* email * facebook * twitter * linkedin فتحت مصالح أمن ولاية البليدة هذا الأسبوع، ملف تسيير أموال المؤسسة البلدية للثقافة والرياضة "أمل بوفاريك"، على خلفية الرسائل التي بعثت بها عدة أطراف إلى مختلف الهيئات والمسؤولين، من أجل التحقيق في ما وُصف ب "تبديد المال العام". ورد في الملف الذي تحوز "المساء" نسخة منه، أن "المؤسّسة التي يُفترض أن تكون مداخيلها موردا إضافيا لخزينة بلدية بوفاريك، استهلكت خلال السنتين الماضيتين أزيد من 5 ملايير سنتيم من نفس الخزينة بدون أن تقدّم إضافة نوعية"، فيما استدعت مصالح الأمن المختصة بولاية البليدة، الخميس المنصرم، رئيس بلدية بوفاريك ناصر بن طكوكة، لسماع أقواله في الاتهامات الموجّهة لمسيّري هذه المؤسسة التي يُعد رئيس مجلس إدارتها في الوقت الحالي بعد استقالة الرئيس السابق أحمد زواق، الذي طالب، من جهته، بتعيين خبير مالي للتدقيق في حسابات المؤسسة. وحسب الرسائل التي وُجّهت إلى الهيئات العليا في البلاد بما فيها جهاز العدالة والمؤسسات المنتخبة ومصالح الأمن الولائي، فإنّ الحصائل المالية للمؤسسة البلدية للثقافة والرياضة أمل بوفاريك، لسنوات 2016 و2017 و 2018، لم يؤشر عليها إلى حدّ الآن، بسبب اختلاف أعضاء مجلس إدارتها حول طريقة صرف الأموال، التي هي في الأصل إعانة من خزينة البلدية. وقد دفع هذا الوضع ببعض الأطراف من بوفاريك، إلى المطالبة بالتحقيق في تسيير هذه الأموال، في حين أُرفقت هذه الرسائل بوثائق توضّح حجم الإنفاق، والتحويلات البنكية لصالح مختلف الأطراف التي تعاملت معها المؤسسة في مختلف المناسبات الوطنية والدينية وكذا النشاطات الأخرى، وتضمّنت إشكالية كراء بعض المقرات من طرف المؤسسة البلدية للثقافة والرياضة أمل بوفاريك لصالح عدد من الجمعيات المحلية. كما تشير الوثائق المرفقة بالملف، إلى أن حدة الخلاف زادت خلال الاجتماع الأخير لأعضاء المجلس البلدي، الذي تضمّن في جدول أعماله "الموافقة على منح المقهى المتواجد تحت مدرجات الملعب البلدي، للمؤسسة البلدية للثقافة والرياضة أمل بوفاريك لأجل استغلالها"، و"الموافقة على تحويل مداخيل 33 محلا موجودا تحت مدرجات الملعب البلدي، لصالح EPIC"؛ أي لصالح هذه المؤسسة. وتضمّن طلب فتح تحقيق في تسيير أموال المؤسسة، اتّهام مديرها بلال إسماعيل الذي يرأس أيضا جمعية النور الثقافية في نفس البلدية، باستغلال وسائل المؤسسة لصالح الجمعية، إلى جانب تضخيم راتبه الشهري بدون استشارة بقية المسؤولين. رئيس بلدية بوفاريك يردّ ولتوضيح محتوى ما جاء في هذا الملف اتصلت "المساء" برئيس بلدية بوفاريك ناصر بن طكوكة الذي يترأس أيضا مجلس إدارة المؤسسة البلدية للثقافة والرياضة، حيث قال إنّ من يقف وراء هذا الملف أطراف تريد الإطاحة به؛ على اعتبار أنّهم يضغطون عليه للحصول على صفقات ومشاريع من البلدية، مشيرا إلى أن مسألة ترؤّسه مجلس إدارة المؤسسة جاء وفق القانون الأساسي الخاص بها، نافيا في نفس الوقت، أن يكون رئيس مجلس الإدارة السابق استقال من منصبه، بل، كما أوضح، هو من طلب منه الانسحاب وفقا لقوانين المؤسسة، التي تخوّل لرئيس البلدية الإشراف على مجلس إدارة المؤسسة. ولم يوضح في ردّه سبب عدم التأشير إلى حدّ الآن، على الحسابات المالية، فيما أكد أن المؤسسة تلقت إعانات من البلدية من أجل تسيير شؤونها؛ باعتبارها تابعة لها، معترفا في نفس الوقت، بوجود بعض التجاوزات في المصاريف، على غرار النفقات المتعلقة بالهدايا والتكريمات. وبخصوص الراتب الشهري الذي يتلقاه مدير المؤسسة بلال إسماعيل الذي يقارب 150 ألف دينار، أكد ناصر بن طكوكة عدم علمه بذلك، قائلا إنّه يرفض ذلك، وسيطلب استفسارا من المعني. وفي سياق حديثه إلى "المساء"، أشار إلى أنه استُدعي من طرف مصالح الأمن للتحقيق في هذا الملف، الذي قال إنه ليس بالحجم الذي تراه الأطراف التي تقف وراء الدفع به نحو العدالة.