أضحى من السهل على شباب مدينة جيجل ممارسة هواياتهم حسب الميول والأذواق، وذلك بدار الثقافة "عمر أوصديق" التي تسعى لإيقاظ المدينة من ركودها الثقافي والترفيهي وإضفاء مسحة مضيئة على المدينة التي باتت محاصرة بصورة خجولة منذ سنين وحتى الأمس القريب. وقد زودت هذه الدار التي تتربّع على مساحة 500 متر مربّع (بطابقين) بديكورات تعكس ملامح المدينة القديمة منها والجديدة، من ميناء جن جن إلى الصيّاد الأسطورة فبوابات القصبة العتيقة من الحقبة العثمانية بنقوشها الإسلامية الجميلة التي تتوحّد في نمطها مع القصبة العتيقة بالعاصمة، هذا ناهيك عن مختلف العادات والتقاليد من "عجار" المرأة وحليها والأواني المستخدمة قديما والتي لا تكاد تختلف عنها في منطقة القبائل، وحتى العاصمة في عدّة أوجه اجتماعية على غرار بعض الأكلات الشعبية، وقد صوّرت اللّوحات بالنّحاس الأحمر المضغوط، فيما زيّن بهو الدار بثريات من النحاس الأصفر بها نقوش من أزاهير تبدو وكأنّها تنشد للعهد العثماني مما أضفى بهرجا ساحرا عليها. ورشات إبداعية وتضمّ مرافق بعثت بها نشاطات من شأنها أن تمحو ذلك الركود الذي كان سائدا بالأمس، فهناك فضاء للإعلام الآلي، ناد للكوريغرافيا، الزخرفة والخط العربي، الإبداع الأدبي، اللغات وكذا ورشة للموسيقى، وثمّة مؤطّرون يشرفون على المنخرطين من أجل الاستيعاب الجيد لما يقدّم. وفي هذا السياق، تمّ إنشاء فرقة نحاسية بدأ يذيع صيتها في المدينة، على غرار ورشة الفنون الدرامية التي تنشط بها جمعية "مجانين الركح" التي يديرها المخرج عمر هاين، وتعدّ ذات خبرة وصيت على مستوى المدينة على اعتبار أنّها كانت تقدّم نشاطها المسرحي على مدار سبع سنوات بدار الشباب للولاية حيث حقّقت نجاحا من خلال مسرحيتي "الحلم" و"رحلتنا إلى نهاية الليل"، وقد أنتجت في الآونة الأخيرة مسرحية اجتماعية تحسيسية تنمّ عن روح التضامن التي يتوارثها الأجيال بشيء من التلقائية، وقد نجحت هذه المسرحية بالنظر إلى اعتبار عشرات العائلات لها عملا أصيلا يذكّر بالزمن الجميل، وتتّسع قاعة العروض لنحو 1200 متفرّج. عصّارة الزيتون.. تحفة المدينة يضمّ مدخل الدار في طابقه السفلي بهوا للمعارض نظّم به حتى الآن أربعة عشر معرضا محليا وولائيا بين فني وتجاري، وتوجد في نهاية رواق البهو عصّارة تقليدية للزيتون تعود لأزيد من قرن وهي مؤلّفة من وسائل بسيطة منها لولب مصنوع من الحطب، عمودان وهما حاملا المعصرة الحطبية التي توضع مباشرة على سلل حبلية صُممت لحمل كميات الزيتون والاحتفاظ بلبّها إلى أن يتقاطر كلّ محتواها من الزيت داخل حوض الماء. مكتبة ب4917 عنوانا الأطفال ملاذهم من خلال المكتبة المخصّصة لهم والتي تتوفّر على كتب وقصص وقواميس، وقد بلغ عدد الأطفال المنخرطين فيها منذ شهر سبتمبر الماضي زهاء 300 منخرط، أمّا المكتبة المخصّصة للكبار فهي تضمّ نحو 250 منخرطا، وتشتمل على العديد من الكتب المحلية والأجنبية، غير أنّ جلّ هواة المطالعة الذين التقتهم "المساء" أبدوا اهتمامهم بجانب الكتابة الجزائرية على غرار الأعمال الكاملة لجمال عمراني، محمد ديب، تاريخ الجزائر المعاصر بين سنة 1830 و1989، وكذا "العقد الفريد" للأندلسي والقواميس اللغوية والطبية، ويبلغ عدد الكتب التي تحتويها المكتبة 4917 عنوانا.