تجربة أخرى يريد أن يخوضها البطل العالمي السابق في الكاراتي دو رضا بن قدور، الذي يستعد للترشح لرئاسة اتحادية هده الرياضة التي تعرف أسوأ مراحلها، بعد أن تلاعب بمستقبلها الأشخاص الذين تبوّأوا مناصب تسييرها، فحوّلوها إلى أحد أضعف الفروع الرياضية في الجزائر. ويقر رضا بن قدور في هذا الاستجواب الذي أجريناه معه، بأنه لن يكون من السهولة بمكان النهوض من جديد برياضة الكاراتي دو في الجزائر، لكن بالنسبة له عودتها إلى الواجهة لن يحققها إلا من يؤمن بقدرتها على التألق من جديد. المساء: حصولك على اللقب العالمي في الكاراتي - دو تبعه انسحابك المفاجئ من المنافسة؛ لماذا اتخذت هذا القرار بينما كنت في أوج عطائك؟ رضا بن قدور: فزت باللقب العالمي في البطولة العالمية للكاراتي التي احتضنتها الجزائر في 1993 بالقاعة البيضاوية التابعة للمركب الأولمبي محمد بوضياف. كنت في تلك الفترة في أوج تألقي، ولم يكن آنذاك باستطاعة أي أحد من منافسيَّ منعي من الفوز باللقب العالمي. صحيح أنني انسحبت فجأة من المنافسة، لكن ذلك كان بسبب معاناتي من آلام حادة على مستوى الظهر. وماذا فعلت من بعد ذلك؟ كنت قد تحصلت على شهادة التدريب من الدرجة الأولى عند انسحابي من المنافسة الرسمية، وانتقلت إلى فرنسا لإجراء تربصات، تسمح بتأهيل هذه الشهادة التي كان ينقصها الاعتراف في الجزائر من قبل السلطات العمومية المكلفة بالرياضة. ومن بعد ذلك عدت إلى وطني، حيث تقلدت مهمة تدريب المنتخب الوطني أكابر للكاراتي اختصاص كوميتي في 2010، والذي نال تحت قيادتي بعض النتائج الجيدة، منها ميدالية ذهبية في الألعاب الإفريقية وفي الألعاب العربية، إلى جانب ميدالية برونزية في دورة بيرسي بفرنسا، ثم انسحبت من تدريب الفريق الوطني وعدت إلى مسقط رأسي سيدي بلعباس، لتدريب فريق النادي الهاوي. وسنة من بعد ذلك أصبحت رئيس رابطة الكاراتي لهذه الولاية. علمنا أنك بصدد تقديم ترشحك لرئاسة اتحادية الكاراتي، هل هذا صحيح؟ سأقدم ترشحي ريثما تستقر الأوضاع في الاتحادية التي أصبحت تسيّرها كما تعلمون، لجنة مديرة بأمر من وزارة الشباب والرياضة، التي اكتشفت في الهيئة الفيدرالية وقوع خروقات في التسيير المالي والإداري الخاص بالعهدة الفارطة، حيث فتحت تحقيقا، ونحن الآن في انتظار خروج نتائجه إلى العلن. لكن كيف تقيّم الوضع الحالي للكاراتي الجزائري؟ لقد وقعت هذه الرياضة تحت وطأة تسيير همجي تسبب في انهيار كل ما تم بناؤه في التسعينات التي كان فيها الكاراتي من بين أحسن الرياضات في الجزائر، حيث فاق عدد المنخرطين فيها 150 رياضيا. كيف يمكن الحديث عن الاستقرار في الكاراتي والاتحادية سيّرها أربعة رؤساء في عهدة 2013 2016؟ هؤلاء الأشخاص لم يتسببوا في تراجع مستوى الكاراتي فحسب، بل إن مسؤوليتهم كانت مباشرة ومؤكدة في الفساد المالي الذي وقع في الاتحادية. أتمنى أن تكشف الوزارة المستور لكي يتم تحديد المسؤوليات في كل ما وقع من فساد في الهيئة الفيدرالية خلال السنوات الفارطة. بعض أوساط الكاراتي تعتقد أنه سيكون من الصعب عليك الاضطلاع برئاسة الاتحادية، ويرجعون ذلك إلى نقص خبرتك في التسيير؟ هناك عدة عوامل تؤهلني للاضطلاع بهذه المهمة. أوّلا أنا حائز على شهادة مستشار في الرياضة اختصاص الكاراتي وبطل عالمي ومدرب للفريق الوطني، فضلا عن أن ممارستي هذه الرياضة لفترة طويلة تكفيني لكي أسيّر اتحادية الكاراتي، ولا أظن أنني سأجد صعوبات في هذا المجال، لا سيما أن كثيرا من أوساط هذه الرياضة أصبحت تشجعني على الترشح لإدراكها أنني سأنجح في هذه المهمة. أعرف جيدا خبايا تسيير الكاراتي، وهذا ما سيساعدني على ضبط أمور التسيير في حالة فوزي برئاسة الهيئة الفيدرالية للفرع. هي مهمة شاقة لكن جديرة بخوضها. لكن ما هي الحوافز الحقيقية التي تدفعك للترشح لرئاسة الاتحادية؟ الإنسان طموح بطبعه، لكن الذي حفزني أكثر على ضرورة الترشح هو الوضع الكارثي الذي وصلت إليه رياضة الكاراتي التي وقعت بين أيدي انتهازيين سعوا إلى خدمة مصالحهم الشخصية عوض أن يخدموا الفرع بصدق مثلما فعل الذين أوصلوا الكاراتي الجزائري إلى العالمية بعدما أشرفوا على تكوين جيل من الرياضيين الأكفاء في التنافس وفي الأخلاق أيضا، لكن للأسف الشديد الكاراتي الجزائري تعقدت وضعيته اليوم، ولا بد لوزارة الشباب والرياضة أن تضطلع على أمور التسيير في الماضي وفي المستقبل. لن تكون لي أي أهداف شخصية في حالة فوزي برئاسة الاتحادية، لكني سأترشح من أجل إنقاذ الكاراتي الجزائري من الفوضى وإبعاد الانتهازيين. ما هو هدفك الأول في حالة ترؤسك الاتحادية؟ خطوتي الأولى ستتمثل في بعث المنتخب الوطني على قواعد صحيحة لكي يسترجع هيبته على المستوى الدولي. المنتخب الوطني في حاجة ماسة إلى إعادة تنظيمه على أسس صحيحة؛ لكونه يمثل مرآة الكاراتي الجزائري. أنتم تعرفون أن الكاراتي أصبح رياضة أولمبية ولا بد للتشكيلة الوطنية أن تستعد للدورة الأولمبية 2020. قد تكون لنا حظوظ كبيرة للمشاركة في هذا الموعد الأولمبي بعدد كبير من الرياضيين في حالة ما إذا تم احتساب حق التأهل بعدد الميداليات المتحصل عليها في الألعاب الإفريقية. ونحن في هذا المجال قد نكون محظوظين بالنظر إلى قدرة عناصرنا الدولية على عدد معتبر من الميداليات الذهبية في الألعاب الإفريقية القادمة. هل من خلاصة لهذا الحوار؟ أطالب أعضاء الجمعية العامة للاتحادية بعدم السماع إلى الكلام الذي يشاع ضد قرار ترشحي للعهدة القادمة، ومفاده أنني غير قادر على تسيير الهيئة الفيدرالية. حقي مشروع في الترشح لرئاسة اتحادية الكاراتي بالنظر إلى مؤهلاتي الرياضية والعلمية.