أجمع، أول أمس، عدد من الأسماء الأدبية والشعرية على أن التجربة الشعرية النسوية بالجزائر تحتاج إلى التشجيع والدراسة، كونها تخطت الهامشية في الكتابة، حيث أكدوا خلال فعاليات الملتقى الوطني الأول حول ”واقع الإبداع الشعري النسوي بالجزائر” بجامعة باتنة على ضرورة ايلاء الاهمية للقلم النسوي بالجزائر. فالكتابة النسوية تقول الدكتورة مليكة النوي من جامعة باتنة، ليست هذيانا إنما هي استنفار لرصيد معرفي يشكل الهم الإنساني فيه كل الحقيقة التي يبحث عنها شعر المرأة، مضيفة أن عديد الشاعرات تخطين اليوم مرحلة السطحية بل واتسمن بجرأة كبيرة في الأداء وكذا الطرح. واعتبرت الشاعرة سليمة مسعودي أن التجربة الشعرية النسوية في الجزائر هي في طور التكوين والبحث عن التأطير لتحقيق مكانة لها على الصعيد العربي، وهي بحاجة ماسة للمساعدة من أجل إبراز الطاقات الإبداعية الهائلة التي مازالت بعد رغم جديتها في الظل . كما أعابت الشاعرة تجسيد أنوثتها الجسدية في القصيدة، فالمرأة والأنثى ككيان أبعد وأعمق من أن تكون مجرد جسد، إلا أن الكثيرات ممن احترقن بوجع الكلمة وقعن في الفخ الذي هربن منه وهو الحديث عن الجسد. ومن جهته، أوضح الشاعر طارق ثابت من جامعة أم البواقي، أن ”إشكالية الإبداع النسوي والرجالي ما زالت مطروحة فقط في مجتمعاتنا العربية بحكم عوامل متعددة، في الوقت الذي تجاوزها الغرب وهي مقرونة لدينا نظريا بقضايا تتناول قضايا تتعلق بحميمية المرأة وطبيعتها عكس الواقع الذي يؤكد بأن الدواوين الموجودة لأسماء شعرية نسوية تجاوزت ذلك بكثير”. لكن من حيث النصوص والانتشار فقط دون الموضوع والبنية الداخلية للنص، لأن جماليات القصيدة وجودتها تفرض نفسها بغض النظر عن كاتبها ذكرا كان أم أنثى.” وأثار المتحدث ذاته بالمناسبة قضية عدم استمرار الإبداع لدى المرأة بحكم التزاماتها الاجتماعية، فالكثيرات يختفين يضيف المتحدث بمجرد الزواج وتكوين أسرة وتصبح الكتابة لديهن سواء شعرا أو نثرا فائضا زائدا يؤول إلى الزوال على الرغم من نضج هذه التجارب. وذكر عميد كلية الأدب واللغات الأجنبية بجامعة باتنة، الدكتور عبد السلام، ضيف بأن الطبعة الثانية من هذا الملتقى الوطني ستناقش السنة المقبلة موضوع ”السرد النسوي في الجزائر” إيمانا من باحثي قسم اللغة العربية بباتنة بأهمية الإبداع النسوي في المشهد الأدبي الجزائري، وضرورة تسليط الضوء عليه دراسة ونقدا. للتذكير يهدف الملتقى الوطني الأول حول ”واقع الإبداع الشعري النسوي بالجزائر” في دورته الأولى، إلى تسليط الضوء على الإبداع الشعري النسوي بالجزائر، بالنظر إلى تجربة المرأة الجزائرية في هذا الميدان تعود إلى حوالي أربعة عقود، حيث يناقش المشاركون على مدار يومين 6 محاور تتمثل في إشكالية مصطلح الأدب النسوي، ودعائم الإبداع الشعري النسوي الجزائري، والائتلاف والاختلاف بين الكتابة الشعرية النسوية والكتابة الذكورية، وكذا خصوصية التشكيل الجمالي والأسلوبي في الشعر النسوي، والقصيدة النسوية الشعبية الجزائرية والنقد والإبداع الشعري النسوي الجزائري.