أكد الدكتور والمدرب العالمي في التنمية البشرية أحمد طقش في حديث ل«المساء"، أن "الابتسامة هي بداية الحب، خاصة إذا كانت مرفوقة بكلمات لطيفة وأذان صاغية ومجاملة صادقة و هي، كلها أمور بإمكانها تحويل مسار الحياة، كما أنها الطريقة الأفضل للابتعاد عن المتاعب، خاصة وأن رحلة الحياة قصيرة جدا للبكاء على أي شيء"، قائلا "حاول أن تبذل جهدك قدر المستطاع وترسم الابتسامة على وجوه المحيطين بك". يقول الدكتور في فضل الابتسامة وما تصنعه وسط الأفراد "عندما يظل أحدهم طريقه، ساعده على إيجاد الطريق المناسب بابتسامة، عندما يخفق الأصدقاء، كن أول من يمد يد المساعدة. اضحك، رغم شعورك بالألم والتعب، وابتسم رغم محاولتك عدم البكاء رغم ظهور الدموع على وجهك، تكون السعادة أحيانا مصدرا للابتسامة، لكن في أحيان أخرى، تكون الابتسامة مصدرا للسعادة". يواصل الدكتور طقش قائلا "إذا كنت قليل التبسم، فامنح ابتسامتك للأشخاص الذين تحبهم ولا تكن عابسا طوال الوقت.. أخرج إلى الشارع وتبادل تحية الصباح والابتسامة مع غيرك، لتجعل وقتك رائعا كأنك تقضيه مع العائلة. من المهم جدا أن نرى ابتسامة الطفل، لأنها بريئة نابعة من القلب، فالابتسامة البشرية تقوم على أساسها الحياة". يواصل الدكتور قائلا "لن نقوم بتغيير العالم بأكمله، لكننا نستطيع تغيير أنفسنا والشعور بالحرية. عندما نبتسم في وجه الآخرين فإنهم سيعيدون لنا الابتسامة ولن يكلف الأمر شيئا. يجب إيصال الابتسامة إلى قلب كل شخص. فمثلا يستمتع معظم الأشخاص بكل لحظة يقضونها في الرحلة، ونستمتع نحن بالمكان الذي نتواجد فيه، وفي هذه اللحظات الجميلة نركز على التبسم، فابتسامة واحدة كفيلة بتغيير عالمك". وعن الأشخاص الذين يستحقون ابتسامتك، قال المدرب العالمي "ابتسم في وجه الأشخاص الذين لا تعرفهم، لأن بإمكانك تغيير الحياة. تعجبني ابتسامة أمي، لكن يعجبني أكثر، عندما أكون أنا سبب ابتسامتها، يمكنك جعل حياتي جديرة بالاهتمام، ويمكنني رسم الابتسامة على وجهك مادمت أستطيع ذلك". يُظهر الأطفال الابتسامة البريئة التي ترتسم على محياهم أثناء اللعب. يضيف الدكتور؛ أتساءل عما إذا كانت ابتسامتي مثل ابتسامتهم، أما الأشخاص الذين يبقون على شفاههم جافة، فنجدهم لا يبتسمون بسهولة. ليس من المهم إلى أين ستأخذني الحياة، ستجدني دائم التبسم كالطفل الصغير، يجب على الإنسان أن يظهر ابتسامته لجميع الأشخاص الذين يقابلهم حتى ولو كانوا أعداءه. تبقى الابتسامة أكثر الهدايا جمالا ولن تُنسى أبدا. أضاف الدكتور قائلا "إن للابتسامة رونق وجمال وتعابير تضفي على وجه صاحبها الراحة والسرور، بل وضعها النبي صلى الله عليه وسلم في مرتبة نؤجر عليها، حيث قال (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، وقال صلى الله عليه وسلم (انكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق)، وقد جمع الإمام البخاري أحاديث كثيرة للرسول صلى الله عليه وسلم وبوبها في (باب التبسم والضحك) دليل على الابتسامة التي كان يحرص عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى جانب الإمام مسلم في صحيحه أحاديث، بوب لها الإمام النووي فقال في كتاب الفضائل .. (باب تبسمه وحسن عشرته)، وبوب الشيخ الغماري الأحاديث التي فيها (ضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجده) في مؤلف سماه (شوارق الأنوار المنيفة بظهور النواجد الشريفة)، كل هذا وغيره بيان لجوانب تبسمه صلى الله عليه وسلم. هكذا كان الصحابة رضوان الله عنهم، فقد قيل لعمر رضى الله عنه؛ هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون؟ قال: نعم، والإيمان والله أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي.