أكد خبراء 12 دولة عربية أمس على أهمية التعاون وتبادل التجارب حول الممارسات الزراعية الجيدة التي تبقى رغم أهميتها في مراحلها الأولى في العديد من البلدان العربية دون الطموحات المطلوبة رغم قيام عدد من هذه الدول بخطوات جيدة في هذا المجال· وأشار المتدخلون في اللقاء الذي نظم أمس بفندق المرسى بسيدي فرج إلى دور الممارسات الزراعية الجيدة في تنمية الزراعة العربية باعتبارها وسيلة لرفع الإنتاج وتطويره وزيادة المداخيل وتحقيق التنمية المستدامة· وفي هذا السياق؛ أشار الأمين العام لوزارة الفلاحة في هذا اللقاء الذي نظمته المنظمة العربية للتنمية الزراعية التابعة للجامعة العربية بالتعاون مع وزارة الفلاحة الى التحديات الكبيرة التي تواجه المستقبل وتقف عائقا أمام إشكالية الأمن الغذائي في الوطن العربي والمتمثلة في تقليص الفجوة الغذائية بين الكميات المستهلكة من الغذاء والكميات المنتجة محليا، زيادة دخل العاملين في القطاع الزراعي من خلال رفع الإنتاج والاستثمارات في القطاع، زيادة الكفاءة في الإنتاجية التي لاتزال متدنية لارتباطها بالظروف المناخية وندرة مياه الري وإتباع الأساليب التقليدية في الزراعة· كما تعد المحافظة على المناطق الريفية والثروات الطبيعية من مياه وتربة وغابات ومراعي من التحديات التي ذكرها السيد شلغوم مؤكدا في هذا السياق على أهمية اللقاء في تقييم الوضع في البلدان العربية وتبادل التجارب فيما بينها منها الجزائر التي وضعت الممارسات الزراعية الجيدة في صلب برنامج التنمية الريفية والمتمثلة أساسا في احترام البيئة، استعمال المبيدات، تكوين الفلاحين والمحافظة على الموارد الطبيعية· من جهته أشار المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية السيد سالم الجوزي الى تطور استعمال الممارسات الزراعية الجيدة في العالم على غرار ألمانيا وسويسرا، بينما تبقى التجارب في البلدان العربية محتشمة ودعا في هذا السياق الى التعاون وتبادل التجارب من اجل توسيع تطبيق هذه الممارسات في البلدان العربية، حيث أعدت المنظمة العربية للتنمية الزراعية دراسة توثيقية ودليل استرشادي حول هذه الممارسات التي لا تزال في مراحلها الأولى في البلدان العربية· واعتبر اللقاء المنعقد بالجزائر فرصة من اجل التطرق الى واقع وآفاق هذه الممارسات في الدول العربية والخروج بورقة عمل وتوجيهات واقتراحات بهذا الشأن، خاصة أن الحصول على الشهادات المعتمدة أصبح من الأمور الأساسية التي تمكن حسب المتحدث من دخول المنتوجات الأسواق العالمية وقدرتها على التنافس· و في الوقت الذي ظهرت فيه الممارسات الزراعية الجيدة حسب الجوزي في بلدان متقدمة فإنها تبقى محتشمة في البلدان العربية وبحاجة الى إعطائها دفعا قويا خاصة أن الإمكانيات متوفرة وبحاجة الى تثمينها خاصة إذا تم التعاون وتبادل الخبرات. *