دخل العدوان الصهيوني على سكان غزة العزل أسبوعه الثالث ولا يزال أبناء غزة تحت رحمة قصف العدو الذي يحصد المزيد من الأبرياء، أطفالا ونساء وشيوخا. الأمر الذي يثير الصدمة والدهشة حتى لدى عديمي الإحساس والرحمة في هذا العالم الذي بات اعتماده لسياسة الكيل بمكيالين أمرا لا غبار عليه، وهو البرودة المفضوحة في رد فعل المجموعة الدولية وعدم تحرك المنظمات الدولية بما فيها المنظمات غير الحكومية التي لطالما تغنت بحرصها الشديد على حماية حقوق الإنسان والطفل والمدنيين و حتى الحيوانات، فأين هي هذه المنظمات؟ ألا ترى ما يحدث لرضع غزة ونسائها ومنشآتها الاقتصادية والثقافية والصحية وحتى الإنسانية؟ ما الذي جعلها تتحرك في أبسط الحالات المسجلة هنا وهناك وتصمت عندما يسقط 700 قتيل من المدنيين في أكبر مجزرة تقترف وعلى المباشر في حق الإنسانية؟ إن الحقيقة التي لا يمكن أن ينكرها أحد والتي خلص إليها الخبراء والمحللون وازدادت وضوحا بعد هذا العدوان الخطير على الشعب الفلسطيني، هو وجود مؤامرة كبيرة ضد القضية الأساسية للعرب والمسلمين الهدف منها تصفية القضية الفلسطينية، بتواطؤ من يسيطرون على المنظمات الدولية وعلى رأسها الأممالمتحدة. إلا أن نفس الخبراء والمتتبعين للمراحل التي مرت بها القضية ولحال العرب ولا ينكرون وجود أوراق عدة في يد هؤلاء تجعلهم قادرين على الدفاع عن قضيتهم دون اللهث كل مرة وراء مجلس الأمن لانتزاع قرار يحفظ ماء الوجه، فمتى تحرك هذه الأوراق وإلى متى سيبقى هذا الصمت والتخاذل العربيان.