يقوم الكثير من ملاك الشقق بحي سيد الهواري العتيق بكراء مساكنهم، رغم أنّها مهترئة وتشكّل خطرا على حياة القاطنين بها، فيما يفضّل الكثير من الوهرانيين وغيرهم من القادمين من مختلف مناطق الوطن، كراء منازل في هذا الحي بسبب الثمن الزهيد الذي يطالب به أصحاب السكنات. في ظل عدم شروع السلطات العمومية المحلية لاسيما المنتخبون، في تهديم مختلف السكنات الهشة التي تمّ ترحيل سكانها منها، يفضّل الكثير من المواطنين المستفيدين من السكن الاجتماعي اللجوء إلى كراء هذه المساكن القديمة بحي سيدي الهواري. ورغم إخلاء الكثير من العمارات التي كانت مهددة بالانهيار وإعادة إسكان أصحابها بعد ترحيلهم، إلاّ أنّ ملاكها الذين رفضوا وما زالوا يرفضون تهديمها لأسباب تبقى مجهولة وأمام وقوف السلطات العمومية مكتوفة الأيدي، فإنّ الملاك يعملون كلّ ما في وسعهم لإعادة كرائها وبالتالي إسكان أناس جدد بدل المرحلين. وأمام هذه الوضعية تجد مصالح الولاية نفسها أمام مشكل غير مفهوم، يتعلّق بضرورة العمل على توفير سكن لائق لمختلف المواطنين الجدد، رغم التعليمات المتواصلة للوالي من أجل إيجاد الحلول المناسبة لهذا المشكل العويص المطروح على مكتبه. في ما يعمل هؤلاء الملاك على استغلال الفراغات القانونية، مطالبين السلطات العمومية لاسيما مصالح مديرية ديوان الترقية والتسيير العقاري بضرورة برمجة هذه العمارات لترميمها كونها تمثّل معلما تاريخيا من معالم مدينة وهران. بالمقابل، أكّد المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري أنّ السلطات العمومية لا تملك ما يكفي من الأموال لترميم وتهيئة هذه العمارات، وهو الملف الذي أصبح ملاك هذه العمارات ورقة يضغطون به على السلطات العمومية التي وجدت نفسها بين المطرقة والسندان في كيفية التعامل مع هذا الإشكال المطروح منذ أزيد من ثلاثة عقود من الزمن على مستوى أحياء سيدي الهواري والنصر والمقري والمدينة الجديدة وغيرها من الأحياء الشعبية الأخرى بمدينة وهران.