* email * facebook * twitter * linkedin أقرّت اللجنة الولائية التي تمّ تنصيبها من طرف والي وهران ويرأسها الأمين العام للولاية نهاية الأسبوع الماضي، جملة إجراءات لتنظيم حركة نقل حافلات نقل المسافرين عبر الخطوط الحضرية لمدينة وهران، وهي القرارات التي جاءت على خلفية الحادث المروري الذي أدى إلى إصابة 23 شخصا بجروح، بينهم طلبة أمام مدخل جامعة العلوم والتكنولوجيا، حيث قام الطلبة على إثر ذلك، بتنظيم وقفات احتجاجية ضد تجاوزات الناقلين. ستشرع مديرية النقل بولاية وهران بداية من غد الإثنين، في تطبيق إجراءات جديدة للحدّ من الفوضى المرورية التي تعرفها الخطوط الحضرية لنقل المسافرين، خاصة عبر طريق منطقة إيسطو، الذي يشهد تركيزا كبيرا للخطوط الحضرية، وطريق المرشد؛ إذ تضم المنطقتان حوالي 8 خطوط حضرية مشبعة بأكثر من 150 حافلة، تضاف إليها عدة خطوط أخرى تشكل تقاطعات مع حافلات النقل المعنية بالمخطط الجديد للنقل عبرالخطوط الحضرية. وحسب مصالح ولاية وهران فإنّ العملية ستعرف في مرحلتها الأولى، وضع ممهلات وإشارات مرورية، بالإضافة إلى إعادة توزيع نقاط توقف الحافلات بمحور طريق إيسطو باتجاه بلدية بئر الجير، لتُتبع بوضع نظام للتناوب بواسطة الإشارات الضوئية التي تم تركيبها خلال الأسبوع الماضي، والتي تعمل بنظام ذكي، سيسمح بتباعد وصول الحافلات وتركيزها بموقف واحد لتفادي الطوابير والتسابق وسط الطرقات. وأكدت مصالح الولاية أنّه تم تكليف مصالح الأمن بالسهر على الاحترام الصارم والتام لهذه التدابير. وبالمقابل، أكد متتبعون للملف من جمعيات وفعاليات المجتمع المدني في اتصال مع "المساء"، أن القرارات ظرفية ولا يمكن أن تستمر طويلا في ظلّ الغياب التام لمصالح مديرية النقل والتشبّع الكبير في الخطوط، الذي يؤدي بالناقلين إلى التسابق والظفر بالركاب على حساب السلامة العامة. ودعا المعنيون إلى فتح نقاش، والقيام بدراسة تقنية وميدانية حول حقيقة الوضع، وتحديد عدد الحافلات بكل خط، وتحويل بعض المسارات بعيدا عن التجمعات السكنية، وإعادة تثبيت المواقف الخاصة بالحافلات التي تنعدم عبر كامل المسارات؛ ما يؤدي إلى وجود تجاوزات. كما أكد المعنيون على وضع مخطّط نقل واضح لمدينة وهران بالنظر إلى الإقبال الكبير عليها والسيولة المرورية، خاصة خلال موسم الصيف. من جهته، كان مدير النقل بولاية وهران صرح في وقت سابق ل "المساء"، بأنّ مصالحه ستشرع بداية من يوم 17 أكتوبر 2018 في تنفيذ الشطر الأول من مخطط النقل الجديد الذي اندمج فيه الناقلون، في انتظار استكمال باقي المخطط الموجود قيد الدراسة، والذي يهدف إلى القضاء على الازدحام المروي في المدينة. وحسب مديرية النقل بولاية وهران، فإن الشطر الأوّل من مخطط النقل جاء بالتزامن وتسلّم المحطة البرية الجديدة بمنطقة حي الصباح شرق مدينة وهران، التي تُعدّ خامس محطة برية يتم تسليمهما بوهران، سيتم من خلالها تحويل مواقف الحافلات المنتشرة عبر عدة نقاط بالمدينة، نحو المحطة الجديدة بعد موافقة الناقلين. وسيشمل قرار النقل كلا من خطوط أرزيو وهران، قديل وهران، بطيوة، حاسي بونيف، حاسي بن عقبة وبوفاطيس. ويصل عدد الحافلات الناشطة بهذه الخطوط إلى حوالي 200 حافلة من الحجم المتوسط، وهي الخطوط التي تربط مدينة وهران بكامل الجهة الشرقية للولاية، غير أنه بعد مضيّ قرابة شهر من فتح المحطة أُغلقت، وعادت الحافلات للعمل بمنطقة المرشد؛ ما أدى إلى عودة مشاكل النقل والفوضى المرورية بالمدينة. كما كانت مديرية النقل بولاية وهران أعلنت عن إطلاق مخطط جديد للنقل يهدف إلى إعادة تنظيم خطوط النقل الحضرية داخل المدينة، يضم مجمعا للناقلين الخواص، وآخر للناقلين العموميين، وثالثا للنقل الثقيل المتمثل في الترامواي؛ حيث سيتم اعتماد دفتر شروط جديد لولوج قطاع النقل العمومي بولاية وهران، سيعمل وفق شعار "الفعالية، ترقية الخدمة والتكامل في أداء الخدمة". وأوضح مدير النقل بولاية وهران، أنّ المشكل الذي بقي مطروحا يتعلق بالناقلين الخواص البالغ عددهم أكثر من 3 آلاف ناقل. ولم يسمح هذا العدد الكبير بتنفيذ مخطط واضح ومتكامل في ظل رفض الناقلين الالتزام بتطبيق المخطط الجديد إلى غاية اليوم.