تعتبر تشكيلة مولودية وهران مباراتها المحلية التي ستجمعها بالجار اتحاد سيدي بلعباس، فرصة لتجاوز آثار التعادل المخيّب الذي فُرض عليها، أول أمس، من قبل شبيبة الساورة التي غنمت نقطة بحجم الانتصار، عكس الحمراوة الذين عادوا إلى سيناريو نزيف النقاط داخل الديار. يلتقي الجاران مولودية وهران واتحاد بلعباس بأهداف مشتركة؛ تحصيل النقاط الثلاث من أجل تدعيم حظوظ البقاء بالخروج من مأزق منطقة الجاذبية قبل فوات الأوان، وعليه يُتوقع أن تكون المباراة ملتهبة، متمنين أن لا تخرج عن إطارها الرياضي لتعيد العلاقات بين أنصار الفريقين إلى توتر غير مجد. الجانب الوهراني يدرك صعوبة محلية غد ضد فريق "المكرة"، كما يكشف عن ذلك مساعد المدرب كينان عيسى، الذي قال عنها: "صراحة، أنا متخوف من هذا اللقاء، الذي أراه صعبا، عكس ما يعتقد كثيرون بأن اتحاد بلعباس سهل الاقتناص لتأثره النفسي جراء عثرته السابقة على ميدانه. لكن ما لا يعلمه هؤلاء هو أن الاتحاد جريح، وسيسعى للانتفاض في وجوهنا وتعقيد مهمتنا، خاصة أنّ فريقنا بداخل رحى رزنامة صعبة ومؤثرة بدنيا، سنجتهد لتجاوزها بسلام، ونيل أكبر عدد ممكن من النقاط فيها". ويؤكد كينان أن عكس ما يعتقده ممن وصفهم بهواة الاصطياد في المياه العكرة، أن الطاقم الفني واللاعبين يشعرون بثقل المسؤولية والضغط المتزايد بعد استهلاك كل جولة في ظل عدم تأمين المولودية الوهرانية بعدُ منصبها في المحترف الأول، ومن ثم فهم مطالَبون - حسب كينان دائما - بتخفيف هذا الضغط؛ بتسجيل نتيجة إيجابية أمام "العبابسة"، لكنهم يتمنون مساعدة الأنصار لتحقيق ذلك، لدوره الكبير في مثل هذه المواجهات. وتابع: "بقدر ما نحن مطالَبون بتدارك ما ضاع منا من نقاط، بقدر ما نحن في حاجة إلى دعم كبير من أنصار لا مشاهدين فوق المدرجات، فمثل هذه المواقف لا يمكن تجاوزها إلا بتحفيز جماهيري كبير، وأنا أتمنى أن يعي أنصارنا ذلك، وأن يكونوا في الموعد". التعثرات تعود وتبريرات بلعطوي واهية وكانت مولودية وهران أُجبرت على تقاسم نقاط مباراتها المتأخرة التي لعبتها، أول أمس، بميدان "أحمد زبانة" أمام العنيد فريق شبيبة الساورة، الذي فرض عليها تعادلا إيجابيا بهدف لمثله، وكان السباق إلى التهديف بواسطة المتألق يحي شريف في الد21. وقبل أن ينقضي الشوط الأول بخمس دقائق عدّل المهاجم تومي النتيجة بهدف رائع. لكن من تابع المباراة وقف عند المردود الباهت لتشكيلة المولودية الوهرانية، التي لم تجتهد كثيرا حتى تنال الانتصار. وبرر المدرب بلعطوي ذلك بالإرهاق الذي لحق أشباله جراء سفرية العودة البرية من بجاية، لكن هذه التبريرات لم تقنع المناصرين، الذين وصفوا تسيير بلعطوي من على خط التماس بالعشوائي ويفتقر إلى الحنكة والتكتيك الصائب أمام فريق ساوري كان يعاني من نفس التعب وقصر مدة الاسترجاع جراء المباراة القوية والمشرفة التي أداها أمام عملاق الأندية الإفريقية الأهلي المصري. الأنصار يطالبون بشريف الوزاني للإشارة، انهال الأنصار بالسباب على المدرب بلعطوي عقب نهاية المباراة، وطالبوا بعودة شريف الوزاني سي الطاهر الذي يرون فيه القائد المناسب لسفينة مولودية وهران في الوقت الحالي، فيما رد بلعطوي على تصرفات الأنصار بالقول: "إني مستهدَف، وأنا على استعداد لترك منصبي إذا ما طُلب مني ذلك".