يرتبط موسم الصيف بالحرارة التي تدفع العائلات للبحث عن أماكن للاستجمام والراحة ويبدو أنه وثيق الصلة برغبات الناس في تنويع الأذواق، العائلات الباتنية لا تخرج عن هذا الطرح في وجود التنوّع وهو يشكّل المعيار الأساسي أمام الفرص المتاحة للترويح عن النفس. من هذا المنطلق ودائما في إطار تحسين الإطار المعيشي للمواطنين ولضمان صيف خال من الأمراض والأوبئة، شرعت السلطات المحلية بداية الأسبوع في حملة تنظيف واسعة في إطار ما اصطلح عليه بصيف باتنة ,2010 ولإنجاح برنامج المبادرة التي تشمل 17 عملية لإعادة تأهيل الشوارع الرئيسية، تسريح البالوعات، تهيئة المساحات الخضراء، طلاء واجهات المؤسسات العمومية والأرصفة، تقليم الاشجار، تزفييت الطرقات. ''المساء'' رافقت انطلاق العملية التي جند لها أزيد من 350 عاملا وتجري في ظروف جيدة عبر العديد من الشوارع الرئيسية للمدينة والتي استحسنها المواطنون. وحسب السيد فريد بن خديم رئيس دائرة باتنة، فإن العملية التي تعد سابقة في تاريخ المدينة من حيث الإمكانيات المادية والبشرية المسخرة، إلى جانب كونها انطلاقة فعلية لإرساء تقاليد جديدة تندرج في إطار تفعيل الحس المدني وتسعى في مراميها إلى بعث الحوار مع المواطن وإدراجه في العملية. وأوضح المتحدث أن ذلك يعكس روح المسؤوليات بإشراك الجميع في العملية التي تعني عدة قطاعات، ويكمن دورها في السهر على ضمان ديمومتها طيلة السنة. فمقارنة بوقت سابق سيجد الباتنيون هذه الصائفة متعة حقيقية في وجود مرافق سياحية وأمكنة للتسلية أفرغت محتوى ممرات بن بولعيد التي ظلت المتنفس الوحيد للعائلات طيلة الصيف، خصوصا من قبل الفئات المحدودة التي يتعذّر عليها الاستمتاع بفرص المخيمات الصيفية والتنقل إلى السواحل الجزائرية. ووقفنا من خلال الجهود التي تبذلها السلطات الولائية المشرفة على العملية، على عدة حقائق، بالنظر إلى حجم العمل المبذول من قبل عمال الصيانة والتنظيف، حيث تجري عمليات تنظيف واسعة برزت بشكل ملفت عبر الطريق المزدوج المؤدي الى مدينة تازولت، مرورا بالمستشفى الجامعي، إضافة إلى عمليات رفع القمامة وتصليح الانارة العمومية، وتنظيف البالوعات التي يشكل انسدادها مشاكل حقيقية عند تساقط الامطار. وجهتنا الثانية كانت ساحة الجندي المجهول الذي خضع مؤخرا لعمليات تهيئة شملت عمليات غرس وتنظيف الساحة وتنظيم حركة المرور بمفترق الطرق المؤدي إلى المستشفى الجامعي وعدة أحياء بارك افوراج، بوعقال ووسط المدينة. وبالمحطة القديمة تجري أشغال تهيئة إضافة إلى عمليات تغطية الوادي الذي أدركت به نسب متقدمة في عمليات الانجاز. واذا كانت العملية التي تهدف في مضامنها إلى ترسيخ سلوك المواطنة بالنظر إلى أهمية الحملة التي تأخذ في الحسبان جهود الدولة لضمان فرص الراحة للمواطن، فإن ما تقوم به السلطات الولائية في هذا الصدد لا ينكره جاحد، ففي هذا الصدد يأتي نموذج اعادة تهيئة حديقة الفاتح ماي القديمة التي تتوسط شارع الاستقلال وكالنت قبل أشهر، إضافة إلى ميدان لممارسة رياضة الكرة الحديدية ملاذا لشيوخ المنطقة لاسترجاع ذكريات الماضي بقضاء فترات للعب ''الخرقبة'' او ما يعرف ''بالضامة'' ومرتعا للمنحرفين الذين حولوها إلى وكر للفساد. هذه الحديقة التي يرتقب استلامها حسب صاحب المشروع يوم 25 جوان الجاري، تتربع على مساحة 4000 متر مربع تتوفر على ناد ومساحات خضراء ونافورة تتوسطها، ستزين بجدارية طولها 120 مترا طوليا وارتفاع 09 امتار سيجسد فيها تاريخ الجزائر على مر العصور من تاريخ امدغاسن مرورا بالرومان، الاتراك، الفترة الاستعمارية الى يوم الاستقلال ومكتسبات تحققت الى غاية 2010 وآفاق مابعد 2010 من خلال انامل فنانين ومؤرخين وجامعيين من المنطقة. غير بعيد عن هذه الحديقة، كانت وجهتنا الحديقة التي تشرف عليها حظيرة بلزمة التي تتوسط حي النصر وحي عبد المجيد عبد الصمد (حي الاخضرار سابقا)، حيث جند 300 عامل للعملية التي تهدف الى استرجاع الوجه الحقيقي لهذه الحديقة التي ستكون جاهزة لاستقبال المواطنين يوم عيد الاستقلال، كما وعد به رئيس الدائرة. علما أن هذه الحديقة التي تستغلها حظيرة بلزمة في اطار حق الامتياز تعد ملكا للبلدية تم شقها الى نصفين بعد فتح المسلك المؤدي من حي النصر الى وسط المدينة في اطار عملية فك الخناق على المدينة، فهي لا تزال تحتفظ بوجهها الجمالي بعد استحداث ممر سفلي يمكن من عملية التنقل بين ارجاء الحديقة التي تتربع على مساحة مهمة. نفس القول ينطبق على حديقة حي المحطة المعروفة باسم ''بيبينيار'' التي توجد بمحاذاة فندق شيليا حيث تعرف هي الأخرى أشغال تهيئة كبرى لفتح مساحات للمواطنين لاستغلالها، خصوصا في فصل الصيف، بإسهام من مؤسسة صافا وبالتنسيق مع عمال البلدية لا سترجاع مكانتها وخصوصياتها، علما أنها توجد بوسط المدينة القديمة وتتربع على مساحة لا تقل عن هكتار و100متر، كما خصص حيز منها لنادي الكرة الحديدية. ويعد رئيس الدائرة بالسهر على تطبيق برنامج الحملة، ليس لتلبية رغبات أفراد المجتمع في المجال الصحي فقط، بل الثقافي والترفيهي أيضا، باستغلال هذه المرافق بطريقة عقلانية. وأوضح أن الجهات المعنية منكبة على إعداد برامج ستغطي مساحة مهمة في انشغالات العائلات.