* email * facebook * twitter * google+ أجمع القادة العرب في افتتاح قمتهم العادية الثلاثين بالعاصمة التونسية على ضرورة تغليب الحوار وتجاوز الخلافات للتوصل إلى حلول توافقية بخصوص مختلف الأزمات التي تعيشها المنطقة العربية. وحظيت القضية الفلسطينية والأوضاع في كل من ليبيا وسوريا واليمن وكذا مسألة محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة وقضايا التنمية في مختلف البلدان العربية باهتمام خاص في مداخلات القادة المشاركين. وكانت للعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز الذي شغلت بلاده رئاسة القمة الماضية في كلمة سبقت تسليمه الرئاسة للرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي مناسبة للتطرق إلى مختلف هذه القضايا، مركزا على "رفض بلاده القاطع" لقرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السوري، مؤكدا دعم الرياض لكل مسعى يهدف إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة التي تعيشها سوريا وفقا للشرعية الدولية. كما أكد على حرص بلاده على عمل عربي مشترك بخصوص القضية الفلسطينية" بقناعة أنها قضية تبقى على رأس اهتماماتها إلى غاية حصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة ومنها إقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية". وقدم الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي في كلمته التي أعقبت استلامه رئاسة القمة من العاهل السعودي عرضا موسعا للوضع الدقيق الذي تمر به المنطقة العربية. وأكد الرئيس التونسي أن الوطن العربي "لا تعوزه آليات العمل المشترك ولا الموارد البشرية والمادية ولا عناصر الوحدة والتكامل ومع ذلك مازالت المنطقة العربية رهينة أوضاع لم تجد طريقا لتسويتها". أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فقد أكد على أن "استمرار الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني سيبقى وصمة عار حقيقية على جبين المجتمع الدولي طالما استمر ضرب عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية وبقيت محاولات الالتفاف حول مرجعيات السلام ومحدداتها". وأضاف أن "مواجهة خطر الإرهاب الذي يهدد وجود الدولة الوطنية في المنطقة العربية يستدعي تحركا سريعا ودون تأخير لتطبيق جميع عناصر المقاربة الشاملة لمكافحة الإرهاب التي تضمنتها قرارات القمم العربية السابقة. كما شهدت جلسة الافتتاح تدخل العديد من القادة والرؤساء الذين ركزوا على ضرورة إيجاد حلول سياسية للقضايا العربية بغية "المضي قدما في تحقيق انشغالات أخرى تهم المواطن العربي. وانطلقت أشغال القمة العربية الثلاثين بجدول أعمال مثقل بمختلف قضايا الراهن العربي، طغت عليها الأزمات السياسية والأمنية التي تعصف بكثير من الدول العربية، من بينها اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ب«سيادة" إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة، بالإضافة إلى العدوان الذي يتعرض له قطاع غزة منذ عدة أيام وسط صمت دولي وعربي غير مبرر. وينتظر أن يقوم القادة العرب بتفعيل مبادرة السلام العربية لإنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، إلى جانب التطرق إلى الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدسالمحتلة والاستيطان الإسرائيلي ومصير الأسرى واللاجئين الفلسطينيين. ومن بين المواضيع المدرجة أيضا في جدول أعمال القمة، مكافحة الإرهاب وقضايا الأمن العربي وتطوير آليات عمل الجامعة العربية الذي أصبح أمرا حتميا بالنظر إلى المستجدات المتسارعة منذ سنوات على البيئتين الإقليمية والدولية. وبحث قادة الدول العربية المشاركين في موعد تونس التضامن مع لبنان والتدخلات الأجنبية في الشؤون العربية"، ومواضيع مكافحة الإرهاب والأمن العربي، كما ناقش الرؤساء والملوك العرب وممثليهم موضوع "الإستراتيجية العربية لحقوق الإنسان"، إلى جانب مشاريع القرارات المرفوعة من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي توج أشغاله أيضا بقرارات من بينها "اعتماد خطة العمل العربية لمعالجة الأسباب الاجتماعية المؤدية إلى ظاهرة الإرهاب".