شكلت ظاهرة العنف في الرياضة عامة وفي كرة القدم بصفة خاصة موضوع اليوم البرلماني الذي نظمته أمس كتلة حزب التجمع الوطني الديمقراطي بالمجلس الشعبي الوطني وحضره الى جانب مسؤولين في الدولة عدة فعاليات من المجتمع المدني ممثلة في الجمعيات الرياضية والاجتماعية ومسؤولين في الهيئات والأندية الرياضية الى جانب لاعبين قدامى من مختلف الفروع. وقد نبّه اغلب المتدخلين في الندوة الى خطورة هذه الآفة وضرورة مكافحتها قبل أن تستفحل ويصعب التحكم فيها حيث أجمعوا على أن التصرفات اللاأخلاقية التي تشهدها المنشآت الرياضية كانت في وقت قريب جدا غريبة عن مجتمعنا، لكنها الآن أخذت أبعادا خطيرة لأسباب مرتبطة اساسا بالمشاكل التي يصطدم بها الشباب في حياته اليومية وما ينجر عن ذلك من حدوث تذمر عام يؤدي الى المساس بالنظام العام. البعض من المتدخلين ذهبوا إلى حد القول أن بعض الأطراف التي ليست لها علاقة بالرياضة تندسّ وسط الأنصار بالملاعب وتستغل اندلاع أحداث الشغب للتحريض على العصيان في الشوارع. وقد دعا رئيس المجموعة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي السيد ميلود شرفي الى ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف والمؤسسات للحد من خطورة هذا الوباء لكي تستعيد المنشآت الرياضية عافيتها وتنتشر فيها الروح الرياضية.. ومن هذا المنطلق أضاف شرفي تأتي مساهمة المجموعة البرلمانية في حزبه من خلال تنظيم هذه الندوة الرامية الى تقديم اقتراحات ميدانية وحلول ناجعة لمعالجة ظاهرة العنف. من جهته قال وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار أن ظاهرة العنف لم تمس الجزائر فقط بل عمت مناطق كثيرة من العالم بدرجات مختلفة. واعتبر المسؤول الأول عن قطاع الشباب والرياضة أن القضاء على آفة العنف يقتضي مواصلة الجهود في جو يسوده الوئام كاشفا عن وجود برنامج خاص لدى قطاعه للمساهمة في ارجاع الروح الرياضية لأوساط شباب الجزائر الذي اعتبره مسالما في طبيعته وأن الظروف الصعبة التي شهدتها البلاد في السنوات الفارطة هي التي جعلته يعيش وضعيات مضطربة. وقد ذهب السيد عز الدين ميهوبي، كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال، في نفس السياق الذي قدمه جيار في تحليله لأسباب ظاهرة العنف، حيث قال في هذا الصدد أن مواصلة الجهود وتشخيص الداء كفيلان بالحد من انتشار هذه الآفة. ميهوبي عدّد بعض الأسباب التي ساهمت في انتشار العنف منها غياب هيئات مؤطرة في المجال الرياضي، انتشار المخدرات في أوساط الشباب وانزلاق الصحافة الرياضية في المناداة الى العنف عن طريق اصدار تصريحات نارية لمسؤولين ولاعبين في الأندية. وهناك من المتدخلين من اعتبر أنه لا يمكن دائما تحميل الشباب مسؤولية وقوع اعمال العنف والشغب بقدر ما يتعين تهيئة ظروف متابعته للمباريات من خلال تحسين وضعيات الملاعب وتهيئة الأجواء التي تبعث على الانشراح، وقد انتهت الندوة بإصدار توصيات حثت كلها على ضرورة الاستمرار في التصدي لظاهرة العنف بوسائل قانونية وحملات تحسيسية.