يكشف الفنان محمد العماري نجم الطبعة الأولى للمهرجان الثقافي الأفريقي عن تفاصيل مشاركته عام 1969، وذكرياته مع الفنانة المناضلة الراحلة مريام ماكيبا التي شاركها أغنية "أنا حرة في الجزائر" عام 1972 اليت كتبها الشاعر الكبير مصطفى تومي ولحنها المبدع الأستاذ لمين بشيشي ويسترجع معنا الفنان صاحب الحنجرة القوية ذكرياته غنى أمام 22 رئيس دولة في العالم أجمل ما أبدعت فيه الموسيقى والكلمات الجزائرية وقدم 152 أغنية على مدار 61 عاما من الممارسة الفنية **بعد 40 عاما من الطبعة الأولى ماذا شعورك وأنت تكرم في المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني؟ - أنا جد فخور بتكريمي في الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الإفريقي في الجزائر وسعيد لأنني أكرم في وطني وقد سبق وأن كرمني رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وأنا ممتن لهذا الرجل الشجاع بمواقفه وحرصه على البعد الإفريقي للجزائر، ففخامة الرئيس ليس عملاقا في المجال السياسي والدبلوماسي فحسب بل هو عملاق في المجال الثقافي ومنح المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني كل الدعم والإمكانيات لإنجاحه كما أأكد أن وزيرة الثقافة خليدة تومي حركت القطاع الثقافي وكرمت الأسرة الفنية• ** ماذا عن ذكرياتك من زمن المهرجان الثقافي الإفريقي الأول بالجزائر عام 1969؟ - إنها محطة مضيئة للثقافة والفنون في الجزائر التي كانت حديثة العهد بالإستقلال لكنها برهنت أن إرادة الرجال تقهر كل الظروف حيث إكتشف الضيوف الأفارقة حسن التنظيم وتحولت الجزائر حينها إلى قبلة لكل مثقفي وفناني إفريقيا والعالم وكان برنامج الطبعة الأولى من المهرجان 1969 ثري ومتنوع وبمستوى عالي ما يزال عالقا في الأذهان إلى اليوم وأأكد أن أي بلد إفريقي آخر نظم المهرجان الإفريقي لم يكن في مستوى وقوة مهرجان الجزائر لأن الجزائر بلد المعجزات والتحديات، وأذكر حينها أن الروح الافريقية للفرق الفنية والعروض المسرحية سطعت على كل ربوع الجزائر• ** ماذا عن مشاركتك في المهرجان الثقافي الإفريقي 1969؟ - أذكر أن رئيس الجوق المرحوم بوجمية مرزاق - رحمه الله - اتصل بي ليلا في حدود الساعة ال 11 ليلا أربعة (4) أيام فقط قبل افتتاح فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي يوم 21 جويلية 1969 ليخبرني أن تغييرا طرأ على برنامج حفل الإفتتاح حيث فيما كانت الجزائر مبرمجة في المرتبة الرابعة لتقديم وصلتها عدلت البرمجة لتصبح الجزائر في المرتبة الأولى وتفتتح المهرجان الإفريقي وقد كنا لم نكمل التدريبات لكننا كثفنا التدريبات الصوتية حتى تكون في الموعد وأديت خلال حفل افتتاح المهرجان 5 أغاني وطنية ملتزمة وهي "هذي بلادي" كلمات الشاعر الكبير مصطفى تومي وتلحين الأستاذ الموسيقار بلاوي الهواري، "فلسطين" كلمات مصطفى تومي تلحين تسيير عقلة من سوريا، "شيغيفارة" كلمات مصطفى تومي وتلحيني، "جزائرية" كلمات لحبيب حشلاف تلحين حداد الجيلالي، "الفيتنام" كلمات مصطفى تومي• ** شاركت مع الفنانة والمناضلة الراحلة ماريام ماكيبا في أداء أغنية "أفريكا" هل من تفاصيل؟ - هناك خطأ حيث يعتقد البعض أن المناضلة الكبيرة ماريام ماكيبا أدت أغنيها الشهيرة "أفريقيا" عام 1969 خلال المهرجان الثقافي الإفريقي لكن الصحيح أنها قدمتها عام 1972 بمناسبة الذكرى ال 10 لاستقلال الجزائر وهي من كلمات الشاعر الكبير مصطفى تومي وتلحين الأستاذ لمين بشيشي، أما عام 1969 فقدمت فقط أغاني بالإنجليزية لخدمة رسالتها النضالية المتمثلة في كشف التمييز العنصري في جنوب إفريقيا• أوضح أنني التقيت بالفنانة والمناضلة الكبيرة مريام ماكيبا عام 1972 بقاعة الأطلس وشاركناها فرحتها وسعادتها حينما منحها الرئيس هواري بومدين جواز سفر ديبلوماسي جزائري والجنسية الفرنسية وأذكر أنها ركعت أمام الرئيس هواري بومدين وغمرتها مشاعر قوية بحكم أن الفنان مرهف الحس وقد شاركتها في أداء مقطع من رائعتها "أفريكا" وقد كنت سعيدا بذلك وهي أيضا وبعد التقيت بها في مناسبات عديدة ضمنها في حفل الموزمبيق عام 1973 وآخر في نفس السنة في ألمانيا الشرفية في المهرجان العالمي للشبيبة•وللأسف لم ألتقي بالراحلة مريام ماكيبا منذ عام 1982 وذلك خلال إنعقاد الأسبوع الثقافي الجزائري بغينيا ** ماذا قالت لك الراحلة ماريام ماكيبا عن الجزائر؟ - للجزائر مكانة خاصة في قلب وذاكرة الراحلة ماريام ماكيبا وقد ربطتني صداقة مع هذه الفنانة الملتزمة التي صرحت لي أنها لا تناضل من أجل قضية التمييز العنصري في وطنها جنوب إفريقيا ونظام الأبارتابد فقط بل هي تساند بصوتها ونضالها كل الحركات التحررية وقضايا التحرير في إفريقيا والعالم الثالث وأضيف أن الراحلة ماكيبا التي تأثرت بعمق بعد وفاة ابنتها الوحيدة أكدت لي أن الجزائر شكلت فرصة لانطلاقتها إلى العالمية حيث قالت لي أنه بعد أن ذاع صيتها على المستوى الإفريقي كانت أغنية "أفريكا" التي كتبها المبدع مصطفى تومي وتلحين لمين بشيشي فرصة ذهبية فتحت لها أبواب العالمية وأصبحت نجمة في سماء الأغنية العالمية، وأذكر أيضا أن ماريام ماكيبا وهي قمة الإلتزام ونموذج للمرأة القوية رفضت إحياء حفل ثاني في قاعة الأولمبياد الباريسية عام 1975 رغم إلحاح المنظم برينو كوكاتريس بسبب ارتباطها لخدمة قضيتها في هيئة الأمم المتحدة• ** لمن وجهت أغنيتك الشهيرة "جزائرية"؟ - أنا أحترم كل النساء الجزائريات لأنهن مناضلات وقدمن الكثير خلال المرحلة الثورية وبعدها وهي من كلمات لحبيب حشلاف وألحان حداد الجيلالي وهي مهداة لكل نساء الجزائر• ** هل تعتقد أن يكون المهرجان الثقافي الثاني وبعد 40 عاما في نفس مستوى إبهار مهرجان 1969؟ - بالنظر إلى الجهود المبذولة من طرف كل الدوائر (الموسيقى، المسرح، السينما، الفن التشكيلي) وحرص وزيرة الثقافة على متابعة كل التفاصيل الدقيقة لبرنامج المهرجان والإمكانيات التي رصدها رئيس الجمهورية سيكون الموعد رهان آخر للنجاح لأنه ذلك يعني نجاح الجزائر وتطورها خاصة أن إفريقيا عرفت تطورا كبيرا ورغم أن صورة المهرجان 1969 ما تزال عالقة بالأذهان بفضل تلاقح الثقافات الإفريقية وبحضور الرموز التحررية فإن الموعد من 5 جويلية إلى 20 جويلية 2009 سيتحدد مع الفرح والعرس الإفريقي في الجزائر التي تؤكد دائما احتضانها للقارة السمراء فأهلا وسهلا ب 8000 مشارك إفريقي في بلد المليون ونصف مليون شهيد• ** وماذا عن مذكراتك؟ - أنهى مؤخرا الكاتب الصحفي المعروف عبد الكريم تازروت كتابة مذكراتي وستنشر قريبا وفيها حقائق وأسرار فنية لأول مرة وفيها حديث عن لقائي مع كبار ونجوم الفن في العالم العربي والعالمي•