أدان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، اعتدائي الثلاثاء المنصرم بالجزائر واصفا إياهما ب"المجزرة البشعة"·وقال الشيخ القرضاوي في رسالته لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، "إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يستنكر ويدين بكل قوة المجزرة البشعة التي وقعت في الجزائر في غرة شهر ذي الحجة"· مضيفا أن "مقترفي هذه المجزرة لم يبالوا بانتهاك حرمة الشهر الحرام ولا حرمة الأنفس البريئة التي حرم الله قتلها"· وبعد أن قدم تعازيه للشعب الجزائري وعائلات الضحايا، أكد الشيخ القرضاوي للرئيس بوتفليقة أن "الاتحاد يثق ثقة تامة في أن الشعب الجزائري سوف يكون دائما في صف الحق والعدل وفي مواجهة المخربين، أيا كانت هويتهم ومهما تكن ادعاءاتهم"· وللتذكير كان الشيح القرضاوي قد أدان تفجيرات مماثلة في السابق وتساءل كيف يستبيح هؤلاء قتل المسلمين المسالمين الآمنين بلا موجب ولا جريرة؟ ويسمون عدوانهم هذا للأسف: (غزوة) ! وهل كانت غزوات المسلمين حربا على المصلين إلى القبلة والناطقين بالشهادتين؟؟ وقال الشيخ القرضاوي "أنني أدعو هؤلاء الشباب الذين غلوا في دينهم أن يتوبوا إلى رشدهم، ويراجعوا فقههم، ويتقوا الله في أنفسهم وفي أهليهم ووطنهم، وأن يخرجوا من تحت الأرض، أو ينزلوا من قمم الجبال، ليعايشوا الناس، ويناقشوا العلماء ويناقشوهم، ويتحروا ما يحل لهم وما يحرم عليهم· وأن يتحرروا من فكر الخوارج الذي سيطر عليهم، وجعلهم يستبيحون دماء كل من عداهم من المسلمين"· ويضيف "من أين يستقي هؤلاء أفكارهم السوداء، التي تستحل قتل الناس بالجملة، والرسول الكريم يحرم أن يشير المسلم إلى أخيه بالسلاح، مجرد الإشارة محرم، بل يحرم ترويع الناس وإخافتهم بأدنى شيء، ولو كان على سبيل المزاح، وحين نزع مسلم سهما من كنانة أخيه وهو نائم مداعبا له، ففزع من نومه مرتاعا، فقال:"لا يحل لمسلم أن يروع مسلما، فكيف بمن روع الآلاف والملايين بتفجيراته الإجرامية؟"· يقول هؤلاء: إنهم إسلاميون!! فإلى أي مذهب من مذاهب الإسلام ينتسبون؟ وإلى أي إمام من أئمته ينتمون؟· لا قدوة لهم إلا (الخوارج) الذين استحلوا دماء من عداهم من المسلمين وأموالهم، حتى استحلوا دم ابن الإسلام البكر، فارس الإسلام، وحكيم الأمة علي بن أبي طالب! رضي الله عنه· هؤلاء الخوارج قد صحت الأحاديث في ذمهم من عشرة أوجه كما قال الإمام أحمد، وحكم عليهم النبي (صلى الله عليه وسلم) بأنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، مع كثرة صلاتهم وصيامهم وقراءتهم، ولكنهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، أي لا يؤثر في عقولهم بحيث يحسنون فهمه، ويضعون آياته في مواضعها"·