نفت مصالح الأمن الوطني ضلوعها في الإصابات البليغة التي تعرض لها بعض المواطنين و الصحفيين أول أمس الجمعة خلال تغطيتهم للمسيرة الشعبية العارمة التي نظمها الشعب الجزائري لنصرة غزة، وأوضح مصدر من أمن ولاية الجزائر أن الإصابات المسجلة تسبب فيها بعض المتظاهرين الذين حولوا المسيرة إلى مظاهرات تخللتها أعمال عنف ببعض النقاط من العاصمة إثر إقبال بعض الشباب على إثارة أعمال شغب عن طريق الرشق بالحجارة. وحسب المسؤول المكلف بالاتصال والعلاقات العامة بأمن ولاية الجزائر محافظ الشرطة خاوة سمير فإن مصالح الأمن قامت بردع بعض المشاغبين الذين تسللوا وسط المسيرات وقاموا بأعمال الشغب، خاصة من خلال الرشق بالحجارة، والتلفظ بهتافات لا تمت بصلة إلى المسيرة المساندة للشعب الفلسطيني، مضيفا أن كل الإصابات المسجلة سواء في صفوف الأمن أو المواطنين الذين كان من بينهم بعض الصحفيين تسبب فيها المتظاهرون الذين لا ينتمون إلى أي تيارات سياسية أو أي من الجمعيات التي دعت إلى المشاركة في مسيرة الجمعة بالعاصمة، غير أن معظمهم - حسب مصادر مقربة- هم من المسبوقين قضائيا في جرائم وجنح مختلفة حسبما انتهت إليه التحقيقات التي خصت عدداً من الموقوفين والمقدر عددهم بنحو 200 شخص. ويضيف مصدرنا أنه عكس ما أشارت إليه بعض العناوين فإن أعوان الأمن قاموا بإسعاف المواطنين ومن بينهم صحفيات كن محاصرات بين المشاغبين قبل أن يتعرضن للإصابة والإغماء، علما أن أكبر أعمال الشغب بالعاصمة شهدها حي بن عمر ببلدية القبة، حيث أقدم بعض الشباب على اقتحام مقر محافظة الشرطة القريب من ملعب بن حداد وخربوا بعض ممتلكاته كما قاموا بتكسير زجاج سيارات الشرطة التي كانت متوقفة داخل حظيرة المحافظة، علما أن الشباب الذي تسبب في هذه الأحداث بمقر محافظة الشرطة بالقبة سيتم تحويلهم إلى العدالة ومتابعتهم قضائيا بتهمة الاعتداء على أعوان الأمن أثناء أداء واجبهم المهني وكذا بتهمة الاعتداء على مقرات رسمية وتخريب ممتلكات عمومية . ونفس الموقف شهدته ساحة أول ماي وديدوش مراد بوسط العاصمة حيث سجلت تصرفات لتحويل المسيرات إلى أعمال شغب تصدى لها أعوان الشرطة وعناصر مكافحة الشغب عندما تهجم شباب بالحجارة على مصالح الأمن العديد من المواطنين والممتلكات متسببين في عدة إصابات وجروح في صفوف الشرطة جراء رشقهم بالحجارة من طرف بعض المتظاهرين، والمقدرة بازيد من 20 إصابة وكذا المواطنين الذين أصيب منهم 30مواطنا بالإضافة إلى خسائر في الممتلكات. وتشير بعض المصادر إلى تورط أنصار بعض الفرق الكروية بالعاصمة في أحداث الشغب التي تخللتها المسيرات التضامنية مع غزة، حيث تم توقيف بعض الأشخاص تعودوا على إثارة الشغب ونقلها من مدرجات الملاعب إلى المسيرات التضامنية، كما حدث بمسيرة العاصمة التي شهدت انزلاقا كاد أن يحول المسيرة عن هدفها الذي لا يخرج عن إطار مساندة الشعب الفلسطيني والتنديد بالعدوان على غزة، علما أن جميع المسيرات المسجلة بباقي ولايات الوطن مرت بهدوء وسلام دون تسجيل أي حادث يذكر. وفي بيان لها كشفت وزارة الداخلية والجماعات المحلية عن إصابة 23 شرطيا و40 مواطنا بجروح في العاصمة من بينهم صحفيان بجروح جراء أعمال أثارها "مشاغبون" تسللوا داخل التجمعات خلال المسيرات موضحة أن "بعض المشاغبين قد تسللوا في صفوف هذه المسيرات حيث قاموا بأعمال عنف خاصة من خلال الرشق بالحجارة مما أدى إلى جرح 23 شرطيا و40 مواطنا من بينهم صحفيان". وأضاف المصدر أنه "سجلت أعمال سرقة المحلات وتخريب السيارات وواجهات المحلات والتجهيزات الحضرية مما أثار حالة من الهلع لدى المواطنين واستدعى تدخل قوات الأمن التي قامت بتوقيف مرتكبي تلك الأعمال". وذكرت الوزارة في بيانها أن "تنظيم المسيرات في العاصمة يبقى محظوراً، مضيفا أن "المسيرات في العديد من ولايات الوطن تمت في هدوء تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة".