شكوك كبيرة تسرّبت إلى معاقل أنصار مولودية وهران في الأيام القليلة الماضية، بشأن ملف استثمار الشركة الوطنية للنقل البحري للمحروقات "هيبروك " في فريقهم، وما يقال عن تشويش أطراف محلية حتى لا تتم صفقة مجيء المؤسّسة النفطية لاحتضان النادي الوهراني، وتحرّك مسؤولين سابقين للمولودية لتحديد موقعهم منها وتوضيحه للمحبين. عقد الرئيسان السابقان يوسف جباري والعربي عبد الإله، اجتماعا مع عدد من اللاعبين القدامى بغية دراسة آخر التطورات التي عرفها الفريق فنيا، وكذلك برتوكول الاتفاق المبرم بين الرئيس "بابا" والمؤسّسة الوطنية للنقل البحري للمحروقات "هيبروك"، والخلاف القائم بين هذه الشركة ومسيري "الحمراوة" حول صيغة الشراكة المبرم، حيث يصر المساهمون على شراء "هيبروك" غالبية أسهم الشركة الرياضية مولودية وهران لا الاكتفاء بتمويلها الفريق فقط، لكن في نفس الوقت يتساءلون حول وجهة الرئيس الحالي "بابا"، وما إن كان متحمسا فعلا لمجيء "هيبروك"، وإن كانت هذه الأخيرة متحمسة من جهتها لاحتضان النادي الوهراني، وهو ما يخيف الأنصار كثيرا من تكرار سيناريو مؤسسة "نفطال"، التي تراجعت عن تجسيد بروتوكول الاتفاق الذي كانت وقّعته في أكتوبر 2012، مع الرئيس السابق العربي عبد الإله، ويهدّدون بالعودة إلى أسلوب الضغط لتجسيد رؤيتهم بشأن مستقبل فريقهم المفضل، ولا يستبعد متتبعون أن تكشف الأيام القليلة القادمة، عن الجديد الحاسم والنية الحقيقية لكل طرف بشأن مستقبل مولودية وهران. في سياق آخر استأنفت تشكيلة مولودية وهران تدريباتها أمس، بعد يومين راحة استفادت منهما عقب مباراتها الأخيرة التي انهزمت فيها أمام ضيفها نادي بارادو، وهي خسارة محبطة وصفها الأنصار "الحمراوة" ب«المهزلة" لمولوديتهم التي جلبت لاعبين جددا في "الميركاتو" الشتوي غالبيتهم أصحاب خبرة وقيل الكثير عن إمكانياتهم. لم توجّه سهام الانتقاد للرئيس بلحاج أحمد المدعو "بابا" واللاعبين فقط، بل وكذلك للمدرب الفرنسي جان ميشال كفالي، بسبب اختياراته سواء للاعبين الأساسيين أو طريقة اللعب التي انتهجها وأملاها عليهم ضد بارادو، وقد أعيب على التقني الفرنسي اللعب بثلاثة مدافعين محوريين وترك بعض العناصر الشابة، وكذا محمدي على دكة الاحتياط، فتأثرت المجموعة الوهرانية وتاهت تاركة زمام الأمور بيد أكاديمية بارادو، تتحكّم كما يحلو لها وتشتهي، ولم يتفطن مدرب المولودية ولاعبوه حتى بعد تلقي فريقه لهدفين مصنوعين بإتقان من المهاجم العاصمي الواعد نعيجي، زيادة على ذلك فإن تبريرات كافالي لم تكن منطقية، ولم تعد تقنع أحدا حسب منتقديه خاصة بعد وعوده الكثيرة المقدمة بتحقيق أفضل النتائج مع الفريق الحمراوي. كل هذا جعل التقني الفرنسي مغضوبا عليه وفي عين الإعصار، وقد يحزم حقائبه في أي لحظة حسب إشاعات قوية انتشرت عقب لقاء الجمعة الماضية، غير أن رئيس فريقهم "بابا" عاكس رغبتهم وجدد ثقته في مدربه، الذي رحل إلى بلده لالتزامات شخصية وكذلك حتى يزيح شيئا من الضغط الممارس عليه، رغم أنه لم تمر سوى أيام قليلة عن عودته إلى دكة الاحتياط الحمراوية. إعانة لامتصاص غضب اللاعبين موازاة مع ذلك يسعى الرئيس "بابا" إلى امتصاص غضب لاعبيه بشأن مستحقاتهم التي رفض تسليمها لهم بعد الهزيمة أمام بارادو، غير أنه بدّل رأيه وقرر تسديدها لهم بعدما قبض صكا ماليا من شركة "هيبروك" بقيمة ثلاثة ملايير سنتيم، كبادرة حسن نيّة على استثمار المؤسسة النفطية في الشركة الرياضية مولودية وهران في المستقبل القريب.