني رقم 11 التي هيئت كلها تقريبا، من اسطاوالي إلى باب الوادي. وحسب المتحدث، فإن وادي الحميز يوجد حاليا في أجندة المديرية، ليكون ضمن الأودية التي سيتم تهيئتها، من خلال برنامج يشمل أيضا شطرا آخر من وادي بني مسوس، حيث ستتم تهيئة كل الأودية تدريجيا. مؤكدا أنه لا مجال للمقارنة بين العاصمة سنة 2012 والعاصمة حاليا، وهذه الحقيقة لا ينكرها إلا جاحد، معبرا عن رضاه لما تحقق في مجال الري، حيث تبددت -حسبه- المخاوف التي كانت تسود عند تهاطل الأمطار وإصدار نشريات خاصة.