قامت زاوية "الغيشة" ببلدية الزعفران يومه السبت بتكريم أحد تلامذتها القدامى الشيخ "مصطفى شحطة" بحضور جمع من الأئمة و المشائخ و الأساتذة و طلبة الزاوية يتقدمهم شيخ الزاوية "سي عبد القادر بن عطية" و أمين مجلس "اقرأ" الشيخ "جابري سالت"... وقد تداول على أخذ الكلمة كل من الدكتور "محمد الطيب قويدري" الذي تطرق إلى تاريخ الزوايا عموما بالمنطقة و منافحتها عن حياض الدين و الوطن و ما قدّمته إبان الثورة التحريرية وما تقدمه للأجيال الصاعدة، ليتكلم الدكتور "أحمد قنشوبة" عن سيرة الشيخ "شحطة" المكرّم معددا مناقبه و مستعرضا أهم المحطات في حياته. من جانبه قام الشيخ "مصطفى شحطة"، الذي يعتبر من أوائل المتمدرسين بالزاوية، بسرد سيرة الشيخ المؤسس سي "بن امحمد بن عطية" (1899- 1989)، و تاريخ زاوية الغيشة التي تخرج منها العديد من الطلبة الذين تقلدوا مناصب نوعية خاصة في قطاعي التربية و الشؤون الدينية...أما الشيخ "جابري سالت" فقد عرّج على أهمية تكريم أهل العلم و أهل القرآن ليكونوا قدوة للناشئة، منوّها في ذات السياق بالساهرين على زاوية "الغيشة" العامرة ... الشيخ شحطة مصطفى في سطور الشيخ شحطة مصطفى بن الطيب، من مواليد سنة 1929 بالزعفران، حفظ نصف القرآن الكريم بمسقط رأسه على يد الشيخ "صيلع العيد بن محمد"، ليرسله والده إلى زاوية الغيشة، أين أكمل على يد مؤسس الزاوية الشيخ "بن امحمد بن عطية" حفظ القرآن الكريم...ثم انتقل إلى الزاوية القاسمية بالهامل سنة 1948 و مكث فيها 07 سنوات، فأعاد حفظ القرآن الكريم، و أخذ من كل الفنون الشرعية قسطا و انكب على دراسة مختصر الشيخ خليل في الفقه المالكي على يد كل من الشيخ بن عزوز القاسمي ثم الشيخ خليل القاسمي، ليتحصّل على درجة "النظّار" التي مكنته من تدريس "الشُّرّاح"، وهم الطبقة الأولى من طلبة الزاوية ...ليشارك بعد اندلاع الثورة التحريرية بتأسيس لجان ثورية ابتداء من سنة 1956، كان يترأسها حينها الشيخ سي أحمد الصغير الصادقي... في سنة 1967 انخرط الشيخ "شحطة" في سلك التربية و التعليم و تدرّج عبر مراحله من معلّم بالابتدائية المركزية بالجلفة، ثم بمؤسستي حنيشي الشمالية و الجنوبية إلى غاية سنة 1988، ثم تم تعيينه مديرا لمدرسة ابتدائية بحي 5 جويلية بعاصمة الولاية سنة 1989 قام بتسميتها على اسم شيخه "بن امحمد بن عطية"، إلى أن أحيل إلى التقاعد سنة 1992. لازم الشيخ مصطفى شحطة، الذي يُقرض الشعر، خلال فترة طويلة كل من الشيخ أحمد الصغير صادقي، و الشيخ عامر محفوظي، وكان له نشاط ما بين سنتي 1989 و 1992 بمسجد "مصعب بن عمير" بحي المستشفى القديم بالجلفة، وقد تم انتدابه من طرف مديرية الشؤون الدينية إماما للجمعة بمسجد الهدى بحي مائة دار و مسجد "مصعب بن عمير" لغاية سنة 1995، ليعتزل بطلب منه. داوم الشيخ شحطة على قراءة الحزب الراتب بمسجد "مصعب بن عمير" لمدة 40 سنة (أي منذ سنة 1976 )... ويقيم حاليا بالمسجد المذكور حلقة علمية بمعية الشيخ الطاهر قويسم .