أكد وزير التجارة السعيد جلاب، أول أمس، لدى زيارته إلى المنطقة الحرة نواديبو، أن هذه الأخيرة ستكون من بين الآليات التي تعطي دفعا قويا للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، موضحا خلال زيارة تفقدية رفقة رئيس سلطة المنطقة الحرة محمد ولد الداف، أن «كل الآليات موجودة لدفع التعاون الاقتصادي بين البلدين»، حيث تتوفر المنطقة الحرّة على شبكة طرقات نحو بقية الدول الإفريقية ما يسمح لها بأن تكون منصة لوجيستية لتوزيع السلع. وينبغي وفق جلاب إعداد دراسة لكل هذه الآليات المتوفرة بمنطقة نواديبو والمعبر الحدودي، لدعم تنافسية المنتجات الجزائري والاستثمار والتمكن من التوجه الثنائي نحو إفريقيا الغربية، وقال في هذا الصدد «نحن الآن نعمل في الإطار القانوني والتشريعي لضبط هذه الآليات لتكون فيه انطلاقة موفقة». وبخصوص الاستثمارات السياحية في المنطقة الحرة، قال الوزير إن المتعاملين اطلعوا على الفرص المتاحة، مبرزا أن مجلس الأعمال الجزائري الموريتاني سينسق العمل في هذا الإطار. وتوفر المنطقة الحرة نواديبو الشروط للممارسات التجارية سواء الضريبية أو الجمركية والخدمات المينائية والطرقية وخدمات الكهرباء، ويرتقب بناء ميناء جديد بالمنطقة الحرة خلال 2019 برصيف طوله 900 متر، بينما يصل عمق الميناء إلى 18 مترا فيما يكون عرض القناة المؤدية له بطول 16 مترا وعمق مناسب حيث يمكن للبواخر دخوله بسهولة. ولا تخضع المشاريع ذات الأولوية بمنطقة نواديبو إلى أية ضرائب أو رسوم جمركية، فيما تخضع بعض المشاريع الأخرى الثانوية تقدرها سلطة نواديبو وفقا للقانون الخاص المنظم لنشاط المنطقة الحرة إلى رسوم جمركية ضعيفة تقدر ب2 في المائة من رقم أعمال المشروع. وأكد وزير التجارة، بأن المتعاملين الجزائريين يتطلعون إلى استغلال الفرص الاستثمارية الكبيرة المتوفرة بهذه المنطقة في مختلف القطاعات. في هذا الصدد قال «المشاركة المعتبرة للمتعاملين الجزائريين في معرض نواكشوط وتنقلهم إلى المنطقة الحرة نواديبو، تكشف عن رغبتهم في تعزيز علاقات التعاون الثنائي والتي تنسجم مع توجيهات قيادتي البلدين التي تشدد على ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي والولوج سويا نحو أسواق غرب أفريقيا». و حسب الوزير فإن أهم الشروط لبلوغ التنافسية هو توفير شبكة نقل في مستوى الاستثمارات المرغوب إطلاقها، مبرزا أن نسبة الاندماج الاقتصادي في إفريقيا لا تتعدى حاليا 11 إلى 12 في المائة و يمكن رفعها من خلال الاستثمارات المشتركة. من جانبه اعتبر رئيس سلطة المنطقة الحرّة، أن التكامل بين الاقتصادين يمكن أن يتحقق من خلال تصدير نواديبو لمواد هامة في مجال المنتجات السمكية وبأسعار يمكن أن تجد مكانتها في السوق الجزائرية، كما تهتم المنطقة بجلب الاستثمارات الجزائرية في مجال الصناعات التحويلية الصغيرة والمتوسطة. ويمكن أن تستقر هذه الاستثمارات بسوق نواديبو الذي يعد سوقا محلية ومنصة لإعادة تصدير المنتوجات نحو الأسواق القريبة من موريتانيا، والتي لا تتوفر على منفذ بحري مثل مالي وبوركينافاسو والسنغال والنيجر. يذكر أن وزير التجارة زار بمعية الوفد المرافق له مقر الشركة الوطنية الموريتانية للمناجم بنواديبو ومصانعها وشركة الحديد والصلب الموريتانية، إلى جانب ميناء منطقة نواديبو. من جهة أخرى وقّع متعاملون اقتصاديون جزائريون وموريتانيون على عدة اتفاقيات وعقود شراكة على هامش فعاليات معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط الذي يستمر إلى غاية 29 من الشهر الجاري. وبلغ عدد الاتفاقيات الموقعة حتى ثالث أيام المعرض 14 اتفاقية، والتي قد تعزز بأخرى في العديد من مجالات النشاط وذلك بناء على نتائج اللقاءات الثنائية التي تعقد بكثافة في أجنحة المعرض. ووقّع الرئيس المدير العام لمجمّع «فاديركو» المتخصص في مجال صناعة مواد التطهير والنظافة البدنية عمور حابس، على 3 اتفاقيات شراكة تسمح بتسويق منتجات المجمع في ثلاث دول إفريقية وهي موريتانيا والسنغال ومالي. من جهته وقّع المدير العام لمؤسسة «ايريس» للأجهزة الكهرومنزلية والإلكترونية والهواتف النقالة مع الشريك الموريتاني «ديكوفاكس» اتفاق تعاون لتسويق هذه المنتجات انطلاقا من العاصمة الموريتانية نواكشوط، حيث أكد أن الشركة تعتزم الشروع في تسويق المنتوج الجاهز ثم بحث إمكانيات استحداث وحدات صناعية للإنتاج بموريتانيا. كما وقّعت مؤسسة «اينوتيس» للمنتجات الطبية مع نظيرتها الموريتانية «سارل واتاسو» اتفاقية لتوزيع المنتجات الطبية الجزائرية.