نشطت السيدة حميدة محمصاجي أقسوس محافظة المهرجان الوطني الثقافي لإبداعات المرأة أمس، بقصر الثقافة "مفدي زكريا" ندوة صحفية قدّمت فيها برنامج الطبعة الثامنة التي ستحمل شعار "الفنون .. بنظرة شبابية"، وتتضمّن العديد من الفعاليات التي تمتد من 13 إلى 17 ديسمبر الجاري. في بداية تدخلها، رجعت السيدة أكسوس إلى الطبعات السابقة المتتالية ورأت أنّها حقّقت الكثير وكان لكلّ طبعة موضوعها (النسيج، الطرز، الإكسسوارات والأناقة، الخزف، الطبخ "الكسكسي"، قسنطينة ثم الاسترجاع)، أما هذه الطبعة، فقد خصّصت للشبيبة. وقد أشارت المتحدثة إلى أنّ أصغر مشاركة في طبعة من الطبعات كان سنها لا يتعدى ال12 سنة، ولتثمين جهد الشباب، خصّص هذا المهرجان حيزا مهما لهم ليبرزوا طاقاتهم وإبداعاتهم، خاصة فيما يتعلّق بمجال التراث. وأكّدت السيدة أكسوس أنّ المحافظة اتّصلت بأصحاب مدارس التكوين المختصة بالتراث لتقدم أنجب ما لديها من متربصات شرط ألاّ يتجاوز سنهن ال40 سنة، كما فتحت المحافظة موقعا على الأنترنت وكذا الفايسبوك لإطلاق إعلانها للمهتمين، ووصلها 100 طلب مشاركة من مختلف ولايات الوطن ابتداء من شهر أوت الفارط، ليتم اختيار 37 مشاركة أصغرهن ذات 19 سنة. أشارت المتحدثة إلى أنّ المهرجان يتضمّن جانبا خاصا بالتراث، ويشمل النسيج والطرز والفخار والخزف والفسيفساء والفن التشكيلي والنحت، وجانب آخر من النشاط خاص بالفنون البصرية منها الفنون التطبيقية والتصوير الفوتوغرافي والإنفوغرافيا وتصميم الملصقات والشعارات والمطويات والفيديو والومضات الإشهارية، وعلى المشاركات في هذا الشق من التظاهرة ألاّ يتجاوزن ال30 سنة. كما أوضحت السيدة أكسوس أنّ كلّ المشاركات سيتم التكفل بهن من حيث العرض والإيواء والتغطية الإعلامية وغيرها وذلك قصد تثمين عملهن، وأكّدت أنّ لجنة التحكيم ستعمل في سرية (وأعضاؤها لا تعرفهن المشاركات)، وستجول يوميا في المعارض المقامة بقصر الثقافة، وذلك وفق مقاييس وتنقيط معيّن ولا تعرف النتائج إلاّ في اليوم الأخير، يكتشفها المنظمون والمشاركات والجمهور في نفس اللحظة. عن أهمية هذه التظاهرة، قالت محافظتها إنّها كانت وراء اكتشاف العديد من المبدعات وثمّنت 500 مشاركة منذ الطبعة الأولى، وأصبحت تدعم غرف الصناعات التقليدية بالولايات بتلك الحرفيات والمبدعات، والكثيرات منهن مثلن الجزائر في المحافل الدولية، زيادة على ذلك كان المهرجان فرصة للاحتكاك بين المبدعات من مختلف مناطق الوطن، منهن من أنجزن مشاريع اقتصادية مشتركة، علما أنّ المهرجان كان له الفضل في كلّ هذا الظهور والتطوّر، ناهيك عن انتهاجه لسياسة التكوين، حيث قدّم دروسا في التسويق وطرق العرض وغيرها، كما ثمّن المهرجان التراث وكانت له مساهمته مثلا خلال طبعة "الكسكسي" في ترسيم هذا الطبق على مستوى اليونسكو مع حضور الصحافة الدولية وكذا تزويد بعض قنوات الطبخ بالحرفيات المشاركات، وكل ما تحقق أعطى مصداقية للمهرجان وسيتواصل هذا النهج. للإشارة، يتضمن المهرجان أيضا ورشات حية للتعليم الخاصة مثلا بالمنسج وقاعدة الطرز وريشة الرسم ومحاضرتان، الأولى لمليكة لايشور رمان (منتجة سينمائية) بعنوان "مهن الصورة ... مسألة نظرة"، والمحاضرة الثانية لوردة بن سقني من قسنطينة المختصة في علم الاجتماع بعنوان "التطريز ...فن جديد أو قديم"، كما تنظم بالمناسبة وقفة تكريم للراحلة عايدة لعزيب التي رحلت في 5 أكتوبر الماضي وكانت قد رافقت المهرجان منذ تأسيسه سنة 2009، وستحيي حفل الختام فنانة طبع الشعبي ماليا سعدي وذلك بلمسة نسائية رفقة فرقتها الموسيقية.