* email * facebook * twitter * google+ أكد رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح أول أمس، استعداد الجزائر التام للإسهام في دعم وتعزيز الشراكة العربية الأوروبية في مختلف المجالات، وفقا لرؤيتها القائمة على استغلال كل الفرص المتاحة لدى الجانبين وكل إمكانيات التعاون القائمة، بما يؤدي إلى توسيع مجالات هذا التعاون وترقيته بشكل مستمر ومطرد. وأضاف بن صالح في كلمة له خلال اليوم الثاني والأخير من أشغال القمة العربية الأوروبية الأولى التي يشارك فيها بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بمدينة شرم الشيخ المصرية، أن «عناية واهتمام الجزائر تركزت بهذا الإطار الأمثل للتعاون العربي الأوروبي منذ انطلاقه. وسعت سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف للدفع به إلى مستويات أعلى وأسمى، لاسيما في ظل التقارب المشجع في المواقف إزاء بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك». كما دعا رئيس مجلس الأمة إلى «مقاربة شاملة في التعاون العربي الأوروبي تأخذ بعين الاعتبار احترام الصلاحيات الوطنية والسيادية»، في إطار احترام المبادئ المنظمة للعلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، فضلا عن إضفاء المزيد من الأهمية والفاعلية على الهياكل المؤسساتية للتعاون العربي الأوروبي، على غرار مجموعات عمل الحوار الاستراتيجي، لاسيما في مجالات إدارة الأزمات والتصدي لها ومكافحة الإرهاب ومنع انتشار الأسلحة. وحرص السيد بن صالح على ضرورة توحيد الجهود والرؤى في مواجهة الإرهاب العابر للحدود والتطرف العنيف والتعاطي مع أزمة الهجرة على مختلف مستوياتها. وبعد إشادته ب»الحركية المعتبرة التي شهدها مسار التعاون بين الدول العربية والأوروبية خلال فترة وجيزة، والتي توجت اليوم بانعقاد أول قمة عربية أوروبية، شدد السيد بن صالح على أن «المصالح الإستراتيجية التي تربط بين العالم العربي وأوروبا تفرض علينا إيلاء كل الاهتمام والعناية للارتقاء بهذا التعاون إلى مراتب أسمى وإعطائه الأولوية اللازمة به لمواجهة التحديات المشتركة الماثلة، لاسيما في الظروف والتطورات الحاصلة، في خضم مرحلة دقيقة من واقع دولنا وشعوبنا التي استفحلت فيه الأزمات وتزايدت فيه بشكل مخيف بؤر التوتر وعوامل عدم الاستقرار». الأحداث أثبتت نجاعة المقاربة الجزائرية في حل الأزمات وفي حديثه عن هذه الأزمات، ذكر رئيس الغرفة العليا للبرلمان، بأن الجزائر «ما فتئت تدعو إلى مواصلة المساعي الدولية للتوصل إلى حل دائم وعادل وشامل للقضية الفلسطينية، من خلال ضمان احترام تنفيذ قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية، التي أكدت على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة في حدود 1967، عاصمتها القدس الشريف». كما جدد دعوة الجزائر «لانتهاج وتبني مقاربتها، التي أثبتت الأيام والأحداث نجاعتها في حل الأزمات التي تعصف بالمنطقة العربية، على غرار الأزمات السورية واليمنية والليبية». وذلك من خلال «رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتفضيل الحلول السلمية السياسية من خلال الحوار الشامل والمصالحة الوطنية». وفي هذا السياق، أوضح السيد بن صالح أن الجزائر «لطالما حذرت من الآثار المترتبة عن الأزمة في ليبيا على الأمن والاستقرار في كامل المنطقة». وأشار إلى دعوتها الأطراف الليبية باستمرار فى «وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وتقديم التنازلات الضرورية للتوصل إلى حل سياسي توافقي في إطار مساعي الأممالمتحدة بما يحفظ سلامة ليبيا ووحدتها وسيادتها واستقرارها». ولدى تطرقه إلى الأزمة السورية، ذكر السيد بن صالح بموقف الجزائر التي «ما انفكت تعبر عن دعمها لجهود المبعوث الأممي وللمساعي الدولية الرامية إلى احترام اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا الشقيقة ودعوة كافة الأطراف إلى الانخراط في الحركية الإيجابية لإيجاد تسوية سياسية للأزمة». كما أكد إيمان الجزائر «الراسخ بإمكانيات وقدرات الشعب السوري الشقيق في إعلاء المصلحة العليا وتحقيق مصالحة وطنية شاملة من شأنها إخراج سوريا من هذه المحنة». وفي الشأن اليمني، أعرب رئيس مجلس الأمة عن «تدعيم الجزائر للحوار بين الفرقاء اليمنيين برعاية الأممالمتحدة بما يكفل الحفاظ على وحدة الشعب اليمني وسيادته وسلامة أراضيه». ومن جهة أخرى، تطرق السيد بن صالح إلى ظاهرة الإرهاب والتطرف العنيف التي «تفاقمت وتعاظمت ارتباطاتها بالجريمة المنظمة العابرة للحدود وتزايدت بالنتيجة التهديدات الناجمة عن عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب بسبب حالة اللاستقرار الناجمة عن الاضطرابات والأزمات التي تعرفها المنطقة»، داعيا إلى «تكثيف الجهود المشتركة ثنائيا وكذا على المستوى المتعدد الأطراف لمواجهتها وفق مقاربة شاملة ومنسجمة مع الشرعية الدولية». وفي ختام كلمته، أعرب ممثل رئيس الجمهورية عن أمل الجزائر في أن تخرج هذه القمة ب»رؤية إستراتيجية متكاملة تشمل مختلف ميادين التعاون السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي تكون في مستوى عمق الروابط التاريخية وثقل التراث الإنساني والحضاري المشترك بيننا». وذلك بهدف «مواجهة كل هذه التحديات ورفع رهان البناء والتنمية وضمان أمن واستقرار السوق النفطي والتعاون لمواكبة التطورات التكنولوجية والعلمية، والحرص على حقوق وأمن الجاليات العربية المهاجرة المقيمة بديار المهجر بأوروبا». وعلى هامش أشغال القمة، تحادث رئيس مجلس الأمة، مع مسؤولي عدة دول وهيئات عربية وأوروبية، على غرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التونسي باجي قايد السبسي، الذي تطرق معه إلى «العلاقات الثنائية الممتازة بين البلدين وسبل الرقي بها إلى مستويات أفضل خدمة لمصالح البلدين والشعبين الشقيقين». وتحادث رئيس المجلس الأمة أيضا مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، حيث شكل هذا اللقاء فرصة لتبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وكذا التطرق إلى العلاقات الثنائية بين البلدين. وبهذه المناسبة، تحادث رئيس الغرفة العليا للبرلمان مع الوزير الإسباني للشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون جوزيب بوريل. وتم خلال هذا اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، لاسيما في المجال الاقتصادي. وأجرى السيد بن صالح كذلك لقاء مع المفوض الأوروبي لسياسة الجوار الأوروبية ومفاوضات التوسع يوهانس هان، حيث تطرق الطرفان إلى أهم المحاور التي ناقشها القادة المجتمعون في هذه القمة، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.