اختتمت، أمس، أعمال القمة العربية العادية ال29 "قمة القدس" والتي عقدت برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بمدينة الظهران السعودية، وبهذا الخصوص أجمع محللون في تصريح "الحوار" أن القمة العربية كانت عبارة عن اجتماع شكلي، كثرت فيها خطابات وغلب عليها أسلوب التنديد والمطالبة دون الأخذ بالإجراءات اللازمة. وبهذا الخصوص، قال المحلل السياسي نزار الجيليدي، على هامش اختتام فعاليات القمة العربية أمس، ان الدورة كانت عبارة عن مهرجان خطابي جديد، لكنها مع الاسف نسخة رديئة لم تخرج من مضامنيها بشيء جديد سوى بشعارات رنانة وظلت الخلافات قائمة كما هي، مبرزا بأن الخطابات التي طرأت على الدورة لم تفرز أي مشاريع اقتصادية للشعوب العربية أو مواقف رسمية تجاه قضاياها المشتركة، مشيرا إلى ان غياب قطر عن الدورة كشف بأن الأمة العربية في حالة تمزق كبير، رغم أن هذه الجزيرة مسجونة من طرف جيرانها، إلا أنه للأسف لم يتم التطرق للحديث عن إيجاد حلول لهذه الأزمة. و أضاف نفس المتحدث أن بعض الدول العربية منها الخليجية نددت بالتوغل الإيراني والتمدد الشيعي ووصفته بالخطير على أمن واستقرار الدول العربية، وهذا بسبب التنافس الذي خلقته إيران في المنطقة العربية، حيث أصبح في مفهوم تلك الدول خطرا مباشرا يهدد أمنها واستقرارها تلك المنطقة. وبخصوص القمة القادمة المزمع اجراها في تونس، أكد محدثنا أن الرئيس التونسي الباجي القايد السبسي ليس له موقف أصلا من القضايا العربية، وهو لا يؤمن بها، وهذا راجع للتوجهات التي ورثها على الرئيس السابق بورقيبة، إلا أن الباجي يركز حاليا على المغرب العربي، باعتبار الجزائر السند الحقيقي لتونس في الكثير من القضايا المشتركة خاصة فيما يخص الأزمة الليبية.
القمة غلب عليها أسلوب التنديد والمطالبة دون الأخذ بإجراءات التنفيذ من جهته، أكد دكتور العلوم السياسية، حمدي محمد نذير، في تصريح ل "الحور" على هامش اختتام أشغال الجامعة العربية أمس، أن الدورة لم تخرج عن سياقها السابق، مشيرا إلى أن الاجتماع تمخض عن مجموعة من النتائج لم تخرج في معظمها عن أسلوب التنديد والمطالبة، والذي يطبع أسلوب القرارات العربية دون الأخذ بإجراءات عملية لتنفيذها وأوضح حمدي أن قمة الظهران السعودية تميزت عن القمم السابقة بتطرقها إلى ثلاثة محاور أساسية منها الصراع السوري وتجاوزات الإيرانية في المنطقة وما عقبها من آثار سلبية بالإضافة إلى قضية القدس، والتي تطرق فيها روؤساء العرب إلى إعادة إدراج هذه القضية إلى الواجهة لتكون قضية العرب الأولى، حيث أصر المسؤولون على "بطلان وعدم شرعية القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل"، مؤكدين على رفضهم "القاطع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل". أما بخصوص الصراع السوري، فقد أشار حمدي إلى ما أكده البيان من تعبير العرب بضرورة تكاتف كل الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، مصرين على إدانة استخدام السلاح الكيميائي ضد الشعب السوري، بالإضافة إلى مطالبة بتحقيق دولي مستقل "يتضمن تطبيق القانون الدولي على كل من يثبت استخدامه السلاح الكيميائي". هذا وأضاف حمدي إلى أن القمة تطرقت أيضا إلى إشكالية النزاع القائم بين الإماراتوإيران حول الجزر الإماراتية حيث طالب بعض الدول بتسليم هذه الجزر والحد من التدخل الإيراني في المنطقة العربية. هذا وعبر حمدي عن أسفه لعدم تطرق العرب من خلال الدورة ال 29 للأزمة الخليجية، معتبرا اياه تقصيرا كبيرا في ترتيب البيت العربي الداخلي، متسائلا في الوقت ذاته أن الدول الخليجية لم تجد حلولا لأزماتها الداخلية الناشئة، فكيف لها أن تنتج حلولاً لقضية ثقيلة كقضية فلسطين التي يتجاوز عمرها السبعين سنة، أو أزمة دولية كالقضية السورية أو الليبية أو الصومالية. وختم محدثنا أن المواقف العربية ستستمر، ويستمر معها التشرذم العربي والاجتماعات الشكلية دون أي جديد يذكر. الطاهر سهايلية