* email * facebook * twitter * linkedin ودعت الجلفة أحد أعلامها وأئمتها الأفذاذ الشيخ الجليل سي مصطفى بن سي الطيب شحطة الذي كانت له بصمة في الدين والفتوى على فقه مالك وإصلاح ذات البين، وذلك عن عمر ناهز 92 عاما، حيث ووري المرحوم الثرى، ظهر أمس، بمقبرة "واد القصب" ببلدية الزعفران مسقط رأسه بحضور جمع كبير من المواطنين والسلطات المدنية والعسكرية. وعرف منزل الفقيد حضور جمع غفير من المعزين من مواطنين وسلطات محلية للولاية يتقدمهم الوالي توفيق ضيف وكذا ممن يعرفون قدر الرجل من الأئمة والشيوخ الذين عاصروه والمولعين بزهده وعلمه. وتشير سيرة المرحوم حسب الشيخ الطاهر قويسم أحد أئمة الولاية، بأن مسقط رأسه كان بمنطقة "عقرابة" ببلدية الزعفران الواقعة على بعد 60 كلم شمال الولاية، وحفظ القرآن في سن مبكرة ثم نال العلم بداية في زاوية الشيخ سي بن أمحمد بالغيشة بولاية الأغواط. وكان المرحوم علاوة لحفظه للقرآن الكريم، يحمل في أمتاعه حفظا وفهما متن الخليل في الفقه وهو ما جعله في حياته مقصدا للفتوى. وارتحل سي مصطفى لنيل مشارب الشريعة بزاوية الهامل بالمسيلة ومنها عاد ليكون على منبر أحد مساجد الجلفة، متطوّعا لعقود وكان في سلك التعليم حتى خرج متقاعدا وهو من أعلام الجلفة. ومن حسنات الرجل أنه كان مقصدا للفتوى في بيته، فكان لا يبخل بما أوتي من علم، حيث يشهد له القريب والبعيد بأنه كان زاهدا في حياته ولم ينل حقه من معرفة الجيل الحالي من شباب الحاضر، لمثل هذه القامات التي ماتت في صمت لكن تركت سيرتها بسماحتها واعتدالها في الدين. ويقول أحد أحفاد الشيخ الراحل بأن جده "جمع في حياته بين علم وورع وكان مجاهدا إبان الثورة التحريرية..ومشيخته ومكانته كانت نظير علمه واضطلاعه بعلوم الدين وكتاب خليل في الفقه فلم يبخل حتى آخر أيامه، حيث لزم فراش المرض أياما معدودات قبيل شهر رمضان الفضيل".