* email * facebook * twitter * linkedin فقدت الساحة الرياضية الوهرانية في أيام عيد الفطر المبارك، أحد أعمدتها في رياضة الكاراتي –دو الشيخ ميمون بن موفق الذي ترك بصمة واضحة في الساحة الرياضية من خلال إنجازاته الكثيرة ودوره التربوي، خصوصا تكوينه لأجيال من المصارعين المتميزين الذين شرفوا الجزائر في مختلف المحافل الدولية، وعلى جميع الأصعدة من تحكيم، وتدريب ومنافسة فوق البساط. شهد التأبين في اليوم الثاني لعيد الفطر المبارك، وبمقبرة "عين البيضاء" بوهران، حضور الكثير من الشخصيات الرياضية، والسياسية، والصحافيين، ورفقاء درب الفقيد، وتلاميذته على غرار رئيس الاتحادية الوطنية للفرع سليمان مسدوي، والطيب قدور رئيس رابطة وهران للعبة، ورضا بن قدور البطل العالمي السابق، وعمور عبد القادر الإطار السابق بمديرية الشباب والرياضة، ورئيس النادي الهاوي "أسكاو"، وغيرهم ممن فتح لهم المرحوم الشيخ ميمون أبواب الشهرة وطنيا، ودوليا للتعبير عن قدراتهم، وإيصالها إلى أوسع، وأرفع نطاق يوم صدت في وجوهم أبواب التألق. وأثنت الشخصيات الحاضرة المؤبنة على خصال المرحوم ميمون بن موفق، وعلى جهوده الكبيرة في ترقية لعبة الكاراتي-دو بالجزائر من خلال تكوينه لمصارعين أقوياء، يتقدّمهم بطل العالم السابق رضا بن قدور، ونائب بطل العالم للأواسط قدور الطيب، ورئيس اتحادية اللعبة سليمان مسدوي الذي ترعرع على يد الشيخ بن موفق بالمنتخب الوطني، الذي قال عن هذا المصاب الجلل "لقد فجع الكاراتي –دو الجزائري عامة بفقدان الشيخ بن موفق الذي يعدّ أحد أعمدة رياضة الكاراتي –دو في الجزائر.. لقد كان مدربا كفؤا، ومربيا فاضلا، أفنى عمره في خدمة رياضة الكاراتي-دو محليا، ووطنيا، ودوليا، لقد كان أيقونة في هذه اللعبة بشهادة الخبراء الدوليين، ونعترف بأنّنا لم نف هذه الشخصية حقها، ونحن نأسف على ذلك". من جهته، أبدى نجله الهواري الذي كان مساعد المرحوم في ناديهما "بوشيدو"، عزمه على مواصلة الدرب بنفس الخصال، وأضاف "مصابنا جلل بفقدنا الأب، والمدرب ميمون، وأحسن شيء نقدّمه له، وهو في العالم الآخر، أن نعاهده على المواصلة على نفس الطريق بتلقين الجيل الموهوب في الكاراتي-دو أسس اللعبة بنفس القيم في الرياضة، وفي الحياة عامة". أما البطل العالمي السابق رضا بن قدور، فاعتبر رحيل الشيخ بن موفق ب«الخسارة الكبيرة التي لا تعوض"، وتابع قائلا "الكاراتي الجزائري تلقى ضربة موجعة، بفقدان أحد أعمدته ذائعة الصيت عالميا، بدليل أنّني تلقيت اتصالات كثيرة لتقديم واجب العزاء من مختلف بقاع العالم، ما يؤكّد على وزن الفقيد، لقد كان مدربا ومربيا لي، جمعتني به ذكريات كثيرة لا تنسى رحمه الله، وجعل مثواه الجنّة". للفقيد بن موفق ميمون، مسار رياضي حافل، بدأه سنة 1956 بقاعة "مارسال ساردان" بحي سيدي الهواري العتيق، ومارس سنة 1960 رياضة رفع الأثقال، أما بداية احتكاكه بلعبة الكاراتي-دو، فكانت سنة 1964، وفيها تألق بشكل كبير ومميز، حيث توالت إنجازاته بحصوله على درجة (دان 1) سنة 1972 بفرنسا، و(دان 2) في السنة الموالية (1973) بنفس البلد إلى أن بلغ درجة (دان 7)، وساهم في تأسيس رابطة وهران سنة 1974، بعد ذلك تقلد منصب مدير تقني ولائي من سنة 1974 إلى غاية 1996. ولج الشيخ بن موفق عالم التحكيم سنة 1975، وفي الفترة الممتدة من 1982 إلى غاية 1985 تكفّل بكلّ المنتخبات الجهوية، ومن سنة 1987 إلى 2002 تقلد منصب منسق مدير تقني جهوي، ومن سنة 1988 إلى 1999 ترأس اللجنة الوطنية للتحكيم، ومن سنة 1990 إلى 1995 كان عضوا في اللجنة الدولية للتحكيم، وسنة 1995 رئيسا للجنة الإفريقية للتحكيم، وسنة 1992 ارتقى إلى حكم دولي اختصاص (كوميتي)، وسنة 1995 حكما دوليا (اختصاص الكاتا)، وسنة 2001 رئيسا للجنة التقنية الوطنية، وعضوا مؤسسا للاتحادية الوطنية للكاراتي –دو، ومن سنة 2010 إلى غاية 2015 أستاذا ومراقبا. أما على صعيد التدريب، فتكفل الراحل سنة 1991 بالمنتخب الوطني للأواسط، وفي السنة الموالية (1992) بالآمال، وسنة 1993 بمنتخب (ب)، وسنة 1999 مدربا وطنيا للإناث لجميع الفئات. وحتى قبل أن تصيبه الوعكة الصحية المفاجئة التي أدخلته المستشفى على عجل، وأجبرته على إجراء عملية جراحية مستعجلة، كان مرتبطا ومواظبا على التدريب بقاعة "غرناطي" بحي "المدينة الجديدة" العتيق. رحم الله الشيخ بن موفق ميمون، وأسكنه فسيح جناته آمين يارب العالمين.