شرعت المديرية العامة للأمن الوطني بتعويض أعوان الأمن العاملين بمصالح الاستقبال والتوجيه وكذا المكلفين بتحويل المكالمات عبر كافة الوحدات ومراكز الأمن الحضري والدوائر والولايات بأعوان متخصصين في مجال الاستقبال تلقوا تربصا تكوينيا خاصا في الاتصال والاستقبال والتوجيه خلافا لما كان معمولا به سابقا، ويحق للمواطن الذي تلقى استقبالا أو معاملة سيئة بمختلف المراكز الأمنية أن يقوم بمتابعات إدارية بعد توقيعه لعريضة أو استمارة خاصة بالاستقبال، وتعد هذه العملية خطوة هامة نحو الاحترافية والتخصص لدى مصالح الأمن الجزائرية التي قطعت أشواطا هامة في عدة مجالات وفي مقدمتها العمل الجواري. ويأتي هذا الإجراء بعد عملية سبر للآراء كانت قد شرعت فيها المديرية العامة للأمن الوطني بداية شهر نوفمبر من سنة 2006، بحيث تم وضع استمارات خاصة بالاستقبال على مستوى كافة المراكز الأمنية بالولايات والدوائر والمناطق الحضرية لفائدة المواطنين الذين يقصدون مراكز الأمن لأي سبب كان سواء لتقديم شكوى أو الاستعلام أو طلب وثيقة أو شيء آخر وتضم الاستمارة الموضوعة على مستوى قاعات الانتظار عشرة أسئلة محددة وتخص إجمالا سبب الحضور، طريقة الاستقبال، مدة الانتظار، تصرف أعوان الأمن تجاههم، نوعية الاستجابة لطلبهم مع إبداء آرائهم حول وضعية المقرات وإعطاء تصور حول الميادين التي يتوجب على الأمن الوطني تحسين نوعية الاستقبال والخدمة فيها. وبعد تحديد الجنس والعمر بالاستمارة يمكن للمواطن أن يدون اسمه ولقبه وعنوانه الشخصي إذا كان يرغب في إجراء متابعات إدارية في حال ما إذا تعرض إلى استقبال سيء من قبل الأعوان المطالبين بخدمة لائقة وحسنة مع مراعاة العامل الزمني وراحة المواطن من حيث الاستجابة السريعة لطلبه. وبعد مرور شهر من الزمن يتم جمع الاستمارات المودعة في صندوق مغلق من طرف لجنة تابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، يتم تحليل الاستمارات والتأشير على النقاط المهمة فيها، كما يتم متابعة المراكز الأمنية المخلة بظروف الاستقبال من خلال تنقيطها بشكل سلبي مما يؤثر سلبا على سيرتها، فيما يتم متابعة الأعوان المعنيين بسوء المعاملة بتسليط عقوبات إدارية صارمة ضدهم. وبعد مرور أزيد من سنتين عن بدء هذه العملية التي تعد المديرية العامة للأمن الوطني رائدة فيها أيقنت هذه الأخيرة أن مهام الاستقبال يجب أن توكل لأعوان متخصصين يكونون قد تلقوا تكوينا خاصا في الاستقبال والتوجيه لتعويض الأعوان العاديين والذين سيستفاد منهم ضمن المصالح الأخرى ، فيما أفادت مصادر أمنية انه سيتم الاستعانة أكثر بالعنصر النسوي أو الشرطيات لأنهن مؤهلات للتعامل بأكثر ليونة ورقة مع المواطنين عوض العنصر الرجالي الذي غالبا ما تتجاوز خشونته الفطرية حدود اللباقة والتي قد ترهن مخططات مصالح الأمن ضمن عملها الجواري الهادف إلى التقرب أكثر من المواطن والإصغاء لانشغالاته وتطلعاته وهي الاستراتيجية التي تبنتها المديرية العامة للأمن الوطني منذ عدة سنوات في خطوة منها نحو الاحترافية، وستستعين المديرية العامة للأمن الوطني بآراء المواطنين لتقييم أداء مصالحها.