* email * facebook * twitter * google+ كشف البروفسور محمد أوكال، رئيس مصلحة الأنكولوجيا بمستشفى بني مسوس في العاصمة، عن أن سرطان قولون المستقيم في تزايد مقلق، حيث أضحى في السنوات الأخيرة ضمن السرطانات الثلاثة الأولى، بتسجيل أزيد من 10 آلاف إصابة جديدة سنويا، وقال خلال يوم دراسي تماشيا وانطلاق "الشهر الأزرق" للتحسيس بداء السرطان، أول أمس بمدينة بومرداس، إن التشخيص المبكر يبقى أحسن وسيلة لتطويق الإصابة بمختلف أنواع السرطان. نظمت جمعية "الرحمة" لمساعدة مرضى السرطان، بالتنسيق مع مديرية الصحة والسكان لولاية بومرداس، أول أمس، يوما دراسيا تحسيسيا حول سرطان قولون المستقيم الذي يعد ثالث أنواع السرطانات في الوطن، في سياق إحياء مارس "الشهر الأزرق" للتحسيس بالسرطان، تم خلاله الإشارة إلى تنظيم حملة تشخيص مبكر لسرطان قولون المستقيم على مستوى بومرداس، كولاية نموذجية تنطلق قريبا. خلال نفس اللقاء الذي انتظم بالمعهد الإسلامي الثقافي، قال البروفسور محمد أوكال، إن سرطان قولون المستقيم يحتل في الجزائر المرتبة الثانية من بين أنواع السرطانات لدى المرأة بعد سرطان الثدي، والمرتبة الثالثة لدى الرجال بعد سرطاني الرئة والبروستات، ويشير إلى أن وضع شبكة وطنية خاصة بسجلات السرطان عبر الوطن منذ 2015، سمحت بإعطاء حالة عامة للإصابة بهذا الداء في الجزائر، مضيفا أن 12٪ من مجموع الأمراض في الوطن سببها الإصابة بالسرطان، مما يعني تسجيل أزيد من 41 ألف إصابة جديدة سنويا بكل أنواع الداء، مقسمة بين ما يزيد عن 25 ألف حالة جديدة لدى النساء، وأزيد من 16 ألف حالة جديدة لدى الرجال، تعود أسبابها عموما إلى عامل السن، أي التقدم في السن لدى الجنسين بما يقارب 95٪ من حالات الإصابة، وهو ما جعل الأخصائي يؤكد أهمية الكشف المبكر للداء ما بعد سن ال50، حيث بينت معظم الدراسات المتخصصة أن نسبة الشفاء من السرطان المكتشف مبكرا تتجاوز 95٪، بينما لا تتعدى 5٪ لدى الاكتشاف المتأخر، وهو ما جعله يؤكد أهمية التشخيص المبكر الذي اختصره في قسمين، يعنى الأول بالتشخيص الشامل أي لدى جمهور عشوائي، "وهو تشخيص مهم جدا خاصة لدى الفئة العمرية 50-74 سنة، المحتمل وجود حالات إصابة"، يقول البروفسور أوكال، موضحا أن درجة الإصابة بسرطان قولون المستقيم لدى نفس الفئة قد تكون متوسطة يمكن بموجبها العلاج بجراحة خفيفة لا تثقل ميزانية الدولة، بالتالي يكون معدل الشفاء أفضل، على عكس الحالة الثانية عندما يكون التشخيص لدى جمهور مستهدف ممن قد يكون عامل الوراثة لديهم مرتفع، بالنظر إلى تسجيل أورام حميدة لدى بعض أفراد عائلاتهم، بالتالي فإن التشخيص هنا يكون عن طريق المنظار، مما يعني أن نسبة الإصابة بسرطان قولون المستقيم قد ترتفع. في هذا السياق، قال المدير الولائي للصحة، فاتح حداد، إن ولاية بومرداس ستكون ولاية نموذجية من خلال تنظيم حملة تشخيص مبكر لسرطان قولون المستقيم، تنطلق قريبا على مستوى مركز متخصص ببلدية قورصو، بتوفير الفريق الطبي والتقني الذي يؤطر الحملة المنتظر منها الوقوف على حالات إصابة بهذا الداء لدى مختلف الفئات العمرية، لاسيما ممن تجاوزوا الخمسين سنة، بالتالي التدخل الطبي في مراحل الإصابة الأولى، وهو ما يؤكد مرة أخرى أن التشخيص المبكر يبقى أحسن وسيلة لتفادي الإصابة بالسرطان، علما أن الأرقام على المستوى العالمي تتحدث عن إصابة 25 مليون شخص بالسرطان، حسب المنظمة العالمية للصحة، منهم 11 مليون حالة إصابة جديدة سنويا يمثل سرطان قولون المستقيم، منها نسبة 10٪، مقابل تسجيل 7 ملايين وفاة بالسرطان، منها 1.2 مليون وفاة بسرطان قولون المستقيم. كما تشير الأرقام المقدمة من طرف نفس المنظمة، إلى أن الإصابة بداء السرطان تظهر تحديدا بكل من قارتي أوروبا وآسيا، بينما تظهر بصفة أقل في قارة إفريقيا، حيث تبقى الإصابة ضعيفة بعض الشيء، إلا أن الأمر في تطور مستمر بالنظر إلى تطور عوامل الإصابة بالقارة السمراء، خاصة ما تعلق منها بالعوامل البيئية والغذائية والتقدم في السن.