كشف وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار خلال اليوم البرلماني حول دور الرياضة في ترسيخ روح المواطنة أن قطاعه يسعى من خلال 10 برامج مسطرة لمعالجة تداعيات الأزمة التي عرفتها البلاد خلال العشرية السوداء، والتي كانت بمثابة تسونامي قضى على العديد من معالم وقيم الأجيال السالفة، وذلك من خلال إعادة بناء الرياضة الجزائرية على أساس سياسة واضحة تركز على التكوين، العمل الوزاري المشترك ومحاربة العنف في الفضاءات الرياضية. وذكر الوزير خلال اللقاء الذي نظمته المجموعة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي أمس بمقر المجلس الشعبي الوطني أن معالجة تداعيات الأزمة الوطنية من خلال برنامج رئيس الجمهورية هدف يحتاج إلى مدة طويلة كونه يتطلب تعبئة جميع الأطراف الفاعلة وليس المدرسة لوحدها، لاسيما وأن الأمر يتعلق بقضية تربوية بالدرجة الأولى. وأضاف في سياق متصل أن برنامج الدولة للنهوض بالرياضة يقوم أساسا على فكرة تكوين الموارد البشرية والإطارات وكذا المواهب الرياضية إلى جانب الاعتماد على مبدإ العمل الوزاري المشترك باعتبار أن تفعيل دور الرياضة في عملية ترسيخ المواطنة يحتاج إلى جهود متعددة الجوانب وأيضا على سياسة إيجاد المرافق الرياضية في الميدان، علما أن هناك 10 مراكز في طور الإنجاز لتدريب الفريق الوطني لكرة القدم على مستوى الوطن. وأشار المسؤول الأول عن قطاع الشباب والرياضة إلى أن الرياضة عامل أساسي في غرس روح الوطنية والمواطنة، من منطلق أنها لعبة تحكمها مجموعة من الأخلاق والقواعد المبنية على التسامح والروح الرياضية التي تقضي على العنف. ولذلك فإن أجيال الغد بحاجة ماسة إلى الأسس التربوية التي تحملها على احترام قواعد الحياة الاجتماعية. وبخصوص ظاهرة العنف في الفضاءات الرياضية كشف المتحدث أن وزارة الشباب والرياضة بصدد التحضير لمشروع قانون ضد العنف سيقدم للحكومة في الآجال القادمة. ومن جهته أكد كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال السيد عز الدين ميهوبي أن الرياضة عامل أساسي في إذكاء روح الوطنية، مضيفا أن وسائل الإعلام تلعب هي الأخرى دورا معتبرا في إرساء القيم الوطنية كونها تحرك أشياء داخلية، وهو ما يتجلى من خلال التفاعل الذي يحدث بين الجماهير. وفي نفس الإطار قال رئيس المجموعة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي السيد ميلود شرفي: "إن الانتصارات التي حققها الفريق الوطني لكرة القدم، وما تبعها من فرحة شبهها البعض بفرحة عيد الاستقلال، تدفع للتأمل في هذه الظاهرة حتى نفهمها جيدا ".. وتساءل المتحدث: "أليس الأجدر بنا البحث في القوة الكامنة التي جعلت الشعب الجزائري يتوحد بفعل مباراة؟.. وكيف نحول الطاقات التي ألهبت نشاط الجزائريين من المجال الرياضي إلى مجالات أخرى بغرض الابتكار وتطبيق مبادئ الرياضة وإسقاطها على مبادئ المواطنة؟ وأوضح رئيس لجنة الشباب والرياضة والنشاط الجمعوي السيد حسان بونفلة أن موضوع المواطنة شكل انشغالا رئيسيا عبر كافة النصوص والمواثيق الدولية.. وقد أولت وزارة الشباب والرياضة اهتماما بالغا لهذا الموضوع من خلال إدراجه كمحور أساسي بواسطة تدعيم القطاع بعدد هائل من المؤسسات وهيكلة لجان الأنصار التي ساهمت في تعزيز روح المواطنة لدى الشباب الجزائري، مما نتج عنه تقليص حدة العنف في الفضاءات الرياضية. وتميز اللقاء بإلقاء مداخلات من طرف عدة شخصيات منها رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية الدكتور حنفي والأستاذين رشيد حمليل وعبد اليمين بوداود. إلى جانب عرض شريط وثائقي من تقديم السيد ياسين بورويلة حول مظاهر المناصرة والبهجة بعد الفوز الذي حققه فريق كرة القدم في الخرطوم. وتم بالمناسبة تكريم كل من وزير التضامن، وزير الشباب والرياضة وكاتب الدولة لدى الوزير الأول مكلف بالاتصال إضافة إلى بعض الشخصيات الرياضية والجمعيات الشبابية النشطة.