ذكرت وزارة الداخلية والجماعات المحلية في بيان لها على أن ''تنظيم المسيرات في العاصمة يبقى محظورا''، مضيفا أنه ''تم اليوم الجمعة تسجيل مسيرات تمت في هدوء في العديد من ولايات الوطن تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة''. وأعلنت وزارة الداخلية في بيانها الذي اطلعت ''الحوار'' عليه، أمس، عن إصابة 23 شرطيا و40 مواطنا من بينهم صحفيان بجروح جراء أعمال أثارها ''مشاغبون'' تسللوا داخل التجمعات خلال المسيرات التي نظمت اليوم الجمعة بالعاصمة تضامنا مع الشعب الفلسطيني بغزة. الداخلية تتمسك بقرار حظر تنظيم المسيرات في العاصمة جل الجرحى غادروا مستشفى مصطفى باشا ما عدا شخصين وأوضحت الوزارة في بيانها أن ''بعض المشاغبين قد تسللوا في صفوف هذه المسيرات، حيث قاموا بأعمال عنف خاصة من خلال الرشق بالحجارة مما أدى إلى جرح 23 شرطيا و 40 مواطنا من بينهم صحفيان''. وأضاف ذات المصدر أنه ''سجلت أعمال سرقة لبعض المحلات وتخريب السيارات وواجهات المحلات والتجهيزات الحضرية مما أثار حالة من الهلع لدى المواطنين واستدعى تدخل قوات الأمن التي قامت بتوقيف مرتكبي تلك الأعمال''. في سياق متصل أفادت مصادر من داخل مستشفى مصطفى باشا الجامعي أن أغلبية الجرحى المصابين على مستوى المظاهرات المنظمة على مستوى عدد من شوارع العاصمة يوم الجمعة الفارط، تضامنا مع سكان غزة ومئات الضحايا العزل الذين أسقطتهم الآلة الحربية الصهيونية في عدوانها على المدنيين قد غادروا المستشفى ما عدا شخصين أحدهما صحفي والآخر شرطي بعدما أجريت لهما عمليتين جراحيتين ناجحتين على مستوى الرأس، وهما يتعافيان حاليا على مستوى جناح العناية المركزة داخل المستشفى. وقالت المكلفة بالإعلام بالمستشفى السيدة نسيبة جودي في لقاء مع ''الحوار'' بمكتبها، أمس، إن مصلحة الاستعجالات الطبية للمستشفى قد استقبلت عددا معتبرا من الجرحى- لم تذكر عددهم- مباشرة عقب المسيرات المنظمة على مستوى عدد من شوارع العاصمة مساء يوم الجمعة، إلا أن أغلبيتهم - تضيف ذات المصادر- كانوا قد تعرضوا لإصابات خفيفة، تلقوا على إثرها الإسعافات الأولية، وغادروا المستشفى في الحين، ما عدا شخصين أحدهما صحفي والآخر شرطي يتماثلان للشفاء حاليا بعدما أجريت لهما عمليتين جراحيتين ناجحتين. للإشارة فإن مئات الآلاف من المواطنين كانوا قد خرجوا في مظاهرات ومسيرات عبر عديد ولايات الوطن، منها العاصمة الجزائرية تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة. ويسري في الجزائر العاصمة قرار حظر المسيرات بها منذ المسيرة الشهيرة للعروش في 14 جوان 2001 والتي تسببت في خسائر ونهب فادح خاصة في الممتلكات، إلا أن مواطنين من مختلف الفئات الاجتماعية تمكنوا، أول أمس، من كسر هذا الحظر بعدما خرجوا مباشرة بعد صلاة الجمعة في مختلف شوارع العاصمة ينددون بالجرائم الإسرائيلية في غزة، كما نددوا بمواقف بعض الأنظمة العربية مما يحدث، رافعين ومرددين شعارات مختلفة تجسد ذلك. وكانت المظاهرات التي عرفتها بعض شوارع العاصمة قد سجلت بعض الانحراف المحصور، أسفر عن سقوط جرحى من المواطنين وعناصر الأمن، حيث شوهدت مشادات بين بعض المتظاهرين وعناصر الأمن بعدما حاول المتظاهرون تحويل المسيرة وتوجيهها نحو مقر السفارتين المصرية والأمريكية بحيدرة، فيما أصرت مصالح الأمن على غلق المنافذ المؤدية إلى أماكن تواجد هاتين المؤسستين، ليحدث بعد ذلك تراشق بالحجارة، وذلك بعد تسلل عدد من العناصر ''مثيري الشغب'' داخل الجماهير السائرة على غرار ما تعرفه العديد من المقابلات الرياضية، وذلك ما أدى إلى تسجيل عدد من الجرحى. وباستثناء ما سلف ذكره، وما وقع أيضا بالقرب من مجلس الأمة بسبب التدافع الجماهيري الكبير الذي خلف كذلك بعض الجرحى الذين أصيبوا بجروح طفيفة، لم تشاهد مواجهات كبيرة تذكر خاصة بوسط العاصمة، حيث عرفت عديد النقاط الأخرى حرية كاملة للمتظاهرين ولم تشاهد أي أعمال عنف أو شغب سواء على مستوى شارع محمد بلوزداد ببلكور ، أو على طول شارع حسيبة بن بوعلي، ونفس المشهد تكرر على مستوى شارعي فيكتور هيقوا وعميروش، فرغم التواجد المكثف لعناصر الأمن وقوات مكافحة الشغب إلا أنها اكتفت بمراقبة الوضع عن بعد مع غلقها لبعض المنافذ، فيما بقي المتظاهرون ملتزمين حدودهم في تنظيم مسيرة سلمية.