أجمعت كل ردود الفعل الدولية على ضرورة وقف المذبحة الإسرائيلية التي دخلت أسبوعها الثاني وراح ضحيتها لغاية أمس قرابة 500 شهيد وأزيد من 2400 جريح في حصيلة مازالت مفتوحة أمام كل الاحتمالات. فقد اعتبر رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لحظة خطيرة للغاية ودعا إلى تكثيف المساعي من اجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار. ولم يخف براون قلقه جراء استمرار الحرب الإسرائيلية المفتوحة على قطاع غزة خاصة بعدما شرع الجيش الإسرائيلي في عملية اجتياح برية في مناطق مختلفة من القطاع. وأكد رئيس الوزراء البريطاني الذي أشار إلى أنه على اتصال دائم بنظيره الإسرائيلي ايهود اولمرت حرص لندن على مواصلة اتصالاتها مع إدارة الاحتلال حول الضمانات التي تريدها لوقف حربها على القطاع. وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أكد أن تطورات الوضع في غزة تؤكد أهمية الحاجة العاجلة إلى وقف إطلاق النار بصورة فورية. وهي نفس الانشغالات العميقة التي عبرت عنها ايطاليا التي دعت أصدقائها الإسرائيليين إلى ضمان حماية المدنيين الأبرياء والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة المحاصر اقتصاديا وعسكريا. للإشارة فإن إيطاليا كانت قد ساندت وبدعم واسع من قبل أعضاء برلمانها ما اعتبرته حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. من جهته دعا الممثل الأعلى لسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى وقف فوري لإطلاق النار وأعرب عن استعداد الاتحاد الأوروبي لإرسال بعثة من المراقبين الدوليين من أجل إحلال السلم في المنطقة. وقد أدانت كل من السويد والنرويج بشدة المجزرة الإسرائيلية المقترفة في حق الأبرياء من سكان غزة واعتبرتا العملية العسكرية التي شرعت فيها قوات الاحتلال منذ مساء أول أمس ستجهض كل محاولة دبلوماسية لإيجاد حل للنزاع. ونفس الموقف عبرت عنه باكستان التي دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار. وفي الوقت الذي تتزايد فيه مخاوف المجتمع الدولي من تبعات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يتواصل غليان الشارع العربي الغاضب والمطالب الحكومات العربية بالتحرك لوقف المجزرة الصهيونية في غزة. وخرج أمس عشرات المئات من المغاربة في مظاهرة احتجاجية حاشدة في العاصمة الرباط لتأكيد تضامنهم مع محنة أشقائهم الفلسطينيين في قطاع غزة وللتنديد بالحرب التي تشنها إسرائيل على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية. ورفع المتظاهرون شعارات نددوا فيها بصمت الأنظمة العربية إزاء ما يحدث في غزة من تقتيل ودمار وعبروا عن رفضهم لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.