أثبت أنه من الرياضيين الواعدين مستقبلا في رياضة الكاراتي دو، وذلك بعد إحرازه على تتويجات رفيعة المستوى خلال السنة المنقضية 2012، الأمر يتعلق بالمصارع وليد عبعوب الذي احتكر الواجهة العالمية بامتياز عندما نال الميدالية البرونزية في مونديال فرنسا الذي جرى شهر نوفمبر الماضي، ليضيف تتويجا آخر لا يقل شأنا عن سابقه، هو اللقب القاري المتحصل عليه في الألعاب الجامعية الإفريقية التي أقيمت بناميبيا بين 13 و22 ديسمبر الماضي. وأضاف بوعبعوب في حوار خص به “المساء”، أن الألعاب المتوسطية المقررة بتركيا شهر جوان المقبل، تشكل هدفه الرئيسي خلال العام الجاري، حيث يراهن خلالها على إثراء سجله بلقب متوسطي. كيف ومتى كانت بدايتك مع الكاراتي دو؟ بدايتي مع رياضة الكاراتي دو انطلقت بمسقط رأسي ببلدية سيدي مبروك (ولاية قسنطينة) عام 1996، حيث أشرف على تدريباتي الأولية التي كانت بقاعة سطاح المنصورة، الثنائي ادريس زهير واسكندر طحبات... بعدها التحقت بالثانوية الرياضية بادرارية (العاصمة) أين كانت فرصة الالتحاق بصفوف المنتخب الوطني مواتية، خصوصا عندما كنت أتمرن من قبل أساتذة مختصين في هذا الفن القتالي ويتعلق الأمر بمهدي شنافي ويوسف ياسيني، حيث ساهما بشكل كبير في تطوير مهاراتي لنيل اللقب الوطني، وهو التتويج الذي فتح لي أبواب المشاركة في المنافسات الدولية الرسمية مع فريق الأواسط الذي تحصلت معه في أول خرجة دولية في مشواري الرياضي، على لقب نائب بطل في البطولة العربية لعام 2007.
لقد نلت الميدالية البرونزية في مونديال فرنسا، ما تعليقك على هذا الإنجاز؟ نعم، سعدت كثيرا بفوزي بالميدالية البرونزية التي تعد الوحيدة من بين المصارعين الجزائريين ال 16 المشاركين في هذه المنافسة، وكان الجميع قد هنأني على الإنجاز الغالي كونه جاء بعد شهرين من التحضير المكثف بعد فترة فراغ دامت سبعة أشهر دون منافسة خاصة على الصعيد الدولي... نتيجة أنقذت شرف الكاراتي الجزائري في هذا الحفل العالمي، صحيح أنني لم أكن أتوقع وصولي إلى المرتبة الثالثة عالميا لكنني كنت متأكدا من أن مستواي ليس بعيدا عن بقية المصارعين في وزني.
بعد تألّقك في البطولة العالمية، هل يمكن القول أنك نجم الكاراتي دو الجزائري؟ بالرغم من المستوى العالي الذي ساد البطولة العالمية، إلا أنني قطعت مشوارا جيدا بالحصول على المرتبة الثالثة، وأظن أنه وبفضل النتائج التي حققتها في الألعاب الإفريقية والعربية زادت ثقتي قي نفسي وأحسست أني قادر على تقديم الأحسن، وأتمنى بالطبع أن أصبح نجم الكاراتي دو الجزائري مثل مدربي رضا بن قدور الذي سبق له وأن قدم ميدالية ذهبية خلال كأس العالم أكابر سنة 1993... لقد تمكنت من الصعود على المنصة الشرفية بفضل اللياقة البدنية التي كنت أتمتع بها، أسعى الآن للحفاظ على نفس الوتيرة في المواعيد الدولية القادمة، لا سيما وأن ذهنية الفوز باتت راسخة بعد تتويجي باللقب الإفريقي الذي نلته مؤخرا خلال الألعاب الجامعية القارية التي جرت بناميبيا شهر ديسمبر الماضي.
ما هي المواعيد الدولية التي سيراهن عليها عبعوب خلال عام 2013؟ الموسم الرياضي 2012/ 2013 حافل بالمواعيد الرسمية الهامة، أبرزها الطبعة ال 17 للألعاب المتوسطية المقررة شهر جوان القادم بمدينة مرسين التركية... وفي الحقيقة هذه الألعاب تشكل أولى أولويات الاتحادية والوزارة على حد سواء خلال العام الجاري، باعتبارها محطة تدارك النتائج الضعيفة المحققة في الألعاب الإفريقية بمابوتو والعربية بالدوحة، كما سأسعى شخصيا من خلالها إلى كسب المزيد من الخبرة والتجربة بالاحتكاك مع خيرة مصارعي الحوض المتوسط لاستغلالها في البطولة العالمية بألمانيا 2014، التي أنوي فيها نيل اللقب العالمي في فئتي ( -78 كلغ).
هل التربصات المبرمجة من طرف الاتحادية كافية لتحقيق رهانات 2013؟ هي في رأيي كافية لتحضير المواعيد الدولية اللاحقة، بالأخص أننا استفدنا من قاعة تدريب تتوفر على جميع شروط النجاح، ونحن نحضر بها دون انقطاع تحت إشراف مدربين دوليين يملكون خبرة واسعة، إلى جانب المشاركات في الدورات الدولية التقليدية التي اعتادت الجزائر المشاركة فيها خلال غرار دورة ليل ودورة الدوحة.
ماذا استفدتم من الدورات التي شاركتم فيها قبل البطولة العالمية؟ كانت بالنسبة لي فرصة للوقوف على نقاط ضعفي وقوتي، إضافة إلى التعرف على مستواي أمام أقوى المصارعين والأبطال العالميين الذين حضروا الدورات، والفائدة الكبيرة تكمن في الاحتكاك بالرياضيين العالميين.... وأتمنى أن يؤكد رسميا إدراج لعبة الكاراتي دو في الألعاب الأولمبية بالبرازيل 2016، لأن الجزائر لديها أبطال قادرون على رفع التحدي في الاستحقاق الأولمبي على غرار ميسيبسا حماديني وديهي شيخي وياسمين عزوق وعبد الكريم بوعمرية.
كيف تقيّم مستوى الكاراتي دو الجزائري؟ الجزائر تحتل إحدى المراتب الثلاث على المستوى الإفريقي وبفريق جديد وشاب، ومستوانا يرتفع من منافسة إلى أخرى، وأظن أننا سنستعيد مكانتنا القارية في الألعاب المتوسطية، وكذا البطولة الإفريقية .