كرست نتائج الانتخابات الخاصة بالتجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، الأخيرة، مرة أخرى انعزال منطقة القبائل عن الأحداث الوطنية، خاصة بعد مقاطعة جبهة القوى الاشتراكية لهذا الاستحقاق للمرة الثالثة على التوالي، و دخول التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية السباق بمرشحين فقط ،إلى جانب أحزاب التحالف الرئاسي و الأفلانا والأحرار، وهو ما حصر حظوظ أحزاب المعارضة للفوز بمقعد واحد فقط عن ولاية تيزي وزو. وهكذا تراجعت المقاعد التي كان يمثلها الأرسيدي في مجلس الأمة، من مقعدين إلى مقعد واحد، وهو مؤشر على هشاشة تمثيل أحزاب المعارضة بالغرفة العليا للبرلمان، حيث فاز الأرسيدي بمقعد واحد عن ولاية تيزي وزو أحرزه رئيس المجلس الشعبي الولائي السابق ومرشح الحزب لهذه الاستحقاقات اكربان محمد. ورغم أن الحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، كان يسعى للحصد على الأقل مقعدين في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، خاصة وأنه قدم مرشحا ممثلا في الدكتور حصاص عن ولاية بجاية ، إلا أن الحظ لم يحالفه رغم انه استثمر جميع الجهود في الميدان و ابرم تحالف سياسي مع الأفلان من خلال منحه لأصوات الحزب الولايات التي يشارك فيها الأرسيدي مقابل دعمه بهاتين الولايتين . ومن الأسباب التي أدت إلى تراجع الأرسيدي بالغرفة العليا ، هو عدم انسياق بعض منتخبي الأفافاس وراء طلب الأرسيدي بدعمه في هذه الانتخابات، وهو الطلب الذي تفطنت له القيادة العامة الدا حسين وقيامها باستدعاء أغلبية منتخبيها إلى العاصمة يوم إجراء الانتخابات من اجل دورة تكوينية، وهذا في محاولة لإجهاض أية محاولة جنوح عن قرار القيادة العامة والتلاعب بأصوات الناخبين أو محاولة استمالتهم بالمال. كما أن القوة التي دخلت بها أحزاب كالأفلان والأرندي و حتى الأفلانا كانت في وقت سابق ليس لديها مناضلين بمنطقة القبائل، أي بجاية، تيزي وزو، البويرة، بومراداس وسطيف، هذه الاستحقاقات رجحت الكفة إلى صالح الأفلان والأرندي اللذان بدا يتموقعان من جديد بمنطقة القبائل .