* email * facebook * twitter * linkedin كشفت الروائية والفنانة التشكيلية سلمى محمد النعيمي ل "المساء"، عن مشاركتها في الطبعة 24 للصالون الدولي للكتاب، بديوانها الجديد "هوادة"، الذي صدر لها مؤخرا عن المكتبة الرئيسة للمطالعة حملة بباتنة، ويقع في 116 صفحة من الحجم المتوسط، كما يحتوي على 48 عنوانا، من بينها "اليباب" و"قراري" و"ثوب الليل غارق" و"هناك وزفت" و"طوي السجل" و"امرأتان غارقتان". قالت سلمى ل "المساء" إن بعض الإعلاميين يتجاهلون المبدعين الحقيقيين، ويسلطون الضوء على المساخر والمهازل التي تجتاح الساحة الفنية الجزائرية، وهذا في إطار كامل منظم لاستهداف الثقافة الجزائرية وهدمها من أساسها. وعن عنوان ديوانها كشفت المتحدثة عن أن صورة الغلاف من تصميمها، وهو تعبير صادق، يلخص مجموعة محاولات تسبح في ملحمة الأحزان الدافئة. وجاء الرد في عنوان فرعي آخر، ليزيح الشكوك في القدرات الإبداعية، مثل "شفاه تصلح للقبل". كما كان من المفروض أن يكون هذا الديوان بحجم أكبر، إلا أنها أدركت أن العناوين الطويلة مملة وتستنفر القارئ. ولقد تناولت المرأة في إبداعاتها الشعرية واعتبرتها موضوعا في حد ذاتها يختزل مجموعة من المواضيع؛ كونها هي الحبيبة والوطن، وهي مأخوذة من المجتمع من محاكاة المبدعة للمجتمع التي تستنبطها، ثم تتخمر الفكرة، وتخرج في نصوص شعرية. وحسب الشاعرة فإن إحساس الشاعر يتقاطع مع أحاسيس آخرين، إما عن تجربة شخصية وقعت له قد تكون مكررة عند شخص آخر، أو عن إرهاصات أو حدس، والتي تكون وقعت لأشخاص آخرين. كما تطرقت للوضع الراهن الذي تمر به الجزائر في قصيدة "يراهنون وزفت" و«لا تستقل" و«أين السرير؟" و«سر جمال الوجود" و«ورد الروابي" و«طوي السجل" وغيرها، في حين تميزت قصائدها بالمزج بين القصائد العمودية والنثرية؛ محاولة بذلك مخاطبة كل الشرائح والنخب. للإشارة، المتصفح لديوان سلمى يدرك بكل تأكيد، أن الشاعرة على وعي دقيق بحافة اللغة الحادة بعد تحكّمها في الصياغة الشعرية إلى أبعد الحدود بدون ترهل أو تفكك في الإحالة والإسناد. وفي هذا يمكن التوقف عند بعض العناصر البارزة في التشكيل الشعري، منها حضور الأساليب الإنشائية الطلبية (النهي والأمر والاستفهام). كما أنها لم تتجاهل علم العروض وبحوره الشعرية، فقد أسهبت في نظم قصائدها، مرتكزة على البحر الطويل والكامل والمتقارب والبسيط غير المجزأ، ضمن سياقات مغايرة جديدة، كسرت بها طابوهات، ومنحت لتك الأساليب استلزامات حوارية لا تخرج عن إطار الإبداع النسوي. وعلى صعيد آخر، مُنحت سلمى في مقابل ذلك، ديناميكية جدالية للنص، تجعل الفعل ينمو، والوصف يغور أو يعمق المشاهد الموصوفة؛ عبر تصعيد درامي، يفتح المعاناة على مقامات تداولية؛ في محاولة لجر القارئ إلى المشاركة الوجدانية، وجره بريشتها إلى خلق توترات في سلسلة التواصل والتداول، لتخلق الظاهرة الاتصالية بين المرسل والمرسل إليه، وكأنها تصغي لنفسها، وهي تكتب في تأمل رؤيوي للذات وهموم المرأة. يُذكر أن سلمى سبق لها أن نشرت كتاب "المباني الصماء" عام 2012، وهو كتاب سياسي رومانسي اجتماعي، يعالج قضية المنظمات السرية، وكيف هدمت المجتمعات العربية والغربية، ولها خمس روايات قيد الإصدار. وتُعد سلمى من أبرز الوجوه الثقافية النسوية على غرار مجموعة أخرى من الشاعرات والكاتبات المبدعات بولاية باتنة، وهي محامية معتمدة لدى مجلس قضاء باتنة، وباحثة أكاديمية في العلوم القانونية تخصص إدارة، إلى جانب ذلك تبدع أناملها في تصاميم الحلي الأوراسية، وهي عضو في اتحاد الكتّاب الجزائريين، وحازت عدة جوائز، منها أفضل حلي بالإمارات العربية عن مسابقة المصممة العربية، كما لها إصدارات إلكترونية موثقة.