عبّر عمر بلعطوي مدرب مولودية وهران، عن سعادته الكبيرة بانتصار فريقه على شبيبة الساورة، وهو ما سمح له بضرب عدة عصافير بحجر واحد؛ استعادة ريادة الترتيب التي كانت فلتت منه منذ جولات، وساعدته في ذلك خدمة لا إرادية من الجار اتحاد سيدي بلعباس، الذي أطاح بالمتصدر السابق اتحاد العاصمة، وطبعا مرفقة بفوز «الحمراوة»، وثانيا تكريس سيطرة المولودية على ضيفتها شبيبة الساورة بملعب أحمد زبانة، حيث حققت، أول أمس، انتصارها الرابع عليها في الخمس سنوات الأخيرة، وثالثا وضعت حدا لفشلها في المباريات التي كانت تلعبها بملعبها بدون جمهور، إذ غالبا ما كانت تنساق إلى الهزيمة في المواسم السبعة السابقة، وأخيرا وليس آخرا لكن الأهم، إهداء فوز للأنصار كعربون محبة لهم على مساهمتهم الكبيرة في إنجازات الفريق إلى حد الآن، خاصة في السفريات البعيدة والشاقة إلى شرق البلاد. وأمس حضر الكثير منهم لتشجيع مولوديتهم من خارج أسوار الملعب، وتفاعلوا بكيفية رائعة مع أطورا المباراة، خاصة بعدما قلب زملاء الحارس ناتاش الطاولة على الساورة في الشوط الثاني، وفي ظرف 24 دقيقة. فمولودية وهران كانت متأخرة بهدف مفاجئ تلقته من قدم بورديم في الدقيقة العاشرة من الشوط الأول، ووجدت بعض الصعوبات في الوصول إلى مرمى الحارس جميلي، الذي حالفه الحظ كثيرا في لقطة الد24، عندما صدت العارضة الأفقية كرة قوية من المهاجم هشام شريف، وعلى مرتين في محاولة أدهشت الجميع، غير أن الوهرانيين انتظروا إلى غاية الشوط الثاني، الذي قلبوا فيه الموازين لمصلحتهم، ونجحوا في هزّ شباك الساوريين ثلاث مرات عن طريق بن تيبة في الد 55، وسويبع في 74، وهشام شريف في الد 79، بعدما تزوّدوا بتعليمات مدربهم عمر بلعطوي، الذي أكد، مرة أخرى، أنه يحسن قراءة الأشواط الأولى للمباريات ولعب منافسيه فيها، وهذه المرة لشبيبة الساورة التي عطل أداءها، فانقادت إلى خسارة منطقية بالنظر إلى الأداء العام لكل فريق، وعلى مدار الشوطين. المدرب بلعطوي وللنيل من الساورة، اعتمد على تشكيلته الأساسية باستثناء لاعب الوسط عواد محمد الأمين بسبب تراجع مستواه، والمدافع نساخ الذي تركه في مقاعد الاحتياط، خوفا عليه من تفاقم إصابته التي سيُجري بسببها جراحة لنزع الغضروف، لكنه أجل ذلك إلى فترة الراحة الشتوية، حتى يكون في متناول مدربه في المقابلتين المتبقيتين من مرحلة الذهاب للبطولة الوطنية الاحترافية أمام دفاع تاجنانت وشباب قسنطينة، عكس زميله عقيد، الذي أثبت عافيته، وانفرد بالرواق الأيمن، ورغم نقص المنافسة أظهر حرارة في اللعب وإرادة في إثبات جدارته بثقة مدربه، وكزملائه أدى ما عليه، والنتيجة كانت فوزا مستحقا وريادة هم أهل لها، ونالوا في ذات الوقت ثناء مدربهم بلعطوي، الذي اعتبر هذا الانتصار انتصارهم، وأضاف قائلا: «توقعنا الصعوبة التي وجدناها من شبيبة الساورة في الشوط الأول، لكن صححنا أداءنا في الشوط الثاني الذي تعاملنا معه بكفاءة، وبالتالي استحققنا النقاط الثلاث، والآن سنعمل بجد حتى نواصل على نفس الإيقاع، وإنهاء مرحلة الذهاب فوق المنصة». زعلان يحفّز ويطمئن المسيرين فضلا عن التحفيز المالي الذي تلقوه من لدن رئيسهم أحمد بلحاج المدعو «بابا» الذي رصد لهم منحة 15 مليون سنتيم في حال الفوز على الساورة، زار اللاعبين صبيحة المقابلة بمقر إقامتهم بفندق «فنيكس»، زيارة تحفيزية والي الولاية السيد عبد الغني زعلان، جدد فيها دعمه لهم وللمولودية الوهرانية، مؤكدا أن أبواب هيئته مفتوحة لمسيريها في أي وقت، وهو ما قد يستغله هؤلاء لطلب مزيد من الدعم المالي في ظل الإنفاق الكبير الذي ينتظرهم، وفي مقدمتهم «بابا» في مرحلة الانتقالات الشتوية.