شرعت العديد من الأحزاب السياسية من الموالاة والمعارضة، في التحضير للانتخابات الأولية، المرتبطة باستحقاقات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة المقررة نهاية ديسمبر المقبل، في ظل تعدد رغبات الترشح وتنامي هاجس شراء الذمم، الأمر الذي حمل بعض القيادات السياسة كقيادة الأفلان إلى اختيار أسلوب التزكية المباشرة في بعض الولايات، دون المرور على الجمعيات العامة، ضمانا للحصول على المقعد في الغرفة العليا، فيما أظهر مناضلو الأرندي، انضباطا أكبر بالسير وراء تعليمات القيادة في اختيار المرشح الأوفر حظا، بينما تخطط "حمس" للعب ورقة التحالفات سياسية مع مترشحين من تشكيلات أخرى لرفع حظوظه في هذا الاستحقاق الذي يبحث فيه الأفافاس بدوره عن تعزيز رصيده ولو بمقعد واحد. وبدأ التحضير للانتخابات الأولية الخاصة بمجلس الأمة داخل بيت الأفلان مبكرا جدا، باعتباره الحزب الأكثر انتشارا على المستوى الوطني، في المجالس الشعبية المحلية والولائية، حيث تم تنظيم جمعيات عامة للمنتخبين المحليين في العديد من الولايات تحت إشراف أعضاء المكتب السياسي وشخصيات أوفدها الأمين العام لمتابعة العملية. ولجأت القيادة السياسية للأفلان إلى صيغة "التزكية" في بعض الولايات تفاديا لبعض المشاكل، مثلما هو الأمر بكل من ولايتي تبسة والوادي، فيما عرفت الجمعيات العامة التي نظمت ببعض الولايات مشاكل بين المناضلين، مثلما هو الأمر بالنسبة لولاية جيجل، ما أدى بالمكلفين للإشراف على العملية إلى نقل الملف إلى القيادة السياسية للفصل في الأمر ورفع خيار التزكية أيضا. وحسبما أكدته مصادر ل«المساء"، فقد تخللت عملية تنظيم الجمعيات العامة بكل من ولايتي، سيدي بلعباس وبشار بعض المشاكل، حملت الأمين العام للحزب جمال ولد عباس، إلى تنحية موفد الحزب إلى هذه الولاية، على خلفية الشكاوى التي رفعها المناضلون والتي تفيد بتسجيل عمليات شراء الذمم واستعمال المال للتأثير على سريان الانتخابات. وبخلاف التنافس الشديد الذي تشهده الجمعيات العامة للأفلان، في تسير عملية التحضير للانتخابات الأولية لاستحقاقات مجلس الأمة، تتميز الأجواء باستقرار وتحكم أكثر داخل بيت التجمع الوطني الديمقراطي، حسبما شهدته الجمعيات العامة ببعض الولايات، لاسيما وأن الأمين العام للحزب، أحمد أويحيى، كان قد أعطى توجيهات لرؤساء المكاتب الولائية بالإشراف الجيد على العملية وترشيح المنتخبين الأكثر حظا للفوز بمقعد مجلس الأمة وسط جو ديمقراطي وتفاهم تام، قد يسهم في تعزيز تواجد الأرندي في الغرفة البرلمانية العليا والتي يحوز منذ سنوات على رئاستها. أما الأفافاس، وبحكم العدد الكبير لمنتخبيه المحليين على المستوى الوطني، ممثلين في 975 منتخب و63 رئاسة بلدية، فهو يطمح لرفع حظوظه داخل مجلس الأمة، حيث لا يحوز حاليا فيها سوى على أربعة مقاعد، اثنين لولاية تيزي وزو واثنين لولاية بجاية. وقررت حركة مجتمع السلم، من جهتها لعب كل أوراقها في هذه الاستحقاقات، حيث برمجت الانطلاق في العملية بعد فراغ أعضاء المكتب الوطني وقياداتها من الإشراف على عملية إعادة هيكلة المكاتب الولائية المتمخضة عن المؤتمر الأخير، وستكون مشاركة "حمس" في الاستحقاق المرتقب نهاية ديسمبر عبر ورقة التحالفات في أغلب المجالس المنتخبة، وفق اتفاقيات ستبرم مع الأحزاب الأخرى. وحتى إن كانت "حمس" تتمتع بحضور مميز على مستوى المجالس الشعبية في بعض الولايات الغربية وبالهضاب العليا مثل غليزان والشلف وبشار والمسيلة والمدية وسطيف، إلا أنها اختارت اللجوء إلى ورقة التحالف بدل تقديم مترشح مستقل بها، وذلك لضمان أكبر حظ في الفوز السياسي، الذي يمكنها من العمل على تجسيد بعض البرامج على المستوى المحلي.