* email * facebook * twitter * linkedin نظم أصحاب الجبة السوداء، أمس، أمام مجلس قضاء العاصمة برويسو، احتجاجا وطنيا. المحامون القادمون من مختلف ربوع الوطن، أعلنوا عن "رفض الانتخابات الرئاسية القادمة المزمع تنظيمها يوم 4 جويلية"، وأكدوا على ضرورة "متابعة قضايا الفساد"، وتأطير الحراك الشعبي وحمايته من كل أنواع التجاوزات والتعنيف التي تعرض لها المواطنون الجمعة الماضية. واكتست الوقفة التي نظمتها "هيئة الدفاع" أمس، الطابع الوطني بالنظر إلى مشاركة العديد من المحامين البارزين في الوقفة الاحتجاجية. كما كان للحقوقيين الذين يمتهنون مهنة المحاماة حضور مميز، ومنهم وجوه بارزة في الحراك، كالمحامي مصطفى بوشاشي وعبد الغني بادي ونور الدين بن يسعد. ودوت نداءات رحيل رموز النظام التي تسببت في الفساد في ميدان الاحتجاج. كما رافع المحامون لتطبيق حلول سياسية لا دستورية؛ إرضاءً لسلطة الشعب السيد، معبّرين عن رفضهم ما وصفوه بالحلول البعيدة عن إرادة الشعب وخياره ومطالبه التي دعت إلى "تغيير فعلي وليس صوريا"، من أجل إرساء "دولة الحق والقانون". وتزامنت الوقفة الاحتجاجية التي نُظمت بالعاصمة وإضراب هيئة الدفاع عبر جميع ولايات الوطن ومجالسها القضائية، من أجل التعبير عن رفضهم القيود التي قالوا إنها "كبلت السلطة القضائية لسنوات طويلة، وجعلتها حبيسة السلطة التنفيذية وقيد إشارتها بعيدا عن الدفاع عن نصرة كلمة الحق ورفع الظلم وإرساء العدالة بالمجتمع". وتناول المحامي والحقوقي مصطفى بوشاشي الكلمة نيابة عن زملائه، حيث دعا المحامين إلى التركيز في المرحلة الحالية على بعض النقاط التي اعتبرها أولوية الأولويات، وهي "استرجاع أموال الشعب التي نُهبت من قبل المفسدين"، وجعل هذه القضايا في صميم اهتماماتهم اليومية. وذهب بوشاشي إلى حد المطالبة بممارسة الضغط لتحقيق هذا المطلب قائلا: "يجب أن نضغط على الهيئات القضائية إلى أن تفتح تحقيقا، وخصوصا النيابة العامة ووكلاء الجمهورية حتى يتحركوا في مجال مكافحة الفساد". وناشد المتحدث المحامين للشروع في "تقديم شكاوى في القضايا المتعلقة بمكافحة الفساد؛ ليس في العاصمة فقط وإنما في جميع ربوع الوطن ومرافقة المبلغين". وعبّر المحامون عن مساندتهم القضاة في هذا المسعى إلى غاية تحقيق الأهداف المرجوة من قبل الشعب. النقطة الثانية التي ركزت عليها هيئة الدفاع في وقفتها الاحتجاجية الوطنية، تتعلق ب "منع تكرار التجاوزات التي تعرّض لها شباب الحراك الأسبوع الماضي". واعتبر المحامون في نهاية الوقفة، أن الحراك الشعبي هو من حرر المحامين والقضاة وردّ لهم الاعتبار والقيمة المعنوية، وهو ما جعلهم يلتزمون ب "دعم الشعب وحراكه بدون شروط، والدفاع عنه إلى غاية تحقيق جميع مطالبه". تجدر الإشارة إلى أن أصحاب الجبة السوداء سبق أن قاموا بعدة وقفات بداية من أيام استقبال المجلس الدستوري ملف المترشح عبد العزيز بوتفليقة، تلتها وقفات أخرى بساحة البريد المركزي ومحكمة عبان رمضان، كانت جميعها تدعو إلى التغيير.