* email * facebook * twitter * linkedin انطلقت فعاليات المهرجان الوطني للشعر النسوي في طبعته الحادية عشرة أول أمس السبت بدار الثقافة "مالك حداد" بقسنطينة، بحضور شاعرات من قسنطينة ومن مختلف الولايات، بالإضافة إلى سيدات القافية من عدة دول عربية، وعلى رأسها فلسطينوتونس والمغرب. بالمناسبة، أكد السيد سعيد أخروف الأمين العام لولاية قسنطينة في كلمته الافتتاحية، أن هذه التظاهرة تُعدّ عرسا ثقافيا يزيد من بهاء الولاية، ويفتح الآفاق على عالم الشعر والإبداع، خاصة أن المهرجان يخص شعر المرأة التي وصفها بالمدرسة التي تخرّج منها الأنبياء والعلماء والمبدعون والعباقرة، مضيفا أن المرأة تُعدّ رمزا للبعث والتجدد، ولن تكفّ عن أداء دورها في النضال والتضحية. وقال إن هذا المهرجان فرصة لتأمل الحياة بعين المرأة والإنصات إلى مشاعرها، مضيفا أن شاعرات الجزائر يسرن على درب أسلافهن من الأمهات والجدات، اللائي حملن السلاح في وجه المستعمر الغاشم. وأكد المتحدث أن السلطات المحلية عملت على الحفاظ على هذا المهرجان الذي وصل إلى طبعته الحادية عشرة، وجاء هذه المرة بشعار من "رحم الصخر يولد الشعر"، ليصف المشاركات بحسنوات الجزائر ورمز للبطولة والنضال، معتبرا أن هذه التظاهرة جاءت معبّقة بنسائم الشعر وعطور الكلمة. ومن جهتها، أكدت محافظة المهرجان السيدة أميرة دليو، أن المناسبة ستكون فرصة لفتح نافذة على سيرتا مدينة الصخر العاشق والجسور المحبة؛ فإضافة إلى جو الشعر والأدب، المهرجان معطر بجو الفن والموسيقى الأصيلة، لتقدّم كل الشكر للسلطات التي ساهمت في ترقية الثقافة بالولاية بدون أن تنسى الخواص، وتعهدت بمرافقة كل المواهب. وعرفت التظاهرة تقديم عرض مسرحي موسيقي من تأليف الشاعر شوقي ريغي، حاول اختزال فيه الموروث الثقافي غير المادي بعاصمة الشرق، وجاء تحت عنوان "بين البارح واليوم"، وعرف مشاركة العديد من الوجوه الغنائية البارزة بعاصمة الشرق، على غرار فلة الفرقاني وأحمد بن خلاف وعباس ريغي والمنشد عبد الجليل أخروف بمشاركة بالي سيرتا. وحافظت التظاهرة على فقرة "آدم في ضيافة حواء" بمشاركة شاعرات، أبين إلا تكريم الشعراء الرجال الذين شاركوهن الكتابة وتقاسموا معهن همّ الشعر. كما سيتم خلال هذه التظاهرة الإعلان عن أسماء الشاعرات الثلاث، الفائزات في مسابقة السنة الفارطة التي حملت اسم الأديبة نجية عبير، وعرفت مشاركة 97 شاعرة ب 250 قصيدة. وستعرف التظاهرة مشاركة الشاعرة ميلاد صيمود من تونس، وحيدر نور ورعد حسن من لبنان، وهاجر عمر من مصر، وآلاء نعيم علي القطراوي من فلسطين، وخديجة مسعود من المغرب، ومناهل فتحي من السودان، بالإضافة إلى الشاعرة الجزائرية نسيمة بوصلاح المقيمة بالإمارات العربية المتحدة. بودشيش يقدّم "المؤلف" ... النفاق الاجتماعي والسرقة الفنية على الخشبة احتضن المسرح الجهوي بقسنطينة، أول أمس، العرض الشرفي لمسرحية "المؤلف" للمخرج كريم بودشيش، من إنتاج "أوندا" بالتنسيق مع جمعية "الستار الذهبي" للثقافة والفنون، بمشاركة كوكبة من الفنانين الشباب والكبار، على غرار السعيد بولمرقة الذي عاد إلى خشبة المسرح بعد أكثر من 40 سنة من الغياب، وأحمد حمامص ومراد فيلالي من جمعية "البليري"، والممثلة المتألقة نجلاء طارلي. قصة المسرحية التي كتبها السعيد بولمرقة تدور حول ما يتعرض له الفنانون من احتيال ونصب على إبداعاتهم التي تكون عرضة للقرصنة، كما تسلّط الضوء على عدم حماية الفنان نفسه من هموم الحياة وأخطار ومصائب الزمن وضياع حقوقه، لتكون إسقاطا على الفنان في حد ذاته. وجاءت المسرحية التي دارت في حدود ساعة من الزمن، في قالب معقد؛ إذ كانت مسرحية في خضم مسرحية، أو ما يُعرف بالعلبة المغلقة، وهي تدخل، طبعا، في إطار العمل الكلاسيكي، مع إضفاء بعض الهزلية على المشاهد، وإعطائها صبغة محلية تشد انتباه المتلقي وتجعله يركز دوما على العمل. وتمحورت الشخصيات حول المؤلف والمحقق في الفضاء الواقعي، والمرأة في دور الأمير زوجة أوراغون أو ماريان ابنته، وكذا رجل الدين في قصة "طارتوف". وأخذ المخرج كريم بودشيش مسرحية "طارتوف" أو "المنافق" للأديب العالمي موليير، وجعلها في قلب مسرحيته، ليكون العمل مشكَّلا من فضاءين بدون المساس بالعناصر الأساسية الثلاثة للمسرحية، وهي وحدة الزمان والمكان والفعل، حيث نجح المخرج في توظيف فضاءين؛ الواقع والخيال، مع الاعتماد على الكواليس الكلاسيكية، وتحديد محورين على الخشبة في اليمين واليسار؛ في رمزية لسير الزمن ودوران عقارب الساعة. ورغم أن جل الطاقم التمثيلي كان مشكّلا من هواة باستثناء الممثلة نجلاء طالي، إلا أن المجموعة وُفّقت إلى أبعد الحدود في تجسيد الأدوار التي لعبتها، فكان تناسق كبير في الأداء، حتى إن الفنانة نجلاء طالي كانت مثل المحرك في المسرحية، ونجحت في رفع الإيقاع عندما كان ينخفض في بعض فترات العرض. أما بخصوص ديكور المسرحية فقد كان بسيطا يشدّ انتباه المشاهد، حيث اعتمد المخرج على مكتب وكرسيين استعملهما المؤلف والمحقق خلال العرض، بينما استعمل بعض الأعلام وأرضية من البلاط مربعة الشكل بالأبيض والأسود، توحي إلى الزمن البعيد داخل القصور الملكية، وترمز إلى الكلاسيكية. وحسب المخرج كريم بودشيش، فإن هذا العمل له هدف، وهو فتح أعين الفنانين وتنبيههم من أجل حفظ أعماله وتجنّب أي احتيال ثقافي عن طريق بعض الآليات المتاحة، على غرار تسجيلها بالديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجارة.