* email * facebook * twitter * linkedin تواصلت المسيرات السلمية عبر الوطن، في جمعتها ال35، بالتحاق جموع المتظاهرين بأهم شوارع المدن، مؤكدين من جديد عدم تنازلهم عن المطالب المرفوعة منذ بداية الحراك الشعبي، وفي صدارتها إحداث القطيعة مع كل الوجوه ذات الصلة بالنظام السابق قبل المرور إلى تنظيم انتخابات رئاسية. فبالعاصمة، توجه العديد من المواطنين عقب صلاة الجمعة، إلى نقاط التجمع التي ألفوا الالتحاق بها منذ 22 فيفري الماضي، كشارعي ديدوش مراد والعقيد عميروش، بالإضافة إلى ساحة موريس أودان ومحيط ساحة البريد المركزي..داعين إلى توفير كل شروط النزاهة والشفافية قبل إجراء الرئاسيات المقررة في 12 ديسمبر المقبل، وذلك من خلال قطع الطريق أمام عودة الوجوه المحسوبة على النظام السابق وتكريس تغيير فعلي يفضي إلى دولة الحق والقانون. ومن خلال لافتات "لن نتراجع للوراء" و أخرى تدعو إلى التطبيق الفوري للمادتين 7 و8 من الدستور، أبرز المتظاهرون معارضتهم لتنظيم الاستحقاق الرئاسي، قبل ضمان رحيل كل رموز النظام القديم وصدهم عن أي عودة محتملة في صور أخرى - عبر بوابة الانتخابات، فضلا عن القضاء على كافة أشكال الفساد وإخضاع المتورطين فيه للمحاسبة. كما جدد بعض المتظاهرين مطلبهم القاضي بإطلاق سراح الموقوفين خلال المسيرات الشعبية. وقد لوحظ خلال مسيرة أمس، تراجع كثافة الجهاز الأمني على مستوى بعض أماكن التجمع كساحة أودان، مقارنة بآخر جمعة، فيما كان نفق ساحة موريتانيا مغلقا أمام المتظاهرين على غرار النفق الجامعي الموصد هو الآخر منذ أشهر كل يوم جمعة. وللجمعة الثالثة على التوالي، تم غلق شارع ديدوش مراد من خلال فرض طوق أمني في مدخله، ليقوم المتظاهرون باجتنابه بالمرور عبر شارع فيكتور هوغو. كما شكلت المسيرات فرصة لإبداء الرأي فيما يخص أبرز المستجدات التي عرفتها الساحة الوطنية بحر الأسبوع، وأهمها مشروع القانون المتعلق بالمحروقات المصادق عليه الأحد الماضي من طرف مجلس الوزراء. وتأتي مسيرات الأمس، قبل أسبوع من تاريخ انتهاء آجال إيداع ملفات الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة والمحددة يوم السبت 26 أكتوبر الجاري. علما أن عدد الراغبين في الترشح لهذه الانتخابات الرئاسية قد بلغ حسب آخر حصيلة للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات 145 شخصا. وفي هذا الإطار، كان نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح قد أكد مؤخرا خلال زيارته إلى قيادة القوات البحرية على أن السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات قد "وجدت كل العون والدعم والمساعدة من طرف مؤسسات الدولة المختلفة التي وفرت لها كل الوسائل والإمكانيات وشتى أشكال التسهيلات، حتى تقوم بمهامها الجليلة وواجبها الوطني بكل سهولة ويسر". كما ثمن "الحس الوطني الرفيع" الذي أبداه الشعب الجزائري من خلال "إقباله، عن قناعة ووعي، على مكاتب التسجيل، مما مكن من إنجاح عملية تطهير القوائم الانتخابية ومراجعتها عبر كافة بلديات الوطن، بما يتلاءم كليا مع المطالب الشعبية". مسيرات عبر الولايات ببومرداس قال الحراكيون أمس، إنهم يتفاءلون بالجمعة ال35 التي تحمل نفس ترقيم ولايتهم الإداري وسط ولايات عبر الوطن، معتبرين حراك الجمعة محطة من أجل تصحيح المفاهيم، مؤكدين بأنهم ليسوا معارضين للفعل الانتخابي وإنما يعارضون من مازالوا في السلطة من رموز النظام السابق. معبرين عن رغبتهم في أن تكون انتخابات نزيهة وشفافة ،تفرز رئيسا في مستوى ثقة الشعب وطموحاته في الرقي بالجزائر عاليا. وجدد عشرات القسنطينيين الذين خرجوا في مسيرة الحراك أمس، مطلبهم بذهاب رموز النظام القديم، حيث طالبوا برحيل الحكومة الحالية، قبل الذهاب لاختيار الرجل المناسب الذي ستوكل له مهمة قيادة الجزائر خلال المرحلة المقبلة، كما أكد من شارك في مسيرة الأسبوع ال 35 من الحراك، تمسكهم بالمؤسسة العسكرية وهتفوا "جيش، شعب، خاوة خاوة". بولاية سكيكدة، دخل الحراك الشعبي هذا الجمعة أسبوعه 35، والسكيكديون مصرون على مواصلة حراكهم السلمي إلى غاية تحقيق كل المطالب التي رفعوها والمتمثّلة في التغيير الجذري للنظام بذهاب كلّ رموزه، ومحاربة الفساد والمفسدين بالخصوص على المستوى المحلي. بولاية بجاية، واصل سكان مختلف المناطق نضالهم السلمي من أجل التغيير وتحقيق الإرادة الشعبية من خلال رحيل كل رموز النظام السابق حيث خرجوا أمس، للجمعة ال 35 من خلال تنظيم مسيرة سلمية حاشدة التي عرفت مشاركة قوية للمواطنين، تم خلالها رفع عدة شعارات تطالب برحيل كل رموز النظام والإفراج عن المعتقلين. كما خرج سكان مدينة تيارت مباشرة بعد صلاة الجمعة في المسيرة ال35، التي تراجع عدد المشاركين فيها. ورغم ذلك رفع الشباب شعارات مساندة لجهاز العدالة الذي تمكن في ظرف وجيز من القبض على رؤوس الفساد من كبار المسؤولين السابقين في الدولة ونواب، فيما طالب المتظاهرون بضرورة رحيل كل من له صلة بالنظام السابق كشرط للذهاب إلى الانتخابات التي تبقى الحل الأنجع للخروج من الوضع الحالي.