* email * facebook * twitter * linkedin حقق فريق مولودية شباب وادي تليلات لكرة اليد، صعودا تاريخيا إلى القسم الممتاز لكرة اليد هذا الموسم وقبل جولة واحدة عن إسدال الستار عن بطولة القسم الوطني الأول، بعد مشوار متميز في ظل وجود فرق كبيرة وعريقة في صورة مولودية وهران ونادي العاصمة وغيرهما.. إلا أن مولودية وادي تليلات تجاوزت كل ذلك بفضل عزيمة أبنائها ومسؤوليها رغم العجز المالي الكبير، ودعم الجماهير التي وجدت في فريق كرة اليد متنفسا لها، وحاملا للواء الرياضة في مدينتها، كل هذه العوامل صبت في مصلحة الفريق، وقفزت به إلى قسم الكبار في الموسم الكروي القادم. صمود الإدارة أتى أكله استعراض المشوار الناجح لمولودية وادي تليلات ساهمت فيه الإدارة بقدر هام رغم المصاعب المالية الكبيرة التي صادفتها طيلة الموسم، وغالبا ما كانت مساهمة بعض أعضائها دافعا قويا لمواصلة نبض الفريق؛ في صورة رئيس الفرع عبد الحق زمالي، الذي غالبا ما كان يضع يده في جيبه الخاص في ظل الإعانات المرصودة التي لم تكف للتحفيز، فبلدية وادي تليلات اكتفت بمنح 240 مليون سنتيم، ومديرية الشباب والرياضة 180 مليون سنتيم، ما أجبر الإدارة على تبنّي خطة صارمة، واحترافية في سد احتياجات الفريق. ورغم ذلك وجدت نفسها تعتمد على الترقيع حتى تعبر بالفريق إلى مرفأ القسم الممتاز. ونجحت في ذلك بامتياز؛ بتحقيق مولودية وادي تليلات الصعود إلى القسم الممتاز، ولأول مرة في تاريخ النادي بعدما ضاع منه في الموسمين الماضيين. الاستقرار عملة نجاح وبلغيث جسّد ذلك بامتياز لعل أهم عامل نجاح صب في مصلحة مولودية وادي تليلات، الاستقرار على كافة المستويات، خاصة الفني منه؛ بتواجد المدرب محمد بلغيث للسنة الثامنة على التوالي، على رأس العارضة الفنية للفريق. وتُعتبر مكونات وادي تليلات بلغيث بمثابة المربي. وقد وقف الجميع على ذلك الاحترام الذي يكنه اللاعبون والمسيرون لهذا المدرب، الذي استطاع تكوين مجموعة قوية مهابة الجانب، كتبت تاريخا رياضيا جديدا لمدينة وادي تليلات، وحتى مع رغبة بلغيث في مغادرة الفريق نهاية هذا الموسم، ستصطدم، لا محالة، برفض أبناء وادي تليلات، الذين يرفضون التنازل عن خدماته حتى ولو اضطروا لتدعيم العارضة الفنية. زين وعلياوي وبوسماحة أمثال الشباب المثابرين لا يمكن التغافل عن التعداد الذي يضمه فريق مولودية وادي تليلات، الذي يتشكل، في أغلبه، من عناصر شابة تختزن قدرات كبيرة لفتت إليها الانتباه وبإمكانها أن تنشط في أي فريق بكل سهولة. والجميل أن هذه الأسماء هي من خالص تكوين النادي. وقد استطاعت أن تقوّي عود التشكيلة، وتقدم لها الإضافة المرجوة التي كانت تنقصها إلى جانب لاعبين آخرين، ساهموا هم أيضا، في تحقيق الإنجاز التاريخي بارتقاء مولودية شباب وادي تليلات إلى القسم الممتاز لكرة اليد، ونعني بهؤلاء زين محمد الحبيب، الذي تُوج مؤخرا بلقب أفضل لاعب في الدورة الوطنية المخلدة لروح المرحوم "دحمان مامول رحموني" رفقة المنتخب الجهوي لوهران علياوي عبد الحكيم والحارس بوسماحة ومزود زوقار زكي وخليفاوي مصطفى وغيرهم كثيرون... حصيلة فنية مثالية، وفعالية الهجوم ورقة إضافية سجل فريق مولودية وادي تليلات حصيلة فنية مثالية في ثالث موسم له في القسم الوطني الأول، حيث استطاع أشبال المدرب محمد بلغيث تسجيل 15 انتصارا وتعادل واحد ضد فريق الرويبة (22 22)، وانهزموا في مباراة واحدة بديار نادي المدنية (22 23) من أصل 17 مباراة، وسجل خط هجومهم 420 هدفا. الفوز ب "الداربي" أمام "الحمراوة" عبّد الطريق لا شك أن كل فريق يتخذ من أي مباراة مقياسا لنجاحه أو فشله. وبالنسبة لمولودية وادي تليلات ورغم اكتساحها مرحلة الذهاب، إلا أنها أصرّت على قياس مدى قوّتها في قسمها بمباراة محددة، وكانت ذلك "الداربي" ضد الجارة مولودية وهران بالقاعة متعددة الرياضات "العقيد لطفي" بوهران، حيث قدّم أشبال المدرب بلغيث مباراة متميزة أداء ونتيجة، وانتصارهم أمام "الحمرواة" زادهم ثقة بإمكانية ارتقاء نادي وادي تليلات درجة عليا، مؤكدين أحقيتهم في الممارسة في القسم الممتاز في الموسم القادم. الأنصار الزرق سند في السراء والضراء لا يختلف اثنان في شأن الدور الهام الذي لعبه أنصار مولودية وادي تليلات في مساندة فريقهم في أوقات الشدة واليسر، سافروا معه أينما حل وارتحل، ووجدوا فيه متنفسهم بعد تراجع مستوى فريق كرة القدم. وفي مباريات عديدة صنع الأنصار الزرق أجواء حماسية ورائعة بدون كلل أو ملل، عُدت علامة مسجلة في كل المواجهات التي خاضتها مولوديتهم سواء داخل الديار أو خارجها. قالوا عن الصعود: ❊ طبال عبد الكريم (رئيس الفريق): «أوّلا، أشكر الله عز وجل على توفيقه لنا بتحقيق هذا الإنجاز التاريخي، وكذلك كامل الطواقم الفنية، والإدارية والطبية واللاعبين، وأنصارنا الذين كانوا يتابعون خطواتنا بأعداد غفيرة، ولم نخيّبهم في نهاية المطاف. في الحقيقة شعوري لا يوصف، وفرحة كبيرة؛ لأننا قطفنا ثمار عملنا طوال السنة. وعلينا بالتفكير من الآن في الموسم القادم. وأؤكد أن المدرب محمد بلغيث باق معنا إن شاء الله". ❊ علياوي عبد الحكيم (لاعب): «نحمد الله تعالى على هذا الإنجاز التاريخي، هي أمنية أي لاعب. ولقد عملنا بجد طيلة الموسم لتحقيقه. وأنا موجود مع المولودية منذ الفئات العمرية. والحقيقة أننا كنا نتوقع القبض على الصعود، لأننا كنا مركزين جيدا على هدفنا هذا الموسم، وسجلنا بداية قوية وإيجابية". خليفاوي مصطفى (لاعب): «تحملنا ضغطا كبيرا من أجل تحقيق الصعود خاصة في المباراة الأخيرة ضد النادي. وصعودنا هو نتاج عمل متواصل طيلة خمس سنوات، وكان حلما بالنسبة لنا، ونعيشه اليوم واقعا مجسَّدا أمام أعيننا؛ فالحمد والشكر لله رب العالمين. وأوجه نداء للإدارة؛ لكي تشرع من الآن في التحضير للموسم القادم".