* email * facebook * twitter * linkedin شرعت بلديات العاصمة ومختلف بلديات الوطن، في صب الإعانة المالية الخاصة برمضان، في حسابات العائلات المعوزة، خلافا للسنوات الماضية التي كانت تسلم لهم خلالها قفة تتكون من مواد غذائية، بعد أن تم استبدالها هذا العام بالإعانة المالية، حيث استحسن بعض رؤساء بلديات ولاية الجزائر في تصريح ل"المساء"، هذا الإجراء الذي يرفع الحرج عن المستفيدين ويحفظ كرامتهم، ويقضي على مشاكل التوزيع والطوابير التي كانت تشهدها العملية، فضلا عن تخفيف الإجراءات الإدارية والصحية التي كانت تصاحب التحضير لقفة رمضان، وتأخر توزيعها في العديد من البلديات. انطلقت عملية تحيين ملفات العائلات المحرومة والمعوزة، منذ مارس الماضي، في مختلف البلديات، من أجل إحصاء عددهم الحقيقي، وتطهير القوائم من الدخلاء وبعض الذين ليس لهم الحق في مبلغ 6 آلاف دينار الذي حدد لرمضان 2019، حيث تسلمت البلديات تعليمة بهذا الخصوص في فيفري المنفرط، أمرت من خلالها وزارتا التضامن والداخلية البلديات، بضرورة تسجيل بيانات العائلات المعوزة إلكترونيا، ووضعها في أقراص مضغوطة وإرسالها للهيئات المعنية، من أجل مراجعتها والمصادقة عليها، خاصة أن السنوات الماضية شهدت العديد من المشاكل والفضائح والسلبيات المتعلقة بتوزيع قفة رمضان. علال بوثلجة ... العملية أصبحت سهلة ثمن رئيس بلدية سيدي موسى، علال بوثلجة، في تصريح ل«المساء"، الإجراء الخاص باستبدال قفة رمضان بالإعانة المالية، الذي كان يفضله رؤساء البلديات وطالبوا به، بالنظر إلى الصعوبات التي كانت تواجه اقتناء المواد الغذائية التي تتضمنها القفة، من طرح المناقصة وإبرام الصفقة التي تتطلب شهرين ونصف الشهر على الأقل، نظرا لبطئ وتعقيدات إجراءات عقد الصفقات العمومية واختيار الممونين لقفة رمضان، وهو ما كان يتسبب في تأخر العملية، خاصة ما تعلق بانتظار تأشيرة المراقب المالي ضمن الإجراءات الإدارية الواجب اتباعها، فضلا عن مشاكل التخزين والتوزيع والطوابير التي كانت تعرفها مقرات البلديات عشية كل رمضان، مضيفا أن الحكومة استجابت لأغلب رؤساء البلديات الذين نادوا منذ السنوات الماضية بتعويض قفة رمضان، نظرا لسلبياتها الكثيرة، حيث أصبحت العملية هذا العام -حسب المتحدث- سهلة تخضع لإجراء بسيط، يحفظ كرامة المواطن ويقضي على مختلف المظاهر السلبية المصاحبة للعملية التضامنية. في هذا الصدد، أوضح بوثلجة، أن 1584 معوزا توفرت فيهم الشروط، سيستفيدون من الإعانة المالية ببلديته التي تلقت 2500 طلب، مشيرا إلى أن الأموال ستصل إلى مستحقيها عبر حساباتهم البريدية قبل حلول شهر رمضان، حسب احتياجاتهم، باعتبار أن محتويات القفة كانت لا توافق احتياجاتهم الفعلية، حيث انطلقت العملية هذه الأيام، ليتمكن المعنيون من التصرف في المبلغ المالي المقدر بستة آلاف دينار، عوضا من المواد الغذائية التي كانت تمنح لهم، وهي مواد مكلفة أكثر، كونها مستوردة بالعملة الصعبة. مراد سامر: الإجراء يحفظ كرامة العائلات من جهته، اعتبر رئيس بلدية المرادية، مراد سامر، في تصريح ل"المساء"، أن هذا المبلغ سيتم صبه في الحسابات البريدية الجارية ل258 عائلة معوزة قبل دخول الشهر الفضيل، مثمنا في نفس الوقت، الإجراء الخاص باستبدال القفة بالإعانة المالية، الذي طالب به رؤساء البلديات منذ عدة سنوات، حيث استجابت السلطات لهذا المطلب الذي يحفظ كرامة العائلات، ويقضي على السلبيات التي كانت تسجّل، بسبب عدم احترام بعض الممونين لدفتر الشروط، والتكاليف المعتبرة التي كانت تتحمّلها البلديات، في إطار الوسائل المادية والبشرية التي كانت تسخرها للعملية. بدوره، ذكر رئيس بلدية الرحمانية، عبد القادر كرماني، أن مصالحه انتهت من الإجراءات الخاصة بصب الإعانة المالية ل503 عائلات، كشطر أول، بنسبة 80 بالمائة، فيما تتواصل تلك الخاصة بالشطر الثاني الذي يضم 230 عائلة معوزة، مؤكدا أن المعنيين سيستلمون الأموال قبل رمضان، من أجل تمكينهم من اقتناء حاجياتهم، مشيرا إلى أن البلدية كانت تقدم في السابق إعانات ل1400 عائلة، من خلال منحها مواد غذائية مختلفة. 1818 مستفيدا ببئر خادم أما رئيس بلدية بئر خادم، جمال عشوش، فذكر ل"المساء" أن 1818 معوزا سيستفيدون من الإعانة المالية التي حددتها الجهات الوصية بستة آلاف دينار، حيث خصصت البلدية حوالي مليار سنتيم للعملية التي شرعت فيها في 24 أفريل الجاري، مشيرا إلى أن المجلس الشعبي البلدي لبئر خادم، كان يعتزم تسليم مبلغ عشرة آلاف دينار للمعوزين قبل تحديدها. حسب المسؤول الأول على بلدية بئر خادم، فإن اعتماد الإعانة المالية أحسن من القفة، سواء بالنسبة للمواطنين المستفيدين، أو الموظفين المعنيين الذين كان يتم تسخيرهم للعملية التي أنهيت جميع الإجراءات الخاصة بها في مارس الفارط، مؤكدا أن حوالي 30 شخصا تم إقصاؤهم، لأن أجرهم يتعدى بكثير الأجر القاعدي المضمون المقدر ب18 ألف دينار، بينما يتم تقديم مساعدات مالية للمعوزين والمعوقين والمصابين بالأمراض المزمنة قبل رمضان، حيث سيشهد توزيع أكثر من ألف وجبة يوميا ضمن مطاعم الرحمة على مستوى بلدية بئر خادم. إقصاء 200 عائلة بعين البنيان أما بلدية عين البنيان، فستستفيد، حسبما صرح رئيسها كريم ابلعيدن ل"المساء"، 2300 عائلة من مبلغ ستة آلاف دينار، بينما تم إقصاء 200 عائلة، بسبب عدم أحقيتها في هذا المبلغ، الذي سيصب في حساباتهم ويستلمونه في أول يوم من رمضان، حيث أشار المتحدث إلى أن هذا الإجراء يسهل كثيرا العملية وتطبيقها دون مشاكل وتجاوزات كانت تحدث في السنوات السابقة، خلال مختلف مراحل توزيع القفة، كما يحول إجراء استبدال القفة بإعانة مالية حسب "مير" عين البنيان، دون تأخر التسليم، ويقضي على المشهد غير اللائق للعائلات المستفيدة من قفة رمضان، فضلا عن وقاية رؤساء البلديات، يضيف محدثنا، من الأخطار التي كانت تحدث في الماضي، بسبب استفادة أقارب المنتخبين والمقربين منهم من القفة دون وجه حق، على حساب معوزين، والتلاعب بالمواد الغذائية الممنوحة ونوعيتها، والتي كانت سببا في شكاوى المواطنين في عدة بلديات من الوطن. من جهتها، تلح السلطات في كل سنة على منح قفة رمضان لمستحقيها قبل أسبوعين على الأقل من شهر رمضان تفاديا للتأخر، خاصة أن بعض البلديات كانت تسلم القفة بعد رمضان، وهي المشاكل التي تم استدراكها، وأصبح رؤساء المجالس الشعبية البلدية يسعون إلى تقديمها في الوقت المناسب وعشية رمضان، لتمكين العائلات من استقبال الشهر الفضيل بما يناسب من ضروريات في مختلف البلديات التي تموّل العملية من ميزانيتها، وتستفيد من ميزانية الولاية كمساعدة لتغطية الإعانة، مثلما هو الأمر بالنسبة للعديد من بلديات ولاية الجزائر.