أعلنت لجنة تحكيم جائزة ميريام ماكيبا الدولية للإبداع الفني أول أمس بقصر الثقافة "مفدي زكريا"، عن المتوجين بالطبعة الأولى، حيث منحت الجائزة ل "فيسباكو"، وهي فيدرالية تجمع السينمائيين الأفارقة، تأسست فكرتها في الجزائر سنة تسعة وستين، وبعدها ب 3 سنوات تأسس مهرجان فيسباكو السينمائي بواغادوغو. كما تمّ تتويج مؤسسة ميريام ماكيبا بجنوب إفريقيا؛ عرفانا بما تقدمه من أعمال. تميز الحفل بالحضور المكثف للسلك الدبلوماسي بالجزائر وبجمع من المثقفين والشخصيات العامة، وكان الافتتاح من توقيع الفنانة منال غربي، التي أدّت وصلة منوعة تضمنت روائع تراث الحوزي، منها "يا قلبي خلي الحال"، "قم تر"، "واحد الغزيّل"، "قولوا لشهلة اللعياني"، وكوكتال من الأغاني الإسبانية في الجاز والصامبا وغيرها، صفّق لها الجمهور مطولا، لتكرَم بعدها بباقة ورد. في كلمته الترحيبية، ثمّن وزير الثقافة ميهوبي المبادرة وجهد الشركاء، متوقفا عند تاريخ الراحلة ماكيبا المناضلة الإفريقية، التي ودعت عالمنا وهي تحمل الجنسية الجزائرية. كما أسهب في الحديث عن الجائزة، التي تبلورت فكرتها في 14 سبتمبر من السنة الفارطة؛ كتكريس لانتماء الجزائر الإفريقي ونضالها من أجل حرية القارة السمراء، التي تشعر الجزائر تجاهها بمسؤولية ليس فقط على الصعيدين السياسي والاقتصادي، بل والثقافي أيضا. كما رجع إلى مواقف رئيس الجمهورية مع القارة التي قدّرت مواقفه التاريخية، واستطاع أن يأخذ مكانة في وجدانها. وأكد المتحدث أنّ الجائزة دعمها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وستظل توحّد الثقافة الإفريقية وهويتها. وقال إنّ أحد أعضاء لجنة التحكيم، وهو سليمان رمضان من جنوب إفريقيا، وصفها بنوبل القارة السمراء. ترأّس اللجنة محمد سلماوي من مصر، وتضم أحمد بجاوي من الجزائر، وعبد الوهاب الدوكالي من المغرب، وسليمان رمضان من جنوب إفريقيا، وسولانج رودريقاز من الرأس الأخضر. وقد أشار رئيس اللجنة إلى أنّ الجزائر حقّقت الاستثناء في العالم العربي، بحرصها على المواقف العادلة والقيم الثابتة، وها هي تجسدها في هذه الجائزة التي تعكس الارتباط بإفريقيا، علما أنّ الجائزة ليست الأوسكار تعطى للتميز الفني وليست نوبل، بل هي أكبر؛ لأنّها تمثل الشموخ والهوية المجسّدة في المناضلة ماكيبا، مما جعل الجائزة مختلفة عن جوائز العالم، والفائز فيها إفريقي يتجاوز الأوطان والجنسيات. أما سليمان رمضان فقال إنّ ماكيبا كانت وستظل جزائرية. وبلّغ تحيات أسرتها وامتنانها للجائزة التي تتزامن وذكر رحيلها العاشرة، في حين أسهب بجاوي في الحديث عن ماض إفريقي قريب، موضّحا أنّه من جيل كبر مع هذه القارة ومع ماكيبا التي زارت الجزائر في الباناف الأوّل، وكانت الرمز. تَقدّم بعدها الأستاذ بشيشي ليتحدّث عن ذكرياته مع ماكيبا، علما أنّه هو من وضع لها لحن رائعتها "أنا حرة في الجزائر"، وكانت بمناسبة الذكرى العاشرة لاستقلال الجزائر. وذكر أنّ بومدين قبلها بشهر، كان في جولة إلى العاصمة كوناكري بغينيا، ووجد فيها الراحلة التي طلبت منه الحضور لإحياء هذه المناسبة، وعادت معه على نفس الطائرة الرئاسية، ثم اتصل مستشار بومدين، وكان عميمور المتحدث، ليقدم له نص الراحل مصطفى تومي "أفريكا" ووضع له لحنا رغم أنّ الراحلة لم تكن تعرف العربية. وبعد 3 أسابيع خرج اللحن، وتابعه بشيشي عبر التلفزيون، لكن الراحلة أحست أنها لم تنطق كما يجب بعض الكلمات العربية، فحرصت على العودة بعد 3 أشهر لتحيي ذكرى 1 نوفمبر، فأبدعت مع جوق الإذاعة والتلفزيون تحت قيادة بوجمية مرزاق، وحرصت على الاعتماد عل مقطع "طبل يا طبال" لإيقاظ الشعوب الإفريقية، خاصة أنّ الطبل آلة موسيقية إفريقية بامتياز. وبدوره ثمّن عميمور هذه الذكرى، وقال إنّ رائعة ماكيبا بقيت في النفوس. ثم نشطت الفنانة سولانج حفلا منوعا تفاعل معه الحضور. للإشارة، ثمّن الوزير ميهوبي إعلان اليونيسكو الخاص بأحد تقاليد صحرائنا الكبير؛ يإدراج كيالي الماء الخاص بتوزيع الماء بتوات، في قائمة التراث العالمي. كما أعلن أن فرقة بحث جزائرية لعلماء الآثار، برهنت أنّ الوجود البشري في التاريخ بمنطقة الجزائر، كان منذ مليوني و400 ألف سنة كبلد ثان بعد إثيوبيا .